واستَنْبحُتُه بمعنًى . يقال استَنبح الكَلْبَ إِذَا كانَ في مَضَلّةٍ فأَخْرَجَ صَوْتَه على مِثلِ نُباحِ الكَلْب ليسمعَه الكَلْبُ فيتوهَّمَه كَلْباً فيَنبَح فيَستدِلّ بنُبَاحِه فيهتدِيَ . قال الأَخطل يهجو جريراً : .
قَومٌ إِذا استنْبَحَ الأَقْوَامُ كَلْبَهُمُ ... قالوا لأُمِّهِم بُولِي على النّارِ ومن المجاز : سمِعْتُ نُبوحَ الحَيّ النُّبُوحُ بالضّمّ : ضَجَّة القَوْمِ وأَصوَاتُ كِلابِهِم . زاد في الأَساس : وغيرِهَا . قال أَبو ذُؤَيب : .
بأَطْيَبَ من مُقبَّلِها إِذَا ما ... دَنَا العَيُّوقُ واكتَتَمَ النُّبُوحُ والنُّبُوح : الجَمَاعَةُ الكَثِيرةُ من النّاس . قال الجوهريّ : ثمّ وُضِعَ مَوضِعَ الكثْرةِ والعِزِّ . قال الأَخطلُ : .
إِنَّ العرَارَة والنُّبُوحَ لدَارِمٍ ... والعِزَّ عندَ تكامُلِ الأَحسابِ وهذا البيتُ أَورده ابن سيده وغيرُه : .
إِنَّ العَرَارَةَ والنُّبُّوحَ لِدَارم ... والمُستخفَّ أَخوهُم الأَثقالاَ وقال ابن بَرّيّ : عن البيت الذي أَورده الجوهريّ : إِنّه للطِّرِمّاح قال : وليس للأَخطل كما ذكره الجوهريّ وصواب إِنشاده والنُّبوحَ لطَيِّىء وقبله : .
يا أَيُّها الرّجلُ المفاخِرُ طَيِّئاً ... أَغْرَبْتَ نفْسَك أَيّما إِغْرابِ قال : وأَمّا بَيت الأَخطلِ فهو ما أَوردَه ابن سيده وبعده : .
المانِعين الماءَ حتَّى يَشْرَبُوا ... عَفَواتِه ويُقسِّمُوه سِجَالاَ مَدَح الأَخطلُ بني دَارِم بكثرةِ عَدَهم وحَمْلِ الأُمورِ الثّقال التي يَعجِز غَيرُهم عن حَمءلها كذا في اللسان . والنَّبَّاح ككَتَّان : والدُ عامرٍ مُؤذِّنِ عليّ بن أَبي طالبٍ رضي اللّه عنه وكرّمَ وَجْهَه . والنّبّاحُ : صَدَفٌ بيضٌ صِغَارٌ . وعبارة التهذيب منَاقِفُ صَغَارٌ بِيضٌ مَكّيّة أَي يُجاءُ بها مِن مكة تُجعَل في القَلائدِ والوُشُحِ وتُدْفَع بها العَيْن واحدته بِهاءٍ وأَبو النّبَّاح محمّدُ بنُ صالحٍ محدّثٌ . والنُّبَّاحُ كرُمّان : الهُدهُدُ الكثيرُ القَرْقَرةِ عن ابن الأَعرابيّ . وقد نَبَحَ الهُدْهُدُ يَنْبَح نُبَاحاً إِذا أَسَنَّ فغَلُظ صَوْتُه وهو مَجاز . وقال أَبو خَيْرةٍ : النُّبَاح كغُرَابٍ : صَوْتُ الأَسْوَدِ يَنبَح نُباحُ الجَرْوِ . وقال أَبو عَمرٍو : النَّبْحَاءُ : الظَّبْيَةُ الصَّيَّاحَةُ . وعن ابن الأَعْرابيّ : النّبَّاح : الظَّبيُ الكَثِيرُ الصِّياحِ . وذُو نُبَاحٍ بالضمّ حَزْمٌ مِن الشَّرَبَّة قُرْبَ تَيْمَنَ وهي هَضْبَة من ديارِ فَزَارَةَ . ومما يستدرك عليه : كلْبٌ نابحٌ ونَبّاحُ . قال : .
مالَكَ لا تَنْبَحُ يا كَلْبَ الدَّوْمْ ... قَد كُنتَ نبَّحاً فمَالكَ اليَوْمْ قال ابن سيده : هؤلاءِ قومٌ انتظروا قَوماً فانتظُروا نُباحَ الكَلْبِ ليُنذِرَ بهم . وكِلابٌ نَوَابحُ ونُبَّحٌ ونُبُوحٌ . وكَلبٌ نُبَاحَيٌّ : ضَخمُ الصَّوْت عن اللِّحْيَانيّ . ورجل مَنبوحٌ يُضْربُ له مثَلُ الكَلْب ويُشبَّه بِه ومنه حديث عمّار رضي اللّه عنه فيمن تناوَل من عائشة رضي اللّه عنها : اسْكُتْ مَقْبُوحاً مشقوحاً مَنبوحاً حكاه الهرويُّ في الغريبين . والمَنْبُوح : المشتوم يقال نَبحتْني كِلابُكَ أَي لَحِقَتْنِي شَتائمُك . وفي التهذيب : نَبَحَهُ الكَلْبُ ونِبَحَتْ عليه ونَابَحَه وفي مثَلٍ : فُلانٌ لا يُعَوَي ولا يُنْبَح يقول : مِن ضَعْفه لايُعتَدّ به ولا يُكَلَّم بخَيْرٍ ولا شَرٍّ . ورجُلٌ نَبّاحٌ : شديدُ الصَّوْت وقد حُكِيَت بالجيم . ومن المجاز نَبَحَ الشَّاعرُ إِذا هَجَا كما في الأَساس . والنّوابحُ : مَوضعٌ قال مَعْنُ بن أَوس : .
إِذَا هِيَ حَلّتْ كَرْبَلاَءَ فَلَعْلَعاً ... فَجَوْزَ العُذَيب دُونَها فالنَّوابِحَا واستدرك شيخُنا نُبَيحاً الغنَويّ كزُبير من التابِعين .
نتح