وفي شرح شيخِنَا : وزاد أَبو مِسْحَل في نوادرِه أَنه يقال : شِيَاهٌ سُحَّاحٌ بالضّمّ مع تشديد الحاءِ على القياس في جمعِ فاعلٍ أُنْثَى على فُعّال بتشديد العين وهذا غريب لم يَتعرَّض له أَكثرُ أَهلِ اللغة . قلْت : وهذا الّذي ذكره قد حكاه ثَعلبٌ ونقله عنه ابنُ منظورٍ وفي الصّحاح : غَنَم سُحَّاحٌ هكذا بالتَّشديد بخطّ الجوهريّ ؛ كذا ضبطه ياقوت . وفي الهامش لابن القَطّاع : سِحَاح بالكسر . وفي حديث الزبير : " والدُّنْيا أَهْوَنُ عَليَّ من مِنْحَة سَاحّة " أَي شاة مُمتلئة سِمَناً . ويروَى : " سَحْسَاحة " وهو بمعناه . ولَحْم سَاحٌّ : قال الأَصمعيّ : كأَنّه من سِمَنه يَصُبّ الوَدَكَ . وفي حديث ابن عبّاس : " مررتُ على جَزورٍ ساحٍّ " أَي سَمِينةٍ . وفي حديث ابنِ مسعودٍ : " يَلْقَى شَيْطانُ الكافِرِ شيطانَ المؤمنِ شاحِباً أَغْبَر مَهْزُولاً وهذا ساحٌّ " أَي سَمِينٌ يَعنِي شَيْطَانَ الكافِر . من المجاز : " فَرَسٌ مِسَحٌّ " بالكسر أَي " جوادٌ " سَرِيعٌ كأَنه يَصُبُّ الجَرْيَ صَبّاً شُبِّه بالمَطَرِ في سُرْعةِ انصبابه كذا في جامع القزّاز . " والسَّحْسَح : عَرْصَةُ الدَّارِ " وعَرْصَة المَحَلّة " كالسَّحْسَحة " . قال الأَحمر : اذهَبْ فلا أَرَيَنَّك بسَحْسَحى وسَحَايَ " وحَرَاي وحَرَاتي " وعَقْوَتي وعَقَاتي . وقال ابن الأَعرابيّ : يقال : نزلَ فُلانٌ بسَحْسَحهن أَي بناحيَته وساحَته . السَّحْسَحُ " : الشّديدُ من المطَر " يَسُحّ جِدّاً يَقْشِرُ وَجْهَ الأَرضِ " كالسَّحْسَاحِ " بالفتح أَيضاً . " وعينٌ سَحْاحَةٌ " وفي نسخة : سَحْسَاحة وهو الصّواب : " صَبّابَةٌ للدَّمْعِ " أَي كثيرةُ الصَّبِّ له . في التّهذيب : عن الفرَّاءِ قال : هو السَّحَاحُ " كسَحاب : الهَوَاءُ " وكذلك الإِيَّارُ واللُّوحُ والحَالِق . ومما يستدرك عليه : انْسَحّ إبْطُ البَعِيرِ عَرَقاً فهو مُنْسَحٌّ أَي انْصَبَّ . ومن المَجاز : في الحديث : " يَمينُ اللهِ سَحّاءُ لا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ والنَّهَارَ " أَي دائمةُ الصّبِّ والهَطْل بالعَطَاءِ . يقال : سَحَّ يَسُحُّ سَحّاً فهو ساحٌّ والمؤنَّثة سَحَّاءُ وهي فَعْلاءُ لا أَفْعَلَ بها كهَطْلاءَ . وفي رِوَاية : " يَمينُ اللهِ مَلأَى سَحّاً " بالتنوين على المصدر . واليمينُ هنا كِنايَةٌ عن مَحَلِّ عَطائه . ووصَفَها بالامْتلاءِ لكَثْرَةِ مَنَافِعها فجَعَلَهَا كالعَيْن الثَّرَّة لا يَغِيضها الاسْتِقَاءُ ولا يَنْقُصُهَا الامْتِيَاحُ . وخَصَّ اليمينَ لأَنّها في الأَكْثرِ مَظِنَّةٌ للعَطاءِ على طَرِيق المَجَاز والاتِّساعِ . واللَّيْل والنَّهار مَنصوبانِ على الظَّرْف . وفي حديث أَبي بَكْرٍ أَنه قال لأُسامة حين أَنْفَذَ جَيْشَه إِلى الشَّام : " أَغِرْ عليهم غارَةً سَحّاءَ " أَي تَسُحّ عليهم البَلاءَ دَفعةً من غَيْر تَلَبُّثٍ . قال دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ .
ورُبَّتَ غارَةٍ أَوْضَعْتُ فيها ... كسَحِّ الخَزْرَجيِّ جَرِيمَ تَمْر معناه أَي صَبَبْتُ على أَعدائي كصَبِّ الخَزْرَجِيّ جَرِيمَ التَّمْرِ وهو النَّوَى . وحَلِفٌ سَحٌّ أَي مُنْصَبٌّ مُتتابعٌ وطَعْنَة مُسَحْسِحَةٌ : سائلةٌ وأَنشد .
" مُسَحْسِحَةٌ تَعْلُو ظهورَ الأَناملِ وأَرْضٌ سَحْسَحٌ : واسِعَةٌ . قال ابن دريد : ولا أَدرِي ما صحَّتُهَا . ومن المَجاز : استنشدتُه قصيدَةً فسَحَّها عليَّ سَحّاً .
سدح .
" السَّدْح كالمَنْعِ : ذَبْحُكَ الشَّيْءَ وبَسْطُكَه على الأَرْضِ " . وقال اللّيث : هو ذَبْحُك الحَيوانَ مَمدوداً على وَجْهِ الأَرْضِ . قد يكون " الإِضْجَاعُ " على وَجْهِ الأَرْضِ سَدْحاً نحو القِرْبَةِ المَمْلُوءَةِ المَسْدُوحَةِ . وقال الأَزهريّ : السَّدْحُ والسَّطْحُ واحدٌ أُبْدِلت الطَّاءُ فيه دَالاً كما يقال : مَطَّ ومَدَّ وما أَشبَهَه . السَّدْحُ : " الصَّرْعُ " بَطْحاً " على الوَجْهِ " وقد سَدَحَه فهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ : صَرَعه كسَطَحَه " أَو الإِلْقَاءُ على الظَّهْرِ " لاَ يَقَعُ قاعِداً ولا مُتكوِّراً . تقول : " سَدَحَه فانْسَدَحَ وهو مَسْدُوحٌ وسَدِيحٌ " . قال خِدَاش ابن زُهَير : .
بين الأَراكِ وبين النّخلِ تَسْدَحُهم ... زُرْقُ الأَسنَّةِ في أَطْرافِها شَبَمُ