ومن المجاز : صَرِدَ الفَرَسُ إذا دَبِرَ مَوْضِعُ السَّرْجِ منه فهو صَرِدٌ كَكَتِفٍ . وعن أَبي عُبَيدة : الصَّرَدُ : أَن يَخْرُجَ وَبَرٌ أَبيضُ في مَوْضع الدَّبَرَةِ إِذا بَرَأَتْ فيقال لذلك الموضع : صُرَدٌ وجمعه : صِرْدان وإيَّاها عَنَى الراعي يصف إبِلاً : .
كأَنَّ مَواضِعَ الصِّرْدَانِ منها ... مَنارَاتٌ بُدِئْنَ على خِمَارِ وفي المحكم : والصُّرَد : بَيَاضٌ يكون في سَنَامِ البَعِيرِ . والجمْعُ كالجَمْع . وفي الأَساس : شُبِّه بلَوْن لاصُّرَدِ وهو طائر يأْتي ذِكْرُه . وصَرِدَ السِّقَاءُ صَرَداً : خَرَجَ زُبْدُهُ مُتَقَطِّعاً فيُدَاوَى بالماء الحارِّ . ومن المَجَأز : صَرِدَ قَلْبِي عنه إذا انْتَهَى كما يُقال : .
" أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا كذا في التهذيب .
وصَرِدَ السَّهْمُ صَرَداً وصَرْداً : أَخطأَ وكذا الرُّمْحُ ونَحوُهما كأَصْرَدَ قال الراجز : .
" أَصرَدَهُ المَوْتُ وقد أَطَلاَّ أًي أَخطأَه وهذا عن قُطْرُب . وصَرِدَ السَّهْمُ والرُّمْحُ يَصْرَدُ صَرَداً : نَفَذَ حَدَّهُ وهذا عن الزّجَّاج فهو على هذا ضِدٌّ . وَصَرَدَهُ الرامِي وأَصْرَدَه : أَنْفَذَهُ من الرَّمِيَّةِ وأَنا أَصْرَدتُه . و قال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ يخاطب جَريراً والفرزدقَ : .
فما بُقْيَا عَلَيَّ تَركتُمانِي ... ولكِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبَالِ قال أَبو عُبَيْدة : من أراد الصَّوَابَ قال : خِفْتُمَا أَن تُصِيبَ نِبالي . ومن أَراَد الخَطَأَ قال : خِفْتُما ِإخطاءَ نِبالكُما وسَهْمٌ صارِدٌ ومِصْرَادٌ : نافِذٌ خَرَج بَعْضُه ومارِقٌ : خَرَج كلُّه . وصارِدٌ : خرجت شَبَاةُ حَدّهِ من الرَّمِيَّةِ . ونَبْلٌ صَوَارِدُ . وسَهْم مُصْرِدٌ كمُكْرِم : مُخْطئٌ قاله قُطْرُب . وفي الحديث : " نُهِيَ المُحْرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَد " وهو بضم الصادِ وفتح الراءِ : طائرٌ فوق العُصفورِ أَبْقَعُ ضَخْمُ الرَأْسِ قال الأَزهريُّ : يَصطادُ العَصَافِيرَ يكون في الشَّجَرِ نِصْفُه أَبيضُ ونصفه أَسودُ ضَخْمُ المِنْقَارِ له بُرْثُنٌ عظيم . ويقال له : الأَخْطَب لاخْتلاف لَوْنَيْهِ . والصُّرَد لا تَراه إِلاّ في شُعْبَةِ أَو شَجَرَةِ لا يَقْدِر عليه أَحدٌ . قال سُكَيْنٌ النُّمَيْرِيُّ : الصُّرَد صُرَدَانِ أَحدُهما يُسَميِّه أَهلُ العراق : العَقْعَقُ وأَما البَرِّيُّ فهو الهَمْهَام يُصَرْصِرُ كالصَّقْرِ . ورُوِيَ عن مجاهد : وكره لحمُ الصُّرَدِ وهو من سِبَاعِ الطَّيْرِ أو هو أَوَّلُ طائرٌ صَامَ لله تعالى .
وروى عن مجاهد في قوله تعالى : " سَكِينَةٌ من رَبِّكُم " قال : أَقْبَلَت السَّكِينَةُ والصُّرَدُ وجِبْرِيلُ مع إبراهيم من الشَّأْم : ج صِرْدَأنٌ بالكَسْر قال حُمَيْد الهلالِيُّ : .
كأَنَّ وَحَي الصِّرْدانِ في جَوْفِ ضالةٍ ... تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إذا ما تَلَهْجَما ومن المجاز : فَرَس مُصَرِّدٌ : به صُرَدٌ وهو بَيَاضٌ في ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ وجمْعُه صِرْدَانٌ وقد تقدَّم قريباً . والصُّرَدَأنِ تثنية صُرَدٍ : عِرْقَأنِ أَخضرانِ يَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ يَكْتَنِفَانِه وبهِما يَدور اللِّسَانُ كما قاله اللَّيْث عن الكِسَائيّ . وقيل : هما عَظْمَأن يُقيمَأنه وقال يَزِيدُ بن الصَّعِقِ : .
وأَيُّ الناسِ أَغْدَرُ من شَآمٍ ... له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ أَي ذَرِبانِ . وفي المحكم : الصُّرَدُ : عِرْقٌ في أَسفلِ لِسان الفَرَسِ . وقال الأَصمعيّ : الصُّرَدُ من الفَرَسِ : عِرْقٌ تحْت لِسَانِه وأَنشد : .
خَفِيفُ النَّعَامَةِ ذو مَيْعَةٍ ... كَثِيفُ الفَراشةِ ناتِي الصُّرَدْ وعن ابن الأَعرابيِّ : الصَّرِيدةُ : نَعْجَةٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ وأَنْحَلَهَا كذا في المحكم ج : صَرَائِدُ وأَنشد : .
لَعَمْرُكَ إِني والهِزَبْرَ وعارِماً ... وثَوْرَةَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ