الأَمَدُ محرَّكَةً قال الرّاغب في المفردات : يقال باعتبار الغَاية والزّمَان عامّ في الغاية والمبدإِ . ويَعبَّر به مَجازاً عن سائر المدَّة . والأَمَد : المُنْتَهَي من الأَعمار . يقال : ما أَمَدُك ؟ أَي مُنتهَى عُمرِك . وفي القرآن " فطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فقَسَتْ قُلوبُهُمْ " قال شَمِرٌ : الأَمَدُ مُنتهَى الأَجلِ قال : وللإِنسان أَمَدانِ : أَحدُهما ابتداءُ خَلْقِه الّذي يظهَر عند مَوءلدهِ والأَمدُ الثاني الموتُ . ومن الأَوّل حديث الحجّاج حين سأَلَ الحَسَن فقال له ما أَمَدُك : قال : سَنَتَانِ من خلافةِ عُمرَ أَراد أَنّه وُلِدَ لسَنتين بَقِيَتَا من خِلافَةِ عُمَرَ رَضِي اللّه عنه . والأَمَدُ : الغَضَبُ . أَمِدَ عَلَيْه كفَرِحَ وأَبِدَ إِذا غَضِبَ عَلَيْه . والآمِدُ كصاحبٍ : المملوءُ من خَيرٍ أَو شرٍّ . نقله الصَّاغَانيّ . وعن أَبي عَمرٍو : الآمِدُ : السَّفينةُ المشحونةُ كالآمِدَةِ والعامِدِ والعامِدةِ . وآمِدُ : د بالثُّغُور في ديار بكْر مُجاورةٌ لبلادِ الرُّوم . وفي المراصِد : هي لفظةٌ رُوميَّة بلد قَديمٌ حَصينٌ رَكِينٌ مَبنيٌّ بالحجارة السُّود على نَشْز ودجْلةُ مُحيطةٌ بأَكثرِه مستديرةٌ به كالهِلالِ وهي تُسقَى من عيونٍ بقُرْبِه . ونقل شيخُنَا عن بعض أَنّه ضبطه بضَمِّ الميم . قلْت : وهو المشهور على الأَلسنة . قال : .
بآمدَ مَرّةً وبرَأْسِ عَينٍ ... وأَحْياناً بمَيَّا فارِقينَا ذهبَ إِلى الأَرض أَو البُقْعَة فلم يَصْرِف . وممن نُسِبَ إِليها الإِمَامُ العَلاّمَة أَبو محمّدٍ محمود بن مَودُود بن سالمٍ الملقّب بسَيفِ الدِين صاحب التصانِيف كذا في كشف القِنَاع المدني للبدر العَيْنيّ . والتَّأْمِيدُ : تَبْيينُ الأَمَدِ كالتأْجيل تَبيين الأَجلِ نقله الصاغانيّ . وسِقَاءٌ مُؤمَّدٌ كمعظَم : ما فيه جَرْعَةُ ماءٍ نقلَه الصاغانيّ . والأُمْدَة بالضّمّ : البَقِيَّةُ نقله الصاغَانيّ أَي من كلِّ شْيءٍ . ويقال : له أَمَدٌ مأْمودٌ أَي مُنتَهَى إِليه نقلَه الصاغانيّ . وأَمَدُ الخَيلِ في الرِّهان : مَدَافِعُها في السّباق ومنتهَى غاياتِها الّتي تَسبق إِليه . ومنه قَول النابغةِ : .
" سَبْقَ الجَوادِ إِذَا استَولَى على الأَمَدِ أَي غَلَب على مُنتَهاه حين سبقَ . والإِمِّدَانُ بتشديد الميم كإِسْحِمَان وإِضْحيَان : ع وهو أَيضاً : الماءُ على وَجْهِ الأَرضِ عن كراع . قال ابن سيده : ولسْت منه على ثقة . ومالَها أَي لهذه الأَلفاظِ الثلاثةِ رابعٌ . ثم إِنّ هذه العبارةَ مأْخوذَةٌ من كتاب الأَبنية لابن القَطّاع ونصّها : وتأْتي أَبنِيةُ الأَسماءِ على إِفْعلانٍ بالكسر نحو إِسْمِحَان لجبَلٍ بعَينِه ولَيلة إِضْحيان وإِمِّدان بتشديد الميم اسم موضع . فأَمّا الإِمِدَّان بتشديد الدّال فهو الماءُ الذي يَنِزّ على وَجْه الأَرض . قال زيد الخَيل : .
فأَصْبَحْنَ قد أَقْهَين عنِّي كما أَبتْ ... حِيَاضَ الإِمدَّانِ الظِّباءُ القَوامحُ قال شيخنا : فقد أَورده المصنف هنا وسها عنه في بقيّة الموادّ . فإِسْحمان عند ابن القطّاع فيه لُغتانِ الفتح والكسر والإِضْحيان فيه لُغة واحدة . والإِمّدان قال فيه : إِنّه بتشديد الميم مع كسر الهمزة فهي زائدة فمَوضع ذِكره ممد بميمين ودال حتى تكون الميمانِ أَصليتين الأُولى فاءُ الكلمة والثانية عَينها والهمزة حينئذ زائدةٌ وهي من باب هذه الأَوزان : ولذلك تَرجم لها المصنّف في فصل الميم كما يأْتي له في الزيادة . وأَمّا إِذا كانت الهمزة أَصلّية كما هو نصُّ المصنّف لذِكْره إِيّاهَا في فَصْلِهَا فوزنه فِعِلاَّن فلا يكون من هذه المادّة ولا من هذه الأَوزان ففي كلام المصنّف كابن القطّاع نظرٌ ظاهر ولو جرَيْنَا على تَشْدِيدِ الدّال كما قال ابن القطّاع وحَكمْنا بزيادةِ الهمزةِ فيكون موضعه حينئذٍ مدد فلا دَخْلَ له هنا . وقد ذكره الجوهريُّ في مدد ونَبّه على أَنه إِفعلان وأَورده المصنّف ولم يتعرّض له بوزْن ولا غيره واللّه أَعلم . وآمِدُ بن البَلَنْدَي بن مالك بن دُعْر قيل إِليه نُسِبَت مدينَة آمِدَ .
أَند