الوضَحُ محرّكة : بياضُ الصُّبْحِ وقد يراد به مُطلقُ الضَّوْءِ والبَيَاضِ من كلِّ شيْءٍ . وفي الحديث أَنّه كانَ يَرفَع يديْهِ في السُّجودِ حتّى يَتبيَّنَ وَضَحُ إِبطيْه أَي البياضُ الّذي تحْتهما وذلك للمبالغةِ في رفْعِهما وتَجافِيهِمَا عن الجَنبَين . وفي حديث عُمَر رضي اللّه عنه : صُومُوا من الوَضَح إِلى الوَضَح أَي من الضَّوءِ إِلى الضَّوْءِ وقيل : من الهِلاَل إِلى الهِلال . قال ابن الأَثير : وهو الوَجْه لأَنَّ سِياقَ الحديثِ يدلُّ عليه وتَمامه فإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فأَتمُّوا العِدَّةَ ثَلاَثِينَ يَوْماً . والوَضَحُ : بَياضُ القَمَرِ وضَوْؤُه وقد يُكنَى به عن البَرَص ومنه قيل لجَذيمةَ الأَبرشِ : الوَضَّاحُ وسيأْتي الكلامُ عليه . وفي الحدِيث جاءَه رجُلٌ بكفِّه وَضَحٌ أَي بَرصٌ . والوَضَح : الشِّيَةُ والغُرَّةُ والتَّحْجِيلُ في القَوَائِمِ وغير ذلك من الأَلْوان ومنه قولهم : فَرسٌ ذو أَوْضاح . والوَضَح : ماءٌ لبني كلاَبٍ قال أَبو زياد : هو لبني جعفَرِ بن كِلاَبٍ وهي الحِمَى في شقّه الّذي يَلي مهَبَّ الجَنوبِ . وإِنّما سُمِّيَ به لأَنّه أَرْضٌ بَيضاءُ تُنْبِتُ النَّصِيَّ بين جبال الحِمَى وبينَ النِّيرِ والنِّيرُ جبالٌ لغَاضِرةَ بنِ صَعْصعة . كذا في المعجم . وفي الحديث : غَيِّرُوا الوَضَحَ أَي الشَّيْب يعنِي اخْضِبوه . والوَضَحُ : الدِّرْهَمُ الصَّحِيحُ ودرهمٌ وَضَحٌ : نقِيٌّ أَبيضُ على النّسب . وحكَى ابن الأَعرابيّ : أَعطَيته دَراهمَ أَوْضَاحاً كأَنّهَا أَلْبضانُ شَوْلٍ رعَتْ بِدَكْدَاكِ مَالكٍ . مالكٌ رَمْلٌ بعَينه قَلّما تَرْعى الإِبلُ هُنالك إِلاّ الحَليَّ وهو أَبيضُ فَشبَّه الدّراهمَ في بياضها بأَلبانِ الإِبل الّتي لا تَرْعَى إِلاّ الَحِليَّ . والوَضَحُ : مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ ووضسطُه . ومن المجاز : حَبَّذا الوَضَحُ : اللَّبَنُ . قال أَبو ذُؤَيب : .
عَقّوا بسهمٍ فلم يَشعُرْ به أَحدٌ ... ثمّ استفاءُوا وقالوا حبذا الوَضَحُ أَي قالوا : اللَّبنُ إِلينا أَحَبُّ من القَود فأَخبَرَ أَنّهم آثروا إِبلَ الدِّيَة وأَلبانَها على دَمِ قاتلِ صاحِبهم . قال ابن سيده : وأُراه ُمِّيَ بذلك لبيَاضه . وقيل : الوَضَحُ من اللَّبَن : ما لم يُمْذ ق ويقال : كَثُر الوَضَحُ عند بني فُلان إِذا كَثُرتْ أَلْبانُ نعَمِهم . والوَضَحُ : حَلْيٌ من الفِضَّة هكذا ذَكرَه أَبو عُبيد في الغريب . وفي المَشَارِق : حَلْيٌ من الحِجارة . قال في التوشيح : أَي حجَارة الفضّة . وج الكُلِّ أَوضَاحٌ سُمِّيت بذلك لبياضها . وفي الحديث " أَنّ النّنيّ صلَّى اللّه عليه وسلّم أَقَاد مِن يَهوديٍّ قتَلَ جُوَيْريةً علَى أَوْضَاحٍ لها " . وقيل : الوَضَحُ : الخَلْخَالُ فخَصَّ . وَضَحُ الطَّرِيفَة : صِغَارُ الكَلإِ وقال أَبو حنيفَة : هو ما ابيَضَّ منها والجمْع أَوْضاحٌ . وقال الأَصمعيّ : يقال : في الأَرض أَوْضَاحٌ من كَلإِ إِذا كان فيها شيءٌ قد ابيضَّ . قال الأَزهريّ : وأَكثرُ ما سمعتُهم يَذكرون الوَضَحَ في الكَلإِ للنَّصِيِّ والصِّلِّيانِ الصَّيفِيَّ الذي لم يأْتِ عَليْه عامٌ ويَسودُّ . قال ابن أَحمرَ ووصَفَ إِبلاً : .
تَتَبَّعُ أَوْضَاحاً بسُرَّةِ يَذْبُلٍ ... وتَرْعَى هَشِيماً من حُلَيْمةَ بالِيَا وقال مَرّةً : هي بَقَايَا الحَلِيّ والصِّلِّيانِ لا تكون إِلاّ من ذلك . وقد وَضَحَ الأَمْرُ والشْيءُ يَضحُ وُضُوحاً وضحَةً كعِدَة وضَحَةً بالفتح لمكان حرْف الحلْق وهو واضحٌ ووَضَّاحٌ . واتَّضَحَ وأَوْضَحَ وتَوَضَّحَ : بانَ وظَهَرَ . ووَضَّحَه هو تَوْضيحاً وأَوْضَحَه إِيضاحاً وأَوضَحَ عنه . وتَوَضَّحَ الطّرِيقُ : استبانَ . والوَضَّاحُ ككتّان : الرَّجلُ الأَبيضُ اللَّوْنِ الحسَنُهُ الحَسَنُ الوَجْهِ البَسّامُ . والعرب تُسمِّي النَّهار الوَضَّاحَ واللّيلَ الدُّهْمَانَ . والوَضَّاح لَقَبُ جَذِيمةَ الأَبرشِ . وفي الصّحاح : وقد يُكنَى بالوَضَحِ عن البَرص ومنه قيل لجَذِيمة الأَبرشِ الوَضّاحُ . قال : وهذا سببُ تَسْمية العرب له لا ما قاله الخليلُ : سُمِّيَ جَذِيمةَ الأَبرشَ لأَنّه أَصابَه حرْقُ نارٍ فبقِيَ أَثره نقطٌ سودٌ وحمر والوَضّاح مولىً بَرْبَرِيٌّ لبنِي أُميَّة قال ذلك السُّكَّريّ في قول جرير :