يعني يَبْتَذِل عَدْوَه مَرَّةً ويصون أُخْرَى أَي يَكُفّ بعد اجتهادٍ . المُراوَحَةُ " بين الرَّجْلينِ أَن يَقوم على كلِّ " واحدةٍ منهما " مَرَّةً " . وفي الحديث : أَنّه كان يُرَاوِحُ بين قَدمَيْه من طُولِ القِيَامِ أَي يَعتمد على إِحداهُمَا مرّةً وعلى الأُخرى مرَّةً ليوصِلَ الرَّاحةَ إِلى كلِّ منهما . ومنه حديثُ ابنِ مسعودٍ أَنه أَبصرَ رجلاً صَافّاً قَدَمَيْه فقال : " لو رَاوَحَ كانَ أَفْضَلَ " . المُرَاوَحَة " بين جَنْبَيْه : أَن يَتَقَلَّب من جَنْب إِلى جَنْب " . أَنشد يعقوب : .
" إِذا أَجْلَخَدَّ لم يَكَدْ يُرَاوِحُ .
" هِلْبَاجةٌ حَفَيْسَأٌ دُحادِحُ من المجاز عن الأَصمعيّ : يقال " رَاحَ للمَعْروفِ يَرَاحُ رَاحةً : أَخَذَتْه له خِفَّةٌ وأَرْيَحِيَّة " وهي الهَشَّةُ . قال الفارِسيّ : ياءُ أَرْيَحِيَّة بَدَلٌ من الواوِ . وفي اللسان : يقال : رِحْتُ للمعروف أَراحَ رَيْحاً وارْتَحْتُ ارْتياحاً : إِذا مِلْتُ إِليه وأَحببْته . ومنه قولهم : أَرْيَحِيٌّ : إِذا كان سِخِيّاً يَرتاحُ للنَّدَى . من المجاز : راحتْ " يَدُه لكذا : خَفَّت " . وراحت يده بالسَّيْف أَي خَفَّتْ إِلى الصَّرْب به . قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَليّ : .
تَرَاحُ يَدَاهُ بِمَحْشورةٍ ... خَوَاظِي القِداحِ عِجَافِ النِّصالِ أَراد بالمحشورة نَبْلاً للُطْفِ قَدِّها لأَنه أَسْرَعُ لها في الرَّمْيِ عن القَوْس . " ومنه " أَي من الرَّواح بمعنَى الخِفَّةِ " قولُه صلّى الله " تعالى " عليه وسلّم " : " مَنْ راحَ إِلى الجمعة في السّاعةِ الأُولَى فكَأَنّما قَدَّمَ بَدَنَةً " وَمَنْ راحَ في الساعةِ الثانيةِ " الحديث " أَي إِلى آخرِه " لم يُرِد رَوَاحَ " آخِرِ " النَّهَارِ بل المُرَاد خَفَّ إِليها " ومَضَى . يقال : رَاحَ القَوْمُ وتَرَوَّحوا إِذا سارُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ . وقيل : أَصْلُ الرَّوَاحِ أَن يكون بعد الزَّوال . فلا تكون الساعاتُ الّتي عَدَّدَهَا في الحديث إِلاّ في ساعَةٍ واحدةٍ من يوم الجُمُعَةِ وهي بعد الزَّواَل كقولك : قَعَدْتُ عندَك ساعةً إِنما تُريد جزْءاً من الزَّمَان وإِن لم يكن ساعَةً حقيقة الّتي هي جزءٌ من أَربعةٍ وعشرين جُزْءاً مجموع اللَّيْلِ والنَّهَار . راح " الفَرَسُ " يَراحُ راحَةً : إِذا تَحَصَّنَ أَي " صار حِصَاناً أَي فَحْلاً " . من المجاز : راح " الشَّجَرُ " يَراحُ إِذا " تَفطَّرَ بالوَرَق " قبل الشِّتَاءِ من غير مَطَرٍ . وقال الأَصمعيّ : وذلك حين يَبْرُد باللَّيلُ فيتَفطَّر بالوَرَقِ من غير مَطرٍ . وقيل : رَوَّحَ الشَّجرُ إِذَا تَفطَّرَ بوَرَقٍ بعد إِدْبَارِ الصَّيْفِ . قال الرَّاعِي : .
وخالَفَ المجْدَ أَقوامٌ لهم وَرَقٌ ... رَاحَ العِضاهُ به والعِرْقُ مَدْخُولُ ورواه أَبو عَمْرٍو : وخادَعَ الحَمْدَ أَقْوَامٌ أَي تَرَكوا الحَمْدَ أَي لَيْسُوا من أَهلِه . وهذه هي الرِّوَايَة الصّحيحةُ . راح " الشَّيْءَ يَرَاحُه ويَرِيحُه " : إِذا " وَجَدَ رِيحَه كأَراحَه وأَرْوَحَه . وفي الحديث : " من أَعانَ على مُؤْمِن أَو قَتَلَ مُؤْمناً لم يُرِحْ رائحةَ الجَنّة " من أَرَحْت " ولم يَرِحْ رائحة الجنة " من رِحْت أَراحُ . قال أَبو عمرٍو : هو من رِحْتُ الشَّيْءَ أَريحُه : إِذا وجَدْت رِيحَه . وقال الكسائيّ : إِنما هو لم يُرِح رائحةَ الجنّةِ من أَرَحْتُ الشَّيْءَ فأَنا أُرِيحه إِذا وَجَدْت رِيحَه ؛ والمعنى واحدٌ . وقال رِحْتُ أَو أَرَحْت . راحَ " منك مَعْرُوفاً : نالَه كأَراحَه " . " والمَرْوَحَة كمَرَحَمة : المَفازَة و " هي " المَوْضِع " الذي " تَخْتَرِقه الرِّياحُ " وتَتعاوَرُه . قال : .
كأَنَّ راكِبَها غُصْنٌ بمَرْوَحَةٍ ... إِذا تَدَلّتْ به أَو شارِبٌ ثَمِلُ