ومثله قوله الأَصمعيّ . وعين هَاجّةٌ : أَي غائِرةٌ . قال ابن سيده : وأَما قول ابنةِ الخُسِّ حين قيل لها : بِمَ تَعرفين لِقَاحَ نَاقتِك ؟ فقالت : أَرى العَيْنَ هَاجّ والسَّنامَ رَاجّ وتَمْشِي فتَفَاجّ فإِما تكون على هَجَّتْ وإِن لم يُسْتَعْمل وإِمّا أَنَّها قالت : هَاجّاً إِتباعاً لقولهم : راجّاً . قال : وهم يجعلون للإِتباع حُكْماً لم يكن قبلَ ذلك فذكَّرَتْ على إِرادة العُضْوِ أَو الطَّرْف وإِلاّ فقد كان حُكْمها أَن تقول هاجَّةً . ومثله قولُ الآخر : .
" والعَيْنُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مكحولُ على أَنّ سيبويه إِنما يَحمل هذا على الضَّرورة . قال ابن سيده : ولَعَمْري إِن في الإِتباع أَيضاً لَضَرُورةً تُشبه ضرورةَ الشِّعر . وعن ابن الأَعرابيّ : الهُجُجُ : الغُدْرانُ . والهَجِيجُ : الشَّقّ الصَّغيرُ في الجَبَل . وهَجْهَجَ الرَّجلَ : رَدَّه عن كلّ شيْءٍ . وظَلِيمٌ هَجْهاجٌ وهُجَاهِجٌ : كثيرُ الصَّوتِ . والهَجْهَاجُ : المُسِنُّ . والهَجْهَاجُ والهَجْهَاجَةُ : الكثيرُ الشَّرِّ . ويومٌ هَجْهَاجٌ : كثيرُ الرِّيحِ شَديدُ الصَّوتِ يعني الصَّوْتَ الّذي يكون فيه عن الرِّيح . وقال ابن منظور : ووَجدْت في حواشي بعضِ نُسخِ الصّحاحِ : المُسْتَهِجُّ : الّذِي يَنطِق في كلِّ حقٍّ وباطِلٍ .
هدج .
" الهَدَجَانُ محرّكةً " والهَدْجُ الهُدَاجُ " كغُرَابٍ " : مَشْيٌ رُوَيدٌ في ضَعْفٍ . والهَدَجَانُ : " مِشْيةُ الشَّيخِ " ونحو ذلك وهو مَجاز . " وقد هَدَجَ " الشَّيْخُ في مِشْيَته " يَهْدِجُ " بالكسر هَدْجاً وهَدَجَاناً وهُدَاجاً : قارَبَ الخَطْوَ أَو أَسرَعَ من غير إِرادةٍ . قال الحُطَيئة : .
ويَأْخذُه الهَداجُ إِذا هَدَاهُ ... وَليدُ الحَيِّ في يَدِه الرِّداءُ وقال الأَصمعيّ : الهَدَجانُ : مُدارَكةُ الخَطْوِ . وأَنشد : .
" هُدَجَاناً لم يكنْ مِن مِشْيَتِي .
" هَدَجَانَ الرَّأْلِ خَلْفَ الهَيْقَتِ وقال ابن الأَعرابيّ : هَدجَ : إِذا اضطربَ مَشْيُه من الكِبَرِ وهو الهُّدَاجُ . هَدَجَ و " هو هَدّاجٌ وهَدَجْدَجٌ " . " والهَدَجَة محرَّكَةً : حَنينُ النَّاقةِ " على وَلَدِها وقد هَدَجَتْ وتَهَدَّجَت " وهي " ناقةٌ " مِهْداجٌ " وهَدُوجٌ . " والهَوْدَجُ : مَرْكَبٌ للنساءِ " مُقَبَّبٌ وغيرُ مُقَبَّبٍ . وفي المحكم : يُصنَع من العِصِيّ ثم يجعل فوقَه الخَشبُ فيُقبَّبُ . وفي التوشيح : الهَوْدَجُ : مِحْمَلٌ له قُبَّةٌ تُسْتَر بالثياب يَرْكَب فيه النِّسَاءُ . " وتَهَدَّجَ الصَّوتُ " : إِذا " تَقَطَّعَ في ارْتعاشٍ . و " تَهَدَّجَت " النَّاقَةُ : تَعَطَّفتْ على الوَلدِ " . ولو قال عند ذِكْرِ الهَدَجَةِ : هَدَجَت وتَهدَّجَت وهي مِهْدَاجٌ كان أَحسنَ لطَريقته . من المَجَاز : هَدَجَت القِدْرُ : إِذا غَلَتْ بشِدَّةٍ . و " قِدْرٌ هَدُوجٌ " : أَي " سَرِيعةُ الغَلَيانِ " أَو شديدتُه . هَدّاجٌ " ككَتّان : فَرَسُ الرَّيْبِ ابن شَرِيقٍ " وفي هامش الصّحاح : فارسُ هَدَّاجٍ : هو ربيعةُ بنُ مُدْلِجٍ الباهِليّ . وأَنشد الأَصمعيّ للحارِثِيّة تَرْثِي مَن قُتِل من قَوْمِها في يومٍ كان لباهِلَةَ على بني الحَارثِ ومُرادٍ وخَثْعَم : .
شَقيقٌ وحَرْميٌّ أَرَاقَا دِماءَنا ... وفارِسُ هَدّاجٍ أَشابَ النَّواصِيَا أَرادَ بشقيق وحَرْميّ شقيقَ بنَ جَزْءٍ بن رِياحٍ الباهليّ وحَرْميَّ بنَ ضَمْرَةَ النَّهْشَليّ . هَدّاجٌ : " أَبو قَبيلةٍ " . " والمُسْتَهْدِجُ " رُوي بكسر الدّال في قول العَجّاج يَصف الظَّليمَ : .
" أَصَكَّ نَغْضاً لا يَنِي مُسْتَهْدجَا أَي " العَجْلاَن و " قال ابن الأَعرابيّ : هو " بفتح الدّال " ومعناه " الاسْتِعْجَال " . ومما يستدرك عليه : هَدَجَ الظَّلِيمُ يَهْدِجُ هَدَجَاناً واسْتَهْدَجَ : وهو مَشْيٌ وسَعْيٌ وعَدْوٌ كلّ ذلك إِذا كان في ارْتِعَاشٍ . وظلِيمٌ هَدّاجٌ . وَنَعَامٌ هُدَّجٌ وهَوادِجُ وتقول : نَظرْتُ إِلى الهَوادِجِ على الهَوادِج . والهَدَجْدَجُ : الظَّلِيم سُمِّيَ بذلك لهَدَجَانِه في مَشْيِه . قال ابنُ أَحمَرَ : .
لِهَدَجْدَجٍ جَرِبٍ مَسَاعِرُهُ ... قد عادَهَا شَهْراً إِلى شَهْرِ