والخُلْد ضَرْبٌ مِنَ القُبَّرَةِ والفَأْرةُ العَمْيَاءُ ويُفْتَحُ قال ابن الأَعرابي : من أَسماء الفأْرِ : الثُّعْبَة والخَلْد والزَّبَابَة . أو الخُلْد دَابَّةٌ عَمْيَاءُ وهي ضَرْب من الجُرْذَان تَحْتَ الأَرض لم تُخْلَق لها عُيونٌ تُحبُّ رائحَةَ البَصَلِ والكُرَّاثِ فإِنْ وُضِعَ على جُحْرِه خَرَجَ له فاصْطيدَ . ومن خواصّه تَعْلِيقُ شَفَتهِ العُلْيَا على المَحْمُومِ بالرِّبْعِ يَشْفِيهِ ودِماغُه مَدُوفاً بِدُهْنِ الوَرْدِ يُذْهِبُ البَرَصَ والبَهَقَ والقَوَابِيَ والجَرَبَ والكَلَفَ والخَنَازِيرَ وكُلَّ ما يَخْرُجُ بالبَدَنِ طِلاَءً قال اللّيث : واحِدُهَا خِلْدٌ بالكسر والجمع خِلْدَانٌ . وفي التهذيب : واحدتها خِلْدَةٌ بالكسر والجمع خِلْدَانٌ وهو غَريبٌ ونقل الكسْرَ شيخُنا عن صاحب الكفاية عن الخليل واستغرَبه جداً ج : مناجذ هكذا بالذال المعجمة في آخره . وفي بعض النسخ بالمهلمة من غَيرِ لَفْظِهِ أي الواحدِ كالمَخَاضِ من الإبلِ مع خَلِفَةٍ بفتح فكسر .
والخُلْد : السِّوارُ والقُرْطُ كالخَلَدَة محرَّكةً وهذه عن الصاغاني ج كقردة . وعن أبي عمرو : خَلَّد جارِيتَه إذا حَلاَّها بالخَلَدة وجمعها : خِلَدٌ وهي القِرَطَة . والخُلْدُ لَقَبُ عَبْدِ الرَّحمن الحمصي التابعي هكذا ذكره الصاغاني . والخُلْدُ : قصرٌ للمنصور العبّاسيّ على شاطئ دِجلة وكان موضعَ المارستانِ العَضُدِيّ اليوم وبُنِيَتْ حوالَيه منازلُ خَرِبَ فصارَ مَوْضِعُهُ مَحَلَّةً كبيرَةً عُرِفَتْ بالخُلْد . والأَصلُ فيه القصرُ المذكور . وقد نسب إليها جماعة منهم : صُبْح ابن سعيد الخُلْدِيّ وغيره . وأما أبو محمد جعفرُ بن محمد بن نصير الخُلْدِيٌّ الخَوَّاص أحد مشايخ الصُّوفية فإِنه غَيْرُ مَنْسُوب إِليه أَي إِلى ذلك القصرِ بل لَقَبٌ له قيل لأَن الجُنَيْد سُئلَ عن مسأَلةٍ فقال له : أَجب فأَجاب فقال : يا خُلْدِيّ من أَين لك هذه الأَجوبةُ ؟ فبقيَ عليه . والخلَدُ بالتَّحْرِيكِ : البالُ والقَلْبُ والنَّفْسُ وجمعه أَخلادٌ يقال : وَقَعَ ذلك في خَلَدِي أَي رُوعِي وقَلبْي وقال أبو زيد : من أسماء النَّفس الرُّوعُ والخَلَدُ وقال : البال : النَّفْس فإذاً التفسير متقارِبٌ . وخَلدَ يَخْلُدُ خُلُوداً بالضّمّ : دام وبَقِيَ وأقام . وخَلَدَ يَخْلِد من حَدّ ضَرَب خلْداُ بفتح فسكون وخُلُوداً كقُعُود : أَبْطَأَ عنه الشيبُ وقد أسن كأنما خلق ليَخْلُد .
وفي التهذيب : ويقال للرجلِ إذا بَقِيَ سوادُ رأْسِه ولِحْيتهِ على الكِبَرِ إنه لمُخْلِدٌ . ويقال للرّجل إذا لم تَسقُط أَسنانُه من الهَرَمِ : إنه لمُخْلِدٌ . وهو مَجازٌ . وزاد في الأَساس : وقيل : هو بفتح اللام كأَنّ الله أَخْلَده عليها . وخَلَدَ بالمكانِ يخلُد خُلُوداً وكذا خَلَدَ إِليه إِذا بقيَ وأقام كأَخْلَدَ وخَلَّد فيهما . قال الصاغانّي : خَلَدَ إلى الأَرض خُلُوداً وخَلَّد إِليها تَخْلِيداً لُغتانِ قَلِيلتانِ في أَخْلَد إِليها إِخلاداً . وسَوَّى الزّجَاج بين خَلَّدَ وأَخْلَدَ يقال : خلَّدَه اللهُ تَخْلِيداً وأَخلَدَه إِخلاداً . وأهلُ الجَنَّة خالِدونَ مُخَلَّدون وأَخلَد اللهُ أَهْلَ الجنَّة إخلاداً . وقوله تعالى : " يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ أي يَعْمَلُ عَمَلَ مَن لا يَظُنُّ مع يَسارِه أَنه يموت . والخَوالِدُ : الأَثَافِيُّ في مواضعها والخَوَالِدُ : الجِبَالُ والحِجَارَةُ والصُّخورُ لطولِ بَقائها بعد دُرُوس الأَطلالِ وقال : .
إلاَّ رَمَاداً هامِداً دَفَعَتْ ... عَنْهُ الرِّياحَ خَوالِدٌ سًحْمُ قال الجوهريُّ : قيل لأَثافِي الصخور : خَوالدُ لطُولِ بقائِها بعد دُروس الأَطلالِ