يريدُ أَنّه يُهلِك مَن شاتَمه ويَفْعلُ به ما يُؤَدِّي إِلى عَطَبهِ كالقَادِح في الشَّجَرَةِ . وقال شُجاعٌ : مَضَحَ عنه ونَضَحَ : ذّبَّ ودفَعَ . وفي نوادر الأَعراب : مَضَحتِ الإِبلُ ونَضَحَتِ ورَفَضت إِذا انتَشَرَتْ . ومَضَحَتِ المزَادَةُ رَشَحَتْ كنَضَحَت . ومَضَحَت الشَّمْسُ ونَضَحَت إِذا انتَشَرَ شُعِاعُها على الأَرْض .
مضرح .
المَضْرَحُ والمَضْرَحِيّ والأَخير أَكثر : الصَّقْرُ الطَّوِيلُ الجَنَاحِ . وفي الكفاية : المَضْرَحِيّ : النَّسْر وقال أَبو عُبيدٍ : الأَجدَلُ والمَضْرحيّ والصَّقْرُ والقُطَامِيّ واحدٌ . وقد مَرّ للمصنّف في ضَرح فراجِعْه . وإِنّمَا أَعاده هنا نظراً إِلى أَصالة الميمِ في قول بعض أَهل اللُّغَةِ وتقدّم لنا الكلام هناك .
مطح .
مَطَحَه كمنَعَه : ضَرَبَه بيَدِه يَمْطَحه مَطْحاً وربما كُنيَ به عن النِّكاح . ومَطَحَ المرأَةَ : جَامَعَهَا . قال الأَزهَري : أَمّا الضَّرْبُ باليد مَبسوطَةً فهو البَطْح . قال : وما أَعرِف المَطْح إِلاّ أَن تكون الباءُ أُبدِلت ميماً . وامتَطَحَ الوَادِي : ارتَفَعَ وكَثُرَ ماؤُه وسالَ سَيْلاَ عريضاً كتَبطَّحَ وتَمطَّحَ .
ملح .
المِلْح بالكسر أَي معروف وهو ما يُطَّيب به الطَّعَامُ : وقد يُذكّر والتَّأْنِيث فيه أَكثَرُ كذا في العُبَب . وتصغيره مُلَيْحَة . وقال الفَيّوميّ : جمعْها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب . ومن المجاز المِلْح : الرَّضَاعُ وقد رُوِي فيه الفَتْحُ أيضاً كذا في المحكم ونقله في اللّسَان وقد مَلَحَت فُلانةُ لفُلانٍ إِذا أَرْضَعَت تَمْلَح وتَمْلُح . وقال أَبو الطَّمَحَان وكانَتْ له إِبلٌ يَسْقِي قَوْماً من أَلبانها ثم إِنّهم أَغاروا عليها فأَخذُوها : .
وإِنّي لأَرجُو مِلْحَها في بُطونِكمْ ... وما بَسَطَتْ مِنْ جِلْد أَشعَثَ أَغْبَرَا وذلك أَنّه كَان نَزَل عليه قَومٌ فأَخذُوا إِبلَه فقال : أَرجو أَن تَرعَوْا ما شَرِبْتم من أَلبان هذه الإِبل وما بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم قد يَبِست فسَمِنُوا منها . وفي حديث وَفْدِ هَوَازِنَ أَنَّهم كلَّموا رسول اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم في سَبْيِ عشائرِهم فقال خَطيبُهم : إِنّا لو كُنّا مَلَحْنا للحارِث بن أَبي شَمِرٍ أَو للنُّعمان بن المنذِر ثم نَزلَ مَنزِلَك هذا منّا لحَفِظَ ذلك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين فاحْفَظْ ذلك . قال الأَصمعيّ في قوله مَلَحْنَا . أَي أَرْضَعْنا لهما . وإِنّمَا قال الهَوَازِنيّ ذلك لأَنّ رَسُولَ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم كان مُسْتَرْضَعاً فيهم . أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدّية . والمِلْح : العِلْم . والمِلْح أَيضاً العُلَمَاءُ هكذا في اللِّسان وذكَرَهما ابن خالَويه في كتابه الجامِعِ للمشترك والقَزّازُ في كتابه الجامع . ومن المجاز : المِلْح الحُسْنُ من المَلاحَة وقد مَلُح يَملُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُن . ذكرَه صاحب المُوعب واللّبْليّ في شرح الفصيح والقَزّاز في الجامع . ومن المجاز : مَلَحَ القِدْرَ إِذا جعَلَ فيها شيئاً من مِلْح وهو الشَّحْمُ . وفي التهذيب عن أَبي عَمرٍو : أَمْلَحْت القِدْرَ بِالأَلف إِذا جَعلْتَ فيها شيئاً من شَحْمٍ . والمِلْح أَيضاً : السِّمَنُ القليل وضبطَه شيخنا بفتْح السين وسكون الميم وجعلَه مع ما قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قال : وقد يقال إِنّهما مُتَغَايرانِ والصواب ما ذَكرْناه . وأَملَح البعيرُ إِذَا حَمَل الشَّحْمَ ومُلِحَ فهو مملوح إِذا سَمِنَ . ويقال : كان رَبيعُنا مَملوحاً . وكذلك إِذا أَلْبَنَ القَومُ وأَسْمَنُوا كالتَّمَلُّح والتَّمْلِيح وقد مَلَّحَتِ النّاقَةُ : سَمِنَتْ قليلاً عن الأُموي ومنه قَول عُرْوةَ ابن الوَرْد : .
أَقَمْنَا بها حِيناًوأَكثرُ زَادِنا ... بَقِيّةُ لَحْمٍ مِن جَزورٍ مُمَلِّحِ والذي في البصائر : .
" عَشيَّةَ رُحْنا سائرين وزادُنا إلخ وجَزور مُملِّح فيها بَقيَّة من سِمَنٍ وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ : .
ورَدَّ جازِرُهمْ حَرفاً مصهَّرةً ... في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَينِ تَمْليحُ