ويروى سِيداً : والسِّبْد : الدَّاهِيَةُ كالسِّبْدةِ . ويقال : هو سِبْدُ أَسْبَادٍ أَي دَأهِيَةٌ وفي بعض الأُمهات : دَاهٍ في اللُّصُوصِيَّةِ . والسَّبَد بالتَّحْرِيك : القليلُ من الشَّعَرِ ومن ذلك قولهم : فُلانٌ مالهُ سَبَدٌ ولا لَبَدٌ محرَّكتانِ أَي لا قَليلٌ ولا كثيرٌ وهذا قولُ الأَصمعيّ . وهو مَجاز أًي لا شيء له .
وفي اللسان : أَي ماله ذو وَبَرٍ ولا صُوفٍ مُتلبّد يُكنَى بهما عن الإِبل والغَنَم وقيل يُكْنَى به عن المَعز والضَّأْن وقيل يُكْنَى بهِ عن الإِبل ولامعز فالوَبر للإِبل والشَّعَر للمَعز . وقيل : السَّبَد من الشَّعر واللَّبَد من الصُّوف . وبهذا الحديث سُمِّي المالُ سَبَداً . والسُّبَدَةُ والسُّبَدُ كصُرَد : العَانةُ لكونها مَنْبِت الشَّعر من سَبَّدَ رأْسَه إذا جَزَّه كما في الأَساس . والسُّبَدُ : ثَوْبٌ يُسَدُّ به الحَوضُ المَرْكُوُّ لئلاّ يتكدَّرَ الماءُ يُفْرش فيه وتُسْقَى الإِبلُ عليه وإِياه عَنَى طُفيْلٌ الغَنوِيّ : .
تَقْرِيبُهَأ المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتدِلٌ ... كأَنّهُ سُبَدٌ بالماءِ مَغسُولُ المَرَطَى : ضربٌ من العَدْوِ والجَوْزُ : الوَسَط . وسُبَد ع قُرْبَ مَكَّة شرَّفها الله تعالى : أَو جَبْل أَو وادٍ بها كما في معجم البكريّ . وقال بعضُهم : السُّبَد في قول طُفيل : طائِرٌ لَيّنُ الرِّيشِ إذا وقعَ عليه أَي على ظَهْره قَطْرَتانِ وفي بعض الأُمهات : قَطْرَة من الماء جَرَى من فَوْقِه لِلِينِه وأنشد قول الراجز : .
" أَكُلَّ يومٍِ عَرْشُها مَقِيلِي .
" حَتَّى تَرَى المِئْزَرَ ذا الفُضُولَ .
" مثْلَ جَناحِ السُّبَدِ المَغْسُولِ والعرب تُسمِّي الفرَسَ به إذا عَرِق وقيل : السُّبَدُ : طائرٌ مثلُ العُقاب وقيل : ذَكَرُ العِقْبَان وإِيّأه عَنَى ساعدةُ بقوله : .
كأَنَّ شُئُونَهُ لَبَّاتُ بُدْن ... غَدَاةَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسِيلُ وجَمعه : سِبْدَانٌ . وحكَى أَبو مَنْجُوفٍ عن الأَصمعيّ قال : السُّبَد : هو الخُطَّاف البَرِّيُّ . وقال أبو نصْر : هو مثْل الخُطَّاف إذا أَصابَه الماءُ جَرَى عنه سريعاً . قلت : وهكذا في شرح أبي سعيد السُّكَّري لأَشعارِ هُذَيْل عن الأَصمعيِّ وقبله : .
إذا سَبَلُ العَمَاءِ دَنَا عليه ... يَزِلُّ بِرَيْدِه ماءٌ زَلُولُ وغَسِيلٌ : أصابَه المَطَرُ . والسُّبَد : الشُّؤمُ حكاه اللَّيْثُ عن أبي الدُّقَيْش في قول أبي دًواد الإِياديّ : .
امرؤً القيس بن أَرْوَى مُولِياً ... إِنْ رَآنِي لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ .
قُلْتَ بُجْراً قُلْتَ قولاً كاذِباً ... إِنّمَا يَمْنَعُنِي سَيْفِي وَيَدْ وسُبَدُ بنُ رِزَامِ بن مازِن بن ثَعْلَبَةَ بنِ ذُبْيَانَ في أَنساب قيس . والسَّبِد ككَتِف : البَقِيَّةُ من الكَلإِ .
والتَّسْبِيدُ : التَّشعِيث وتَرْكُ الادِّهانِ وبه فُسِّرَ الحديثُ في حَقِّ الخَوَارج : التَّسْبِيدُ فيهم فاشٍ حكاه أَبو عُبيد عن أبي عُبيدةَ وقال غيرُه : هو الحَلْق . واستئصال الشَّعَر وقال أَبو عُبَيْدٍ : وقد يكون الأَمران جميعاً . وفي حديث آخرَ : " سِيماهُم التَّحْلِيقُ والتَّسْبِيد " . وروي عن ابن عباس Bهما : أَنَّهُ قدِم مَكَّةَ مُسَبِّداً رَأْسَهُ فأَتَى الحَجَرَ فَقَبَّلَهُ قال أبو عُبيد : فالتَّسْبِيد هنا تَرْكُ التَّدَهُّنِ والغَسْلِ . وبعضهم يقول : التَّسميد بالميم ومعناهما واحدٌ . والتَّسبيد : بُدُوُّ رِيشِ الفَرْخِ وتَشْوِيكُه قال النابغة : .
مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قَوادِمُهُ ... في حاجِبِ العَيْنِ من تَسْبِيدِهِ زَبَبُ