ولم يُنكِر ذلك . وليس مَجيئُه مخالفاً لِلَفْظ مَنْبِجَ ممّا يُبْطِل أَن يكون مَنسوباً إِليها لأَنّ المنسوبَ يَرِدُ خارجاً عن القياس كثيراً كَمرْوَزِيّ ودَرَا وَرْدِيّ ورازِيّ . قلت : دَرَاوَرْديّ منسوب إِلى دَارَبْجِرْد . والحديث الذي أَشار إِليه هو " ائْتُوني بأَنْبَجَانِيّةِ أَبي جَهْمٍ . " قال ابنُ الأَثير : المحفوظ بكسر الباءِ ويُروَى بفتْحها . يقال : كساءٌ أَنْبَجانيّ منسوبٌ إِلى مَنْبِجَ فُتِحت بالباءُ في النّسب وأَبدِلت الميمُ هَمزةً وقيل منسوبةٌ إِلى مَوضعٍ اسمه أَنْبِجَان وهو أَشْبَهُ لأَنّ الأَوّل فيه تَعسُّفٌ وهو كِساءٌ من الصُّوف له خَمْلٌ ولا عَلَمَ له وهي من أَدْوَنِ الثِّيابِ الغَليظةِ . قال : والهَمزةُ فيها زائدةٌ في قولٍ . انتهى . يقال أَيضاً : " ثَرِيدٌ أَنْبَجانيّ " بفتح الباءِ : أَي " به سُخونةٌ " . يقال : " عَجِينٌ أَنْبَجَانٌ " بفتح الباءِ : أَي " مُدْرِكٌ مُنتِفخٌ " حامِضٌ . قال : الجوهريّ : وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاءِ معجمةً . وسماعي بالجيم عن أَبي سعيدٍ وأَبي الغَوث وغيرهما " ومالِها أَختٌ سِوَى أَرْوَنانٍ " يقال : يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ ؛ وسيأَتي . المِنْبَجُ " كمِنْبَرٍ : المُعْطِي بِلسانِه ما لا يَفعلُه " . قال أَبو عَمْرٍو : نَبَجَ إِذا قَعَد على " النَّبَجَة " وهي " مُحرَّكةً : الأَكمَةُ " ومنهم مَن جعلَ مَنْبِجاً مَوضِعاً من هذا قياساً صحيحاً ورُدّ بأَنّها على بَسيط من الأَرضِ لا أَكَمةَ فيه . " والنابِجَة : الدَّاهِيَةُ " والصَّواب أَنه البائِجة وقد تقدّم في الموحَّدة فإِني لم أَجِدْها في الأَمَّهات فتَصحَّف على المصنّف . عن أَبي عمرٍو : هو " طعامٌ جاهِليٌّ كان " يُتَّحذ في أَيّام المَجاعةِ " يُخاضُ الوَبَرُ باللَّبَن فيُجْدَعُ " ويُؤكَل " كالنَّبِيج " . قال الجَعْدَيّ يَذكر نساءً : .
تَرَكْنَ بَطَالةً وأَخَذْنَ جِذّاً ... وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيجِ قال ابن الأَعرابيّ : الجِذّ : طَرَفُ المِرْوَدِ . " والأَنْبَجُ كأَحْمَدَ وتُكْسَر باؤه : ثَمَرةُ شَجرةٍ هِنديّة " يُربَّب بالعَسَل على خِلْقَةِ الخَوْخِ مُحرَّفُ الرأَسِ يُجلَب إِلى العراق في جَوْفِه نَواةٌ كنَواةِ الخَوْخِ فمن ذلك اشتَقُّوا اسمَ الأَنْبجات الّتي تُربَّب بالعَسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَجِ ونحوِه ؛ كذا في اللّسان والأَساس وهو " مُعرَّب أَنْبَ " . قال أَبو حنيفةَ : شَجرٌ الأَنْبَجِ كثيرٌ بأَرضِ العربِ من نَواحي عُمَانَ يُغْرَس غَرْساً وهو لَوْنانِ : أَحدُهما ثَمرتُه في مثلِ هَيْئةِ اللَّوْزِ لا يزال حُلْواً من أَوّلِ نَباتِه وآخرُ في هَيْئة الإِجّاصِ يَبدو حامِضاً ثم يَحْلُو إِذا أَيْنَعَ ولهما جميعاً عَجْمَةٌ ورِيحٌ طَيِّبة ويُكبَس الحامض منهما وهو غَضٌّ في الجِبَابِ حتّى يُدْرِكَ فيكون كأَنَه المَوْزُ في رائحته وطَعمِه ويَعظُم شَجرُه حتّى يكون كشَجَرِ الجَوْزِ وورَقُه كوَرقِه وإِذا أَدرَك فالحُلْوُ منه أَصفَرُ والمُرّ منه أحمر . " وأَنْبَجَ " الرَّجلُ : إِذا " خَلَّطَ في كَلامه " . أَنْبَجَ : " قَعَدَ على النِّبَاج " اسْم " للآكامِ " العالِيَة ؛ وهذا عن ابن الأَعرابيّ . " والنُّبُجَ بضمّتين : الغَرَائرُ السُّودُ " كالنِّبَاج كما في المعجم لياقوت . " ونَبَجَت القَيْحَةُ " هكذا في سائر النُّسخ الموجودة بأَيدِينا بالقاف والتّحتيّة وهو غَلطٌ والصّواب " القَبْجَةُ " بالموحّدة وهو ذَكَرُ الحَجَلِ : " خَرَجَت " من جُحْرها . وقد تقدّم مثل هذا أَيضاً في ب ن ج فلا أَدري أَيّهما أَصحّ فليُنظَر . " وتَنبَّجَ العَظْمُ : تَورَّمَ كانْتَبَجَ " " والنَّبَجَانُ محرَّكةً : الوَعيدُ " " والنّبْجُ " بفتح فسكونٍ : " البَرْدِيّ يُجعَل بين لَوْحَيْنِ من أَلواحِ السَّفينةِ " . " ونَابَاجُ : لَقَلُ عبدِ الله بنِ خالدٍ ولَقَلُ والدِ عليِّ بنِ خَلَفٍ " . ومما يستدرك عليه : إِنّه نَفّاجٌ نَبّاجٌ : ليس معه إِلاّ الكلامُ . والنَّبّاجُ : المُتكلِّمُ بالحُمْق . والنَّبّاجُ : الكَذَّابُ ؛ وهذه عن كُراع . والنَّبْج : نَباتٌ ؛ قاله ابن منظور وأَنا أَخشَى أَن يكون مُصحَّفاً عن البَنْجِ ؛ وقد تقدّم .
نبرج