لَبَنٌ حُدَبِدٌ كعُلَبِط أَهملَه الجوهرِيّ وقال كُرَاع : أَى خاثِرٌ كهُدَبِدٍ . والحدنْبَدَى بفتح الحاءِ والدّالِ وسُكونِ النون : العجَبُ عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد لسالم بن دَارَةَ .
حَدَنْبَدى حَدَنْبَدَى حَدَنْبَدَانْ ... حَدَنْبَدَى حَدَنْبَدَى يا صِبْيَانْ وقد تقدّم في ح - د - ب ح - د - ر - د .
أبو حَدْرَدٍ كجَعْفر سَلاَمَةُ بن عُميرِ بن أَبي سَلَمَة الأَسْلَمِيُّ صَحَابِي وولَدُه عبدُ اللهِ صحابيٌّ أَيضاً ولم يَجِئ فَعْلَعٌ بتكرِيرِ العَيْنِ غَيرُه ولو كان فَعْلَلاً لكان من المضاعفِ . لأَنّ العين واللاّمَ من جِنسٍ واحد وليس منه .
والحَدْرَدُ : القَصِيرُ كذا في شَرْح التَّسْهِيلِ لمصنّفه ولأَبِي حَيّان فإِنه مذكورٌ فيهما جميعاً وأَورده ابن القَطّاعِ أَيضاً في تصرِيفه .
ح - ر - د .
حرَدهُ يَحْرِدُهُ بالكسر حَرْداً : قَصدهُ ومنَعَهُ كلاهما عن ابن الأَعرابيّ وقد فُسِّرَ بهما قوله تعالى : " وغَدَوْا على حَرْدٍ قادِرِينَ " : كَحرَّدَهُ تَحريداً قال : .
كأَنَّ فَداءَهَا إِذ حَرَّدُوهُ ... أَطافُوا حوْلَهُ سُلَكٌ يَتِيمُ وقال الفرّاءُ : تقول للرَّجل : قد أَقبلْتُ قِبَلَكَ وقَصدتُ قصْدَك وحرَدْتُ حَرْدَك . وحرده : ثَقَبَهُ ورجُلٌ حَرْدٌ كعدْلٍ وحارِدٌ وحَرِدٌ ككَتِفٍ وحَرِيدٌ ومُتَحرِّدٌ وحرْدانُ من قَوْمٍ حِرادٍ بالكسر جمع حَرِدٍ ككَتِفٍ وحُرَدَاءَ جمع حَرِيدٍ بمَعْتَزِلٌ مُتَنَحٍّ وامرأَة حَرِيدةٌ ولم يقولوا : حرْدَى وحيٌّ حَرِيدٌ : مُنْفَرِدٌ مُعْتَزلٌ من جماعة القَبِيلة ولا يُخالِطهم في ارْتحاله وحُلُوله ؛ وإِمّا لِعِزَّتِهِ أَو لِقِلَّتِهِ وذِلَّته . وقالوا : كلُّ قليلٍ في كثير حَرِيدٌ قال جَرِير : .
نَبْنِي علَى سنَنِ العَدُوِّ بُيُوتَنا ... لا نَسْتجِيرُ ولا نَحُلُّ حَرِيدا يعني أَننا لا نَنْزِل في قَوْمٍ من ضَعْف وذِلّة لما نَحن عليه من القُوَّةِ والكَثْرة .
وقد حرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً إِذا تَنَحَّى واعْتزلَ عن قَوْمه ونَزلَ مُنْفرِداً لم يُخَالِطْهم قال الأَعشَى يَصِف رَجُلاً شَديد الغَيْرةِ على امرأَته فهو يَبْعُد بها إِذا نَزَل الحيُّ قريباً من ناحِيَتهِ : .
إذا نَزَل الحَيُّ حَلَّ الجَحيش ... حرِيدَ المَحَلِّ غَوِيّاً غَيُوراَ والجَحِيشُ : المتنَحِّي عن الناسِ أَيضاً . وفي حديثِ صَعْصَعَةَ : فُرفعَ لي بَيْتٌ حَرِيدٌ أَي مُنْتبِذٌ مُتْنَحٍّ عن النّاسِ . وحَرِدَدَ عَلَيه كضَرَبَ وسَمِعَ حَرَداً محرّكةً وحَرْداً كلاهما : غَضبَ وفي التهذيب : الحَرْد جَزْمٌ والحَرَدُ لغتانِ يقالَ : حَرِدَ الرجلُ إِذا اغتاظَ فتحرَّشَ بالّذِي غاظَه وهَمَّ به فهو حارِدٌ وَحرِدٌ وأَنشد : .
أُسُودُ شَرًى لا قَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنَّ حَواردُ قال ابن سِيدَه : فأَمّأ سيبويه فقال : حَرِدَحَرْداً ورجل حَرِدٌ وحاردٌ غضْبانُ قال أَبو العباس وقال أَبو زيد والأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ : الذي سمِعْنَا من العرب الفُصحاءِ في الغضب : حَرِدَ يَحْرَد حَرَداً بتحريك الرّاءِ قال أَبو العَبّأس : وسأَلْت ابنَ الأَعرابيّ عنها فقال : صَحِيحَةٌ إِلاّ أَن المُفَضَّل رَوَآ أَنّ من العَرب من يقول : حَرِدَ حَرَداً وحَرْداً والتسكين أَكثر والأُخْرَى فَصيحةٌ قال : وقَلَّمَأ يَلْحَن النّاسُ فلي اللُّغَة .
وفي الصّحاح : الحَرَدُ : الغَضَبُ وقال أَبو نَصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتمٍ صاحبُ الأَصمعيّ : هو مُخَفَّف وأَنشد للأَعْرَج المَعْنِيّ : .
إِذا جٍيادُ الخَيْلِ جاءَت تَرْدِى ... مَمْلوءَةً من غَضَبٍ وحَرْدِ وقال الآخَر : .
" يَلُوكُ من حرْد عَلَىَّ الأُرما وقال ابن السّكّيت : وقد يُحَرَّك فيقال منه : حَرِدَ بالكسر فهو حارِدٌ وحَرْدانُ ومنه قيل : أَسَدٌ حارِدٌ ولُيوثٌ حَوارِدُ . وقال ابن بَرِّيّ : الَّذِي ذَكَرَه سيبويه : حَرِدَ يَحْرَدُ حَرْداً بسكونِ الراءِ إِذا غَضِبَ قال : وهكذا ذَكَرَه الأَصمعيّ وابن دريد وعليُّ بن حَمْزَة قال : وشاهده قولُ الأَشهَبِ بن رُمَيْلةَ :