مَدَحَه كمَنَعَه يَمدَحُه مَدْحاً ومِدْحةً بالكسر هذا قولُ بعضهم والصَّحيح أَنَّ المَدْحَ المصدَرُ والمدْحَة الاسمُ والجمع مِدَحٌ : أَحسَن الثَّنَاءَ عَلَيْه ونقيضُه الهِجَاءُ . وقال شيخنا : قال أَئمَّة الاشتقاقِ وفقهاءُ اللُّغة : المَدْح بمعنى الوَصْف بالجميلِ يقابلُه الذّمُّ و : بمعنى عَدِّ المآثر ويقابلُه الهَجْو ونقله السِّيد الجُرجانيّ في حاشية الكشّاف . كمَدَّحَه تَمديحاً وامْتَدحَه وتَمَدَّحَه تَمديحاً وامْتَدحَه وتَمَدَّحه . وفي المصباح : مَدَحْتُه مَدْحاً كنَفَع : أَثنَيتُ عليه بما فيه من الصِّفات الجميلةِ خِلْقِيَّة كانت أَو اختياريّة ولهذا كان المَدْحُ أَعَمَّ من الحَمْد . قال الخطيب التِّبريزيّ : المدح من قولهم انْمدَحَتِ الأَرضُ إِذا اتَّسَعَت . فَكأَنّ معنَى مَدحْته : وَسَّعْت شُكْرَه ومَدهْتُه مَدْهاً مِثلُه وعن الخليل بالحاءِ للغائب وبالهاءِ للحاضر وقال السَّرقُسْطيِّ : يقال إِنّ المَدْهَ في صِفَة الحالِ والهَيْئة لا غير نقله شيخُنا . والمَدِيح والمِدْحَة بالكسر والأُمْدوحَة بالضّمّ : ما يُمدَح به من الشِّعْر . مَدِيحٍ مَدائحُ وجَمْعُ الأُمدوحةِ أَماديحُ . وإِذا كان جمعَ مديحٍ فعلى غيرِ قياس ونَظيره حَديثٌ وأَحاديثُ . قال أَبو ذؤيب : .
لو أَنَّ مِدْحَة حَيٍّ أَنشَرَتْ أَحَداً ... أَحْيَا أَبوَّتَكِ الشَّمَّ الأَماديحُ وهي رواية الأَصمعيّ على الصّواب كما قاله ابن برّيّ . ورجل مُمَدَّحٌ كمحمَّد أَي مَمدوحٌ جِدّاً ومُمْتَدَحٌ كذلك . وتَمَدَّحَ الرَّجُلُ إِذا تَكلَّفَ أَنْ يُمْدَحَ وقَرَّظَ نفسَه وأَثنَى عليها . وتَمدَّحَ الرَّجلُ : افْتَخَرَ وتَشَبَّعَ بما لَيْسَ عِنْدَه . وتَمدَّحَتِ الأَرْضُ والخاصِرَة : اتَّسعَتَا ثَنَّى الضميرَ نَظَراً إِلى الأَرض والخاصرة لا كما زَعمَه شيخنا أَنّه ثَنّاه اعتماداً على أَنّ كلّ شخْص له خاصرتانِ فكأَنّه قصدَ الجِنْس فأَمّا تمدَّحَت الأَرضُ فعلى البَدل من تَندَّحت وانْتَدَحَت . وتَمَدَّحَت خوَاصِرُ الماشيةِ : اتّسعَت شِبَعاً مثْل تَنَدّحَت . في الصّحاح : قال الرّاعِي يَصِف فرساً .
فلمّا سَقَيْنَاهَا العَكِيسَ تَمَدَّحتْ ... خَواصِرُهَا وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها يُروَى بالدّال والذّالِ جميعاً . قال ابن بَرِّيّ : الشِّعْر للرّاعي يَصف امرأَةً طَرَقَتْه وطَلَبَت منه القِرَى وليس يَصفُ فَرَساً . كامتَدَحَتْ وامّدَحَتْ بتَشديد الميم كادَّكَرتْ . ووَهِمَ الجوهريّ في قوله امدَحَّت بتشديد الحاءِ لغة في انْدَحّتْ . نصّ عبارةِ الجوهَرِي : امْدَحَّ بَطْنُه لُغة في انْدَحَّ وأَقرّه عليه الصاغَانيّ وابن بَرّيّ وغيرهما مع كثرة انتقادهما لكَلامه وهما هما مع تحريفِ كلامه عن مواضعه كما صرّح به شيخنا . ومما يستدرك عليه : رَجلٌ مادِحٌ من قَوم مُدَّحٍ . والمَمَادِح : ضِدّ المَقابِح . وانْمَدَحَت : اتَّسَعَت . ومَادَحَه وتَمَادَحُوا ويقال : التَّمادُح التَّذابحُ . والعرب تَتَمدَّح بالسَّخاءِ مذح .
المَذَح محرّكةً : عَسَلُ جُلَّنارِ المَظّ وهو الرُّمّان البَرّيُ . والمَذَحُ : اصْطكاكُ الفَخذَين من الماشِي إِذَا مَشَى لسِمَنِة كذا في النَّموسِ . وفي اللِّسان : المَذَح الْتِواءُ في الفَخذَين إِذَا مَشَى انْسَحَجَتْ إِحداهما بالأُخرَى . ومَذِحَ الرَّجلُ يَمْذَحَ مَذَحاً إِذا اصْطَكَّتْ فَخذاه والْتَوَتَا حتَّى تَسَحَّجَا ومَذِحَت فَخذَاه . قال الشّاعر : .
إِنّكِ لو صاحَبْتِنَا مَذحْتِ ... وحَكَّكِ الحِنْانِ فانْفشَحْتِ