وأَرادَهُ إلى الكلام إذا أَلْجَأَه إليه . ومن المجاز : قولُهُ تعالى : فَوجَدَا فيها جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ أَي أَقَامَه الخَضِرُ وقال يريد والإرادة إنما تكون من الحَيَوَأنِ والجِدَارُ لا يريد إِرادةً حقيقية لأن تَهَيُّؤَه للسُّقوطِ قد ظَهَر كما تَظَهَرُ أَفعالُ المُرِيدينَ فوصَفَ الجِدَارَ بالإِرادةِ إذا كانت الصُّورتانِ واحدةً ومثل هذا كثيرٌ في اللُّغَة والشِّعر وفي حديث عَليٍّ : إن لبَنِي أمية مَرْوَداً يَجْرزُون إليه وهو مَفْعَلٌ من الإِرواد الإِمهال كأَنّه شبَّه المُهْلة التي هُمْ فيها بالمِضْمارِ الذي يَجْرُون إليه والميم زائدة . قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللِّحْيانيّ من قولهم : هَرَدْتُ الشْيءَ أهَرِيدُه هِرَادَةً فإنّمَا هُوَ على البَدل . وراوَدَ جارِيَتَه عن نفسها وراودَتْه هي عن نَفْسِه إذا حاولَ كلُّ واحد من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ ومنه قوله تعالى : " تُراوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ " فجعَلَ الفِعْلَ لها . والمُرَاوَدة : المُرَاجَعَةُ والمُرَادَدَةُ . وراوَدْتُه عن الأَمْرِ وعليه : دَارَيْتُه . والمِرْوَد : المَفْصِلُ . والمِرْوَد : الوَتِدُ حكاه السُّهَيْليُّ في الرَّوض . ومن الأَمثال : الدَّهْر أَرْوَدُ مُسْتَبِدٌّ أي لَيِّنُ المعاملةِ غالِبٌ على أَمْرِه . والدَّهْرُ اَرْوَدُ ذُو غَير أي يعمل عمله في سكون لا يُشْعَرُ به . وقولهم : إن كنْت تُرِيدِينني فأنَا لكَ أَرْيَدُ قال الأَخفَشُ : هذا مَثَل وهو مقلوب وأَصله : أَرْوَد . والرائد : الجاسوس : والرُّوَيْدة : قرية بالصعيد . ورَوَّاد وأَبو الرّوَّاد : من الأَعلام . وأَبو سعيد بِشْرُ بن الياس الرِّيوَدي بكسر فسكون ففتح هكذا ضبطه الحافظ حدَّث عن حامد بن شَبِيب وغيره .
ر - ي - د .
الرَّيْدُ : الحَرْفُ الناتِئُ من الجَبَلِ ج : رُيُودٌ . وقال ابن سيده : الرَّيْد : الحَيْدُ في الجبل كالحائط وهو الحَرْفُ الناتِئُ منه قال أبو ذُؤَيْب يصف عُقاباً : .
فَمَرَّت على رَيْد وأَعْنَتْ ببعضِها ... فخَرَّت على الرِّجْليْنِ أَخْيَبَ خائِبِ والجمع أَرْيَادٌ قال صَخْرُ الغَيِّ : .
بِنا إذا اطَِّرَدَتْ شَهْراً أَزِمَّتُها ... ووازَنَتْ من ذُرَا فَوْد بأَرْيَادِ والجمع الكثير : رُيودٌ .
وريحٌ رَيْدَةٌ ورَادَةٌ ورَيْدَانَةٌ : لَيّنةُ الهُبوبِ مثل رَوْد وأَنشد : .
" هاجَتْ بهِ رَيْدَانةٌ مُعَصْفَرُ وأَنشد الليث : .
إذا رَيْدَةٌ مِن حَيثُما نَفَحَتْ له ... أَتَاهَا بِرَيَّاها خَلِيلٌ يُوَاصِلُهْ وأنشد الجوهريُّ لِهِمْيَانَ بنِ قُحافةَ : .
" جَرَّت عليا كُلَّ ريحٍ رَيْدَهْ .
" هوجَاءَ سَفْواءَ نَؤوجِ العَوْدَهْ ورَيْدةُ : د باليمن ذُو كُروم وعُيونٍ بينها وبين صَنْعَاءَ يومٌ ومنه البُرُدُ الرَّيْدِيّة . ورَيْدَةُ : ة بالصَّعِيدِ بالأَشْمُونِين . ورَيْدَة : قَرْيَتان بِحَضْرَمَوْت اليَمَن ويقال لهما : الرَّيْدانِ وهما بالقُرْب من ظَفَارِ . ورَيْدَة : ة بِقِنَّسْرِينَ وضَبطه الحافظ في التبصير بزاي وموحَّدة مفتوحتين هكذا هو في التكملة أَيضاً . وقد صحَّفه المصنِّف . ورَيْدانُ : حِصْنٌ بها أَي بِقِنَّسْرِينَ وهو بالفتح كما يؤخذُ من إِطلاقه .
ومما يستدرك عليه : الرِّيدُ : التِّرْب قال كُثَيّر : .
وقد دَرَّعُوهَأ وهْي ذَاتْ مُؤَصَّدٍ ... مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِّرْعَ رِيدُهَا فلم يهمز . والرِّيدُ أيضاً : الأَمرُ الذي تُرِيده وتُزاوله . والرَّيْدَة اسمٌ يُوضَع مَوضِع الارتياد والإِرادة . ورَيْدَانُ كسَحْبانَ : أُطْمٌ من آطام المدينة لآلِ حارِثةَ بنِ سَهْل من الأَوْسِ . وقَصْرٌ عظِيمٌ بِظَفَارِ من اليمن يَجْرِي مَجْرَى غُمْدَانَ وأَشباهِه . ورِيوَنْد : من قًرَى نَيْسَابُورَ منها أَبو سعيد سَهْلُ بن أَحمدَ بن سَهْل النَّيْسَابُوريّ مات سنة 350 .
ومن الأَمثال تَهْوِيد على رُيُود يضرب لم شَرَع في أَمرٍ وَخِيمِ العاقِبَةِ . وعبد الخالِق بن صالحٍ المَكّيّ يُعرف بابن رَيْدان كسَحْبان سمعَ السِّفِليَّ ومات سنة 614