والكافَحَة في الحَرْب : المُضَارَبةُ تِلْقَاءَ الوُجُوهِ . وفي النهاية في الحديثِ أَنّه قال لحسّان لا تَزَالُ مُؤَيَداً برُوحِ القُدُسِ ما كَافَحْتَ عَنْ رسول اللّه المُكَافَحة : المُضَارَبة والمُدَافَعَة تِلْقاءَ الوَجْه ويُرْوَى نَافَحْتَ وهو بمعناه وفي الصحاح : كافَحُوهُم إِذا استَقْبَلُوهم في الحرْب بوُجُوهِهم ليس دونَها تُرْسٌ ولا غَيْرُه . وفي حديث جابر إِنَّ اللّه كلَّمَ أَباك كِفَاحاً أَي مُوَاجَهةً ليس بينهما حجابٌ ولا رَسولٌ . وقال الأَزهريّ في حديث أَبي هريرةَ أَنَّه سُئِلَ : أَتُقبِّل وأَنتَ صائم ؟ فقال : نعمْ وأَكْفَحُهَا أَي أَتمكَّن من تَقبيلها وأَستَوْفيِه من غير اختلاسٍ من المكافحة وهي مُصَادَفةُ الوَجْهِ . وبعضهم يرويه : وأَقحَفُها قال أَبو عُبَيْد : فمن رَوَاه وأَكفَحُها أَراد بالكَفْح اللِّقَاءَ والمباشَرَةَ للجِلْد ؛ وكلُّ مَن واجَهتَه ولَقِيتَه كَفَّةَ كَفَّةَ فقد كافَحْته كِفَاحاً ومُكافحةً ومن رواه وأَقحَفُهَا أَراد شُرْبَ الرِّيق من قَحَفَ الرَّجلُ ما في الإِناءِ إِذا شَرِبَ ما فيه . وإِذا عَلِمتَ ذلك ظَهرَ لك وُضوحُ عبارته ودَفْعُ التعارُضِ بين عبارة النّهَايَة والقاموس على ما ادَّعَى القاري في الناموس . واللّه تعالى أَعلم . وكَفِحَ عنه كَسَمِعَ : خَجِلَ وجَبُنَ عن الإِقْداَم وقال ابن شُمَيْل في تفسير الحديث : أَعْطَيْتُ مُحَمّداً كِفَاحاً أَي أَشياءَ كثيرَةً مِنْ ونصّ عبارتِه : أَي كثيراً من الأَشياءِ في الدُّنْيَا والآخرة . وأَكفَحْته عنِّي : ردَتْه عن الإِقدام علَيَّ . ومما يستدرك عليه : الكَفْحَةُ من النّاسِ : جماعةٌ ليست بكثيرةٍ كالكَثْحة كذا في النوادر . وكَفَحَتْه السَّمائمُ كَفْحاً : لَوَّحَتْه . وتَكافَحُوا وتَكَافَحَت الكِبَاشُ . ومن المجاز : تَكَافَحَت الأَمواجُ . وبَحْرٌ مُتكافِحُ الأَمواج . وكافَحَتْه السَّمُومُ . والمُكَافِحُ : المباشِرُ بنفْسِه وفُلانٌ يكافِحُ الأُمورَ إِذا باشَرَها بنفْسِه . وتكفَّحَت السَّمَائمُ أَنفُسُها : كَفَحَ بعضُها بعْضاً . قال جَندَلُ ابن المثنَّى الحارثّي : .
فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائج ... تكَفُّحُ السَّمائِمِ الأَواجِجِ أَراد الأَواجَّ ففَكَّ التّضعيفَ للضّرورة . وكافَحَه بما ساءَه . وأَصابَه من السَّمُومِ لَفْح ومن الحَرور كَفْح . والمكافَحَة : الدَّفْعُ بالحُجَّة تَشبيهاً بالسَّيف ونحوِه . وهذه استدركها شيخُنَا نقلاً مِنْ مُفردات الرّاغب .
كلح .
كلَحَ كمَنَعَ يَكْلَح كُلُوحاً وكُلَاحاً بضمّها إِذا تَكشَّرَ في عُبُوس . وقال ابن سيده : الكُلوحُ والكُلاَحُ : بُدُوُّ الأَسنانِ عند العُبُوس . كتَكلَّحَ وأَنشد ثعلب : .
ولَوَى التَّكَلُّحَ يَشتِكي سَغَباً ... وأَنا ابنُ بَدْرِ قاتِل السَّغْبِ وأَكْلَحَ واكْلَوَّحَ وهذه من الأَساس أَكْلَحْتُه . قال لبيدٌ يَصف السِّهام : .
رَقَمِيّات عليها ناهِضٌ ... يُكْلَحُ الأَرْوَقُ منها والأَيَلّْ قال الأَزهريّ : وسمعتُ أَعرابيًّا يقول لجَملٍ يَرْغو وقد كشَرَ عن أَنيابه : قَبَحَ اللّهُ كَلَحَتَه يعني فمَهُ ومن المجاز قولهم : ما أَقْبَحَ كَلَحَتَه وجَلَحَتَه محرَّكةً أَي فَمَه وحَوَالَيْه قاله ابن سِيده والزَّمخْشَريّ ومن المجاز : أَصابَتْهُم سَنةٌ كُلاَحٌ . الكُلاَح كغُرَابٍ وقَطَامِ : السَّنَةُ المُجدِبة . قال لبيد : .
كانَ غِيَاثَ المُرْمِلِ المُمْتاحِ ... وعِصْمَةً في الزَّمَن الكُلاَحِ