يَفَخَهُ كمَنَعَهُ لمكان حرْف الحلْق أَو كنصَر كما هو مقتضى قاعدَة إِطلاقِه أَو كَضَرَبَ إِلحاقاً له بالواويّ كوَعَدَ ومعناه أَصابَ يافُوخَه فهو مَيْفُوخ وقد تقدّم ذكر اليافوخ في الهمز وإِنما أَعاده هنا لبيانِ أَنَّه يائيٌّ على رأْي المصنّف وهو مُلتَقَى عَظْمِ مُقدَّمِ الرأْسِ ومُؤَخَّره . قال ابنُ سيده لم يشجِّعنا على وَضْعه في هذا الباب إِلاّ أَنَّا وَجَدْنا جَمْعَه يَوافيخ فاستدلَلْنا بذلك على أَنَّ يَاءَه أَصليّة . وفي الأَساس . وَطِئ فُلانٌ يَوافيخَ القُرُوم : سُلِّمت له السّيادةُ والعلُوُّ . ومَسَّ بيافُوخِه السِّماكَ . ومن المجاز : صَدَعُوا يافُوخَ اللَّيْلِ إِذا أَدْلَجُوا .
ينخ .
أَيْنَخَ النَّاقَةَ : دَعَاها للضِّراب وفي نسخة : إِلى الضراب فقال لها إِينَخِ إِينَخِ قال الأَزهريُّ : هذا زَجرٌ لها كقولك : إِخْ إِخْ .
يوخ .
يَوْخٌ : بفتْح فسُكون ذكره اللَّيْثُ كما نقله عن جماعة مِن أَئمَّة الصَّرفِ ولم يُفسِّره وصَرَّحوا بأَنَّه لا معنَى له وقال : لم يَجئ على بنائها غير يَوْمٍ فَقطْ وقال أَربابُ التَّحقيقِ : الظّاهر أَنَّه تَحرَّف على اللَّيث وصَحّفه لأَنَّه كثير التصحيف والصَّواب أَنَّه بالحاءِ المهملة . اسمٌ للشّمس كما مرَّ وأَنَّ ياءَه تَحتيّة كما للأَكثر أَو مُوحَّدة كما قاله جماعة أَو هما بهما كما مرَّ مبسوطاً . وبهذا تمّ حرفُ الخاءِ والله تعالى أَعلم .
باب الدال المهملة .
فصل الهمزة مع الدال المهملة .
أَبد .
الأَبَدُ محرَّكَةً : الدَّهْرُ مُطلقاً وقِيل : هو الدَّهرُ الطَّويلُ الّذي ليس بمحدودٍ . ج آبَادٌ وآبدٌ ونقل الشِّهاب عن الرَّاغب أَنّ آباد مُوَلَّد ليس من كلام العرب . والأَبَدُ : الدَّائم . يقال أَبَدٌ آبِدٌ وأَبِيدٌ أَي دائمٌ . والأَبَدُ القَدِيمُ الأَزَليُّ . وقالوا في المثَل : طَالَ الأَبَدُ على لُبَد يُضْرَبُ لكلّ ما قَدُمَ . قال الرَّاغب في المفردات : الأَبَدُ بالتحريك عبارةٌ عن مُدّة الزّمانِ الممتَدّ الّذي لا يَتجزّأُ كما يتجزَّأُ الزَّمَان وذلك أَنّه يقال زمانُ كذا ولا يقال أَبدُ كذا . وكان حقُّه أَن لا يُثنَّى ولا يُجْمَع إِذْ لا يُتَصوّر حُصولُ أَبد آخرَ يُضَمّ إِليه فيُثنَّى ولكن قدْ قيل : آبادٌ وذلك على حَسبِ تَخصيصِه ببعْضِ ما يَتناولُه كتَخصِيص اسم الجِنْسِ في بعْضِه ثمّ يثنى ويُجمع على أَنّه ذكَرَ بعضُ النّاس أَن آباد مُولّد وليس من كلام العربِ الغرباءِ . والأَبَدُ : الوَلَد الّذي أَتَتْ عليه سَنَةٌ . وقولهم : لا آتِيهِ أَبَدَ أتأبدينَ كأرضكنَ - وهذه عن ألص أغانيّ وليس على النَّسب لأَنّه لو كان كذلك لكانُوا خُلَقَاءَ أَن يقولوا الأَبَدِيِّينَ . قال ابن سِيده : ولم نَسمعه . قال : وعندي أَنّه جمْع الأَبَدِ بالواو والنون على التَّشنيع والتَّعظيم كما قالوا أَرَضونَ - وأَبَدَ الأَبَدِ محرّكةً وأَبَدَ الأَبِيدِ وأَبَدَ الآبادِ - وفي شرْح شيخنا : قالوا : وقد يضافُ المُفرد لجمْعه للمبالغَة كأَنّه ثابتٌ في غيره بالنِّسبة إِليه كأَبَدِ الآبادِ وأَزَلِ الآزالِ كذا نقلَ من خطّ السَّيف الأَبهريّ . وفي شرْح الخلاطيّ أَنَّ ذِكْر الآبادِ تأْكيد كذا بخطّ الشِّهَاب . وأَبَدَ الدَّهْرِ وأَبِيدَ الأَبِيد بمعنّى أَي هذه التَّراكيبُ كلُّهَا بمعنَى تأكيد دَوامِ الأَمرِ الّذي أَتَى به . وفي حديث الحَجِّ " قال سُرَاقةُ بن مالكٍ : أَرأَيْت مُتْعَتنا هذه أَلِعامِنَا أَمْ للأَبَدِ فقال : بل هي للأَبَد وفي رواية أَمْ لأَبَدٍ ؟ فقال : بل هي لأَبد أَبدٍ وفي أُخرَى بلْ لأَبدِ الأَبَدِ أَي هي لآخرِ الدّهر . وأَبَدٌ أَبيدٌ كقولهم : دَهرٌ دَهيرٌ . والأَوابِدُ : الوُحُوشُ الذَّكرُ آبِدٌ والأُنثَى آبِدةٌ سُمِّيَت بذلك لبقائها على الأَبد . وقال الأَصمعيّ لأَنَّها لم تَمُتْ حَتْفَ أَنْفِهَا قطّ إِنّمَا مَوتُها عن آفَةِ وكذلك الحَيّةُ فيما زَعَمُوا كالأُبَّدِ بضمّ فتشديد والأُبُودُ كالأَوابِد . قال ساعدة بن جؤية : .
أَرَى الدّهْرَ لا يَبقَى على حَدَثَانِه ... أُبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَة جَلْعَدُ