" وكأْسٌ صُرَاحٌ " بالضَّمّ " : لم تُشَبْ " أَي خالِصَةٌ لم تُخْلَطْ " بمِزاجٍ " هكذا في النُّسخ وفي بعضها : بمِزْجٍ . " والتَّصْريحُ : خِلافُ التَّعْريضِ " يقال : صَرَّح فُلانٌ بما في نَفْسه تَصْرِيحاً : إِذا أَبداه . التَّصْريح : " تَبْيِين الأَمرِ كالصَّرْحِ " بفتح فسكون " والإِصْرَاحِ " . يقال : صَرَحَ الشَّيْءَ وصَرَّحَه وأَصْرَحه إِذا بَيَّنه وأَظْهَرَه . وفي حديث ابن عباس : " سُئِلَ متَى يَحِلُّ شِرَاءُ النَّخْل ؟ قال : حينَ يُصرِّحُ قيل : وما التَّصْريح ؟ قال : حين يَسْتَبِينُ الحُلْوُ من المُرّ " . قال الخَطّابيّ : هكذا يُرْوَى ويُفَسَّر والصّوَاب : يُصوِّح بالواو وسيُذْكَر في موضعه . ومن أَمثالهم : " صَرَّحَتْ بجِدّان . وجِلْدَانٍ " أَي أَبْدَى الرَّجلُ أَقْصَى ما يُريده . التّصريح : " انْكِشَافُ الأَمرِ " وفي نُسخة : الحَقِّ يقال : انْصَرَح الحَقُّ وَصَرَّحَ إِذَا بانَ . ومن ذلك المَثَل " عندَ التَّصْريح تَسْتَرِيح " . وهو في مجمع الأَمثال للمَيْدانيّ " لازِمٌ " و " مُتَعدٍّ . و " التَّصْرِيح " في الخَمْرِ : ذَهَابُ زَبَدِهَا " وقد صَرَّحَت إِذا انْجَلَى زَبَدُهَا فخَلَصَتْ . قال الأَعشى .
كُمَيتاً تَكشَّفُ عن حُمْرةٍ ... إِذا صَرَّحتْ بعدَ إِزْبادِهَا يقول : قد صَرَّحَتْ بَعْدَ تهدارٍ وإِزْبادٍ . وتَصَرَّحَ الزَّبَدُ عنها : انْجَلَى فَخَلَصَ . تقول : " صَرَّحَتْ كَحْلُ أَي أَجْدَبَتْ وصارتْ صَريحةً " أَي خالِصَةً في الشِّدَّة . وكذلك تقول : صَرَّحَت السَّنَةُ إِذا ظَهَرَتْ جُدوُبَتُهَا . قال سَلاَمَةُ بن جَنْدَل .
قَوْمٌ إِذا صَرَّحتْ كَحْلٌ بيوتُهمُ ... مَأْوَى الضُّيُوفِ ومَأْوَى كلِّ قُرْضوبِ صَرَّحَ " الرَّامي " تَصْرِيحاً إِذا " رَمَى ولمْ يُصِب " الهدَفَ . " والمِصْرَاح " بالكسر : " النّاقَةُ لا تُرْغِي " ؛ كذا في التّهذيب . وفي المحكم وغيره : ناقَةٌ مِصْراحٌ : قليلةُ الرّغْوَةِ خالصةُ اللَّبن . " والصُّراحِيَّة " بالضّمّ وتشديد المثناة التَّحتيَّة : " آنِيَةٌ للخَمْر " قال ابن دُرَيد : ولا أَدرِي ما صِحَّتُه الصُّرَاحيَة " بالتّخفيف " مع الضّم : الخَمْرُ نفْسها " الخالِصةُ " أَي من غيرِ مَزْجٍ . كذلك " من الكلماتِ الخالصةُ " . وكَذِبٌ صُرَاحيَةٌ " كالصُّرَاحِ بالضّمّ " . وكَذِبٌ صُرَاحِيٌّ كالصِّراحِ بالكسرِ أَيضاً أَي بَيِّنٌ يَعرِفه النّاسُ . " ويومٌ مُصَرِّحٌ كمُحَدِّثِ " أَي " بلا سَحابٍ " وهو في شعر الطِّرِمّاح في قوله يَصف ذِئباً : .
" إِذا امْتَلَّ يَهْوِي قُلْت ظِلُّ طَخَاءَةٍذَرَي الرِّيحُ في أَعْقَابِ يَومٍ مُصرِّحِ امْتَلَّ : عَدَا . وطَخَاءَةٌ : سَحابَةٌ خفيفةٌ . أَي ذَرَاهُ الرِّحُ في يَوْمٍ مُصْحٍ . شَبَّهَ الذِّئبَ في عَدْوِه في الأَرْض بسحابةٍ خفيفةٍ في ناحيةٍ من نواحِي السَّماءِ . وصَرَّحَ النَّهَارُ : ذَهَبَ سَحَابُه وأَضاءَتْ شَمْسُه ؛ كما في الأَساس . " وانْصَرَحَ " الحَقُّ : " بانَ " وانْكَشفَ . " وصَارَحَ بما في نفسِه : أَبْداه " وأَظْهَرَه " كصَرَّح " مُشدَّداً ومُخفَّفاً . وأَنشد أَبو زِياد : .
وإِني لأَكْنُو عَنْ قَذُورَ بغَيْرِهَا ... وأُعرِبُ أَحْياناً بها فأُصارِحُ .
أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً ... ومُصْعِدةً بَرْحٌ لعَيْنَيك بارِحُ " والصَّريح كجَريحٍ " : فَحْلٌ من خَيل العرب وهو " فَرَسُ عَبْدِ يَغُوثَ بنِ حَرْبٍ وآخَرُ لبني نَهْشَلٍ وآخر للَخْمٍ " . وبلا لام : اسمُ فَحْل مُنْجِبٍ . وقال أَوْسُ بنُ غَلْفَاءَ الهُجَيْميّ : .
ومِرْكَضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها ... يُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ وقال طُفَيل : .
عَنَاجِيحُ فيهنّ الصّريحُ ولاحِقٌ ... مَغاوِيرُ فيها للأَرِيبِ مُعَقَّبُ