الصَّلْدُ بالفتح ويُكْسَر : الصُّلْبُ الأَمْلَسُ يقال : حَجَرٌ صَلْدٌ وَصلُودٌ وَصَلِيدٌ بَيِّنُ الصَّلاَدةِ والصَّلُودِ : صُلْبٌ أَمْلَس . والجَمْع : أَصْلادٌ . قال الله عَزَّ وجلّ : " فَتَرَكَهُ صَلْداً " . قال الليثُ : يقال : حَجَرٌ صَلْدٌ وَجَبِينٌ صَلْدٌ أَي أَمْلَسُ يابِسٌ فإذا قلْتَ : صَلْتٌ فهو مُسْتَوٍ . وقال ابن السِّكِّيتِ : الصَّلْد : الصَّفَا العَريضُ من الحِجَارةِ الأَمْلَسُ . قال : وكُلُّ حَجَرٍ صُلْبٍ فكُلُّ ناحِيَةٍ منه صَلْدٌ . كالصَّلَوْدَدِ كَسَفَرْجَلٍ والأَصْلَدِ . قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ : .
يَنْمِي بنُهَّاضٍ إلى حارِكٍ ... ثَمَّ كَرُكْنِ الحَجَرِ الأَصْلَدِ ومن المجاز : فَرَسٌ صَلْدٌ إذا كانَ لا يَعْرَقُ كالصَّلُودِ كصَبُورٍ وهو مَذْمومٌ عند أَهْل الفِراسَة من العَرب . كذا في التهذيب . وفي المحكم : فَرَسٌ صَلُودٌ : بَطِيءُ الإِلْقَاحِ وهو أيضاً : القليلُ الماءِ وقيل : هو البَطيءُ العَرَق . وصَلَدَت الدَّابَّةُ تَصْلِدُ بالكسر صَلْداً ضَرَبَت بِيَدَيْهَا الأَرْضَ في عَدْوِها فهي صَلُودٌ . قال ساعدةُ الهُذَلِيُّ : .
وأَشْفَت مَقاطِيعُ الرُّمَاةِ فُؤادَهُ ... إِذا يَسْمَعُ الصَّوْتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ وصَلَدَ الوَعِلُ في الجَبَلِ يَصْلِدُ صَلْداً فهو صَلُودٌ : صَعَّدَ أَي تَرَقَّى . ويقال : صَلَدَت أَنْيَابُهُ إذا صَوَّتَ صَرِيفُها فَسُمعَ ذلك فهي صالِدَةٌ والجمع صَوالِدُ قال الراجز : .
" تَسْمعُ في عُصْلٍ لها صَوَالِدَا .
" صَلَّ خَطَاطِيفَ على جَلامِدَا ومن المجاز : صَلَدَت الأَرضُ إذا صَلُبَتْ فلم تُنْبِتْ شَيئاً كأَصْلَدَتْ ومَكانٌ صَلْدٌ صُلْب شَدِيدٌ . وقد صَلَدَ وأَصْلَد . ومن المجاز : صَلَدَت صَلَعَتُهُ محرَّكَةً إذا بَرَقَتْ . وفي حديث عُمَرَ Bه : " أَنَّه لمَّا طُعِنَ سَقَاه الطَّبيبُ لَبَناً فخرجَ من مَوْضعِ الطَّعْنَةِ أَبيضَ يَصْلِدُ " أَي يَبْرُق ويَبِصُّ .
ومن المجاز : صَلَدَ الزَّنْدُ يَصْلِدُ صَلْداً : صَوَّتَ ولم يُورِ فهو صالِدٌ وصَلاَّدٌ وصَلُودٌ ومِصْلادٌ كأَصْلَد وأَصْلَدَه هو وأَصلَدْته أَنا . وقَدَحَ فُلانٌ فأَصْلَدَ . وحَجَرٌ صَلْدٌ : لا يُورِي ناراً . وحَجَرٌ صَلُودٌ وحكى الجوهري : صَلِدَ الزَّنْدُ بكسر اللام يَصْلَد صُلُوداً إذا صَوَّت ولم يُخْرِج ناراً وأَصلَد الرَّجلُ أَي صَلَدَ زَنْدُه . قلت : وما قاله الجَوهريُّ هذا هو الذي حكاه أَقوامٌ عن أَبي زَيدٍ وقد وُجِدَ في بَعْض نُسخ الصّحاح مثْلُ ما قاله المُصنِّفُ .
ومن المجاز : صَلُد الرجلُ ككَرُم : بَخِلَ صَلاَدةً . ورُوِيَ فيه صَلَد يَصْلِد من حَدِّ ضَرَبَ صَلْداً كَصَلَّدَ تَصْلِيداً ورجلٌ صَلْدٌ وصَلُودٌ وأَصْلَدُ : بَخِيلٌ جدّاً . وعن أبي عمرو : ويقال للبخيلِ : صَلدَت زِنادُه وأَنشد : .
صَلَدَت زِنادُكَ يا يَزِيدُ وطَالَما ... ثَقَبَتْ زِنَادُكَ للضَّرِيكِ المُرْمِلِ والصَّلُود : المُنْفَرِدُ قاله الأَصْمَعِيُّ يقال : لَقِيتُ فُلاناً يَصْلِد وَحْدَه وأَنشد لساعدةَ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيّ : .
تالله يَبْقَى على الأَيّامِ ذُو حِيَدٍ ... أَدْفَى صَلُودٌ من الأَوعالِ ذو خَدَمِ أَراد بالحِيدِ : عُقَدَ قَرْنِه كالصَّلِيدِ كأَميرٍ .
ومن المجاز : الصَّلُود : القِدْرُ البَطِيئةُ الغَلْيِ كذا في المحكم والأَساس . ومن المجاز : الصَّلُود : الناقَةُ البَكِيَّةُ كالمصْلادَةِ والمِصْلادِ والصَّلُود مَنْ يُصَعِّد في الجَبَلِ فَزَعاً وخوفاً . وعن ابن السِّكِّيت : الصِّلْداءُ والصِّلْداءةُ بكسرهما : الأرضُ الغَلِيظَةُ الصُّلْبَةُ لا تُنْبِتُ شيئاً . وفي التهذيب : يقال عُودٌ صَلاَّدُ ككَتَّانٍ : لا يَنْقدِحُ منه النار . والصَّلِيدُ : البَرِيقُ وقد صَلَدَ إذا بَرَقَ .
ومن المجازِ : ناقَةٌ صَلْدَة إذا كانَت جَلْدَة نقله الصاغاني ومن المجاز : ناقة مِصْلادٌ إذا نُتِجَتْ وما لَهَا لَبَنٌ وهي البَكِيَّةُ أيضاً . وصَلْدَدُ كجَعْفر : ع باليَمَنِ فيما يقال أو قُرْبَ رَحْرَحانَ . قال شيخنا : ويؤيد القولَ الثاني قول ابن نُمَيطٍ الهَمْدَانِيِّ :