كذا في الصحاح : وكُتُب الأَمثال لأَنَّكَ لا تَعود إِلى الشَّيْءِ غالباً إلاّ بَعْدَ خبْرَتِه أَو معناه : أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ فإذا عادَ كان أَحْمَدَ أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ له أَو هو أَفْعَلُ من المفعول أَي الابتداءُ محمودٌ والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه وفي كُتب الأَمثالِ : بأَنّ يُحْمدَ مَنه . وأَولُ من قاله أَي هذا المَثَلَ خِدَاشُ بنُ حَأبِسِ التَّميميُّ في فتاة من بني ذُهلٍ ثم من بني سدُوس يقال لها الرَّباب لمّا هَام بها زَماناً وخَطبها فَرَدَّهُ أَبواها فأَضْرَبَ أَي أَعرضَ عنها زَماناً ثم أَقبلَ ذاتَ ليلة راكباً حتى انْتَهَى إلى حِلًّتِهِمْ أَي مَنْزِلِهِمْ مُتَغَنِّياً منها هذا البيتُ : .
ألاَ لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ مَتَى أَرَى ... لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شِفَاءً فأَشْتَفِي وبعده : .
فقد طَالَمَأ غَيّبْتِنِي وَرَدَدْتني ... وأَنتِ صَفيِّي دُونَ مَن كُنْتُ أَصْطَفي .
لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُو إلى المالِ نَفْسُهُ ... إذا كانَ ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي .
فَيُنْكِحُ ذا مالٍ ذَمِيماً مُلَوَّماً ... ويَتْرُكُ حُرّاً مِثْلَه ليس يَصْطَفِي فسمِعَت الرَّبابُ وعَرفته وحَفِظَت الشِّعْرَ وأَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِداشٌ وبعثَتْ إِليه : أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ على أَبي خاطِباً وَرَجَعَتْ إلى أُمها ثم قالت لأُمِّها : يا أُمَّه : هل أَنْكِحُ إِلاَّ مَنْ أَهْوَى وأَلْتَحِفُ إلاّ مَنْ أَرضَى ؟ قالَت : بَلَى فما ذلك ؟ قالت : فأَنْكِحيني خِداشاً . قالت : وما يدعوك إِلى ذلك مع قِلّةِ مالِه ؟ قالت : إِذا جمَع المالَ السيِّئُ الفِعالِ فقُبْحاً للمال فأَخْبَرت الأُمُّ أَباهَا بذلك فقال : أَلمْ نكن صَرَفناه عنّا ؟ فما بدَاله ؟ فأَصْبَحَ خِداشٌ وفي مجمع الأَمثال : فلما أَصبحوا غَدا عليهم خِداشٌ وسلَّم عليهم وقال : العوْدُ أَحْمَدُ والمَرْأَة تُرْشَد والوِرْدُ يُحْمَد فأَرسلها مَثَلاً . قاله الميدانيُّ والزّمخْشَرِيُّ وغيرهما .
ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ في القرآنِ العزيزِ في قصرة أَبْرَهةَ الحَبَشِيّ لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ ذَكَره أَربابُ السِّيَرِ مُستَوفى في مَحله . وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمّدِ ابنِ أَحمد بنِ يعقُوب بنِ حُمَّدُويَهْ بضم الحاءِ وشَدَّ الميم وفتحها وضم الدال وفَتْح الياءِ : محَدّثٌ آخِرُ من حَدَّث عن ابن شمعونَ . هكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الحافظ .
أَو هو حُمَّدُوهْ بلا ياءِ كذا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين البغداديّ المُقْرِئُ الرَّزَّازُ من أَهل النَّصرِيّة . وُلِدَ في صفر سنة 381 روَى عنه ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتوفي في ذي الحجة سنة 469 .
وحَمْدُونةُ كزَيْتُونَة : بِنتُ الرَّشيد العبّاسيّ . وكذا حَمْدونةُ بنت غَضيض كأَمير أُمُّ ولد الرَّشيد يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بن الصباح الغَضِيضيّ . وحَمدُونُ بنُ أَبي لَيْلى مُحَدَّث رَوَى عن أَبِيه و عنه أَبو جعفر الحبيبيّ وحَمَديَّةُ مُحَرَّكَةً كعَرَبِيَّة : جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمّد بن أَحمدَ بن حَمَدِيَّةَ راوي المُسْنَد للإمام أَحمَدَ بنِ حَنْبَل Bه وكذا أَخوه عبد الله كلاهما روياه عن أبي الحُصيْنِ هِبَة اللهِ بن محمّدِ بن عبد الواحد أَبي القاسم الشَّيبانّي وماتاَ معاً في صفر سنة 592 .
ومما يستدرك عليه : أَحمَدَه : استبانَ أنه مُستحقٌّ للحَمْد . وتَحمَّدَ فلانٌ : تكلَّفَ الحَمْدَ تقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّداً مُتَشَكِّراً واسْتَحْمَدَ اللهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عليهم ولِواءُ الحَمْد : انفِرادُه وشُهْرَتُه بالحَمْد في يوم القيامة . والمَقَامُ المَحْمُودُ . هو : مَقَامُ الشَّفاعِة . وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ : جمْع الحَمْد على أَحْمُد كأَفْلُسٍ وأَنشد .
وأَبيضَ مَحمود الثَّناءِ خَصَصْتُهُ ... بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي نَقَلَه السَّمينُ