عن ابن الأعرابيّ : يقال : حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ أي استَعَنْتَ بمن يَقُوم بأَمرِكَ ويُعْنَى بحاجَتِكَ . وقال أَبو عُبَيْد : يقال حَلَبْتُها بالساعِد الأَشدِّ أَي حين لم أَقْدِر على الرِّفق أَخذْتُه بالقُوَّةِ والشِّدَّة . ومن أَمثالهم في الرجل يُحْرِز بعضَ حاجته ويَعْجِزُ عن تمامها : بَقِيَ أَشَدُّه قال طالب : يقال إنه كان فيما يُحْكَى عن البهائِمِ أَنَّ هِرّاً كان قد أَفنَى الجُرْذانَ فاجتمعَ بَقِيَّتُهَا وقُلْنَ تَعَالَيْن نحتالُ بحيلة لهذا الهِرِّ فأَجمع رأْيُهُن على تَعْليق جُلْجُل في رقبته فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ فهرَبْن منه فجِئن بجُلجُلٍ وشَدَدْنه في خَيْطٍ ثم قُلْن : مَن يُعَلِّقه في عُنُقِه ؟ فقال بعضُهن : بَقِيَ أَشَدُّه . وقد قيل في ذلك : .
" ألاَ امْرُؤٌ يَعْقِدُ خَيْطَ الجُلْجُلِ ويقال للرَّجل إذا كُلِّف عَمَلاَ : ما أَمْلِك شَدّاً ولا إِرْخَاءُ أَي لا أَقْدِرُ على شيءِ وقال أبو زيد : أَصابَتْنِي شُدَّى على فُعْلَى أَي شِدَّةٌ . ومِسْكُ شَدِيدُ الرائِحَةِ : قَوِيُّها ذَكِيُّهَا . ورجل شَدِيدُ العَيْنِ : لا يغْلِبه النَّوْم وقد يُستعار ذلك في الناقَة قال الشاعر : .
باتَ يُقَاسِي كُلَّ نابٍ ضِرِزَّةٍ ... شَدِيدةِ جَفْنِ العَيْن ذاتِ ضَرائِرِ وقوله تعالى " واشْدُدْ على قُلُوبِهِمْ " أي اطْبَع على قلوبهم .
والشِّدَّةُ : المَجَاعَةُ . والشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ . والشِّدَّة : صُعوبَةُ الزَّمنِ وقد اشْتَدَّ عليهم . والشِّدَّة والشَّدِيدَة : من مكارِهِ الدَّهْر وجمعها شدائِدُ فإذا كان جمْع شديدة فهو على القياس وإذا كان جمع شِدَّة فهو نادر .
وشِدَّةُ العَيْش : شَظَفُه .
وفي المثل : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْز وذلك أَن رَجلاً خَرجَ يَرْكُضُ فَرَساً له فَرَمَت بِسَخْلَتِها فَألَقاها في كُرْزٍ بين يَدَيْهِ وهو الجُوَالِق فقال له إنسان : لِمَ تَحْمِلُه ؟ ما تَصنَع به ؟ فقال : رُبَّ شَدٍّ في الكُرْزِ يقول هو سَرِيعُ الشَّدِّ كَأُمِّه يضرب للجل يُحْتقَر عندك وله خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت . قال سيبويه : وقالوا : شَدَّ ما أَنكَّ ذاهِبٌ كقولِك : حقّاً أَنَّك ذاهِبٌ قال . وإن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلةِ نِعْمَ كما تقول نِعْمَ العَمَلُ أَنَّك تَقولُ الحَقَّ . وقال أَبو زيد : خِفْت شُدَّى فُلانٍ أَي شِدَّتَه وأَنشد .
فإِنّي لا أَلِينُ لِقَوْلِ شُدَّى ... ولو كانتْ أَشَدَّ من الحَديدِ والأَشَدُّ : لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَأر بن فَقْعَيس الأَسديّ جاهليّ . وفي حديث قِيام شهرِ رمضان : " أَحيا اللَّيْلَ وشَدَّ الْمِئزَرَ " وهو كِنايةٌ عن اجتنابِ النِّساء أَو عن الجِدّ والاجتهاد في العَمَل أَو عنهما معاً . وتَشدَّدت القَيْنَة إذا جَهَدَتْ نَفْسَها عنْد رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ ومنه قول طرفة : .
إذا نحنُ قُلْنَا أَسْمِعِينا انْبَرتْ لَنا ... على رِسْلِهَأ مَطْروقَةً لم تَشَدَّدِ وبنو شَدَّادِ وبنو الأَشدِّ : بَطْنانِ . والأَشِدَّاءُ : بَطْنٌ من آلِ عليّ بن أبي طالبٍ .
ومما يستدرك عليه ش - ج - ر - د .
شاجِرْدَى . وقد جاءَ في شعر الأَعشى : .
وما كنتُ شاجِرْدَى ولكِنْ حَسِبْتُن ... إذا مِسْحَلٌ سَدَّى لي القَوْلَ أَنْطِقُ .
شَرِيكَانِ فيمَا بَينَنا من هَوَادَةٍ ... صَبِيَّانِ جِنِّيٌّ وإِنْسٌ مُوَفَّقُ قال البكريُّ : ورواه أبو عبيدة : شاقِرْدَى وهو المتعل . ومِسْحَلٌ : شيطانُه وحَسِبْتُنِي هنا بمعنى اليقين أَورده شيخُنا هكذا . واستدركه في آخِرٍ المادة . قلت : وهو معرَّب عن شاكِرْد بكسر الكاف بالفارسية وهو المتعلِّم .
ش - ر - د .
شَرَدَ البعيرُ والدَابَّةُ يَشرُد شَرْداً وشُروداً كقُعُود وشُرَاداً كغُرَاب وشِرَاداً بالكسر : نَفَرَ فهو شارِدٌ وشَرُودٌ كصَبُورٍ في المذكًَّر والمؤنث ج شَرَدٌ وشُرُدٌ كخَدَمٍ وزُبُر في خادِمٍ وزَبُور قال : .
" ولا أُطِيقُ البَكَرَاتِ الشَّرَدَا