وقد أَوردَه الجوهريّ في أَرب فانْظُرْه . يقال : " إِنَما يُسكَّن " المَرْجُ " مع الهَرجِ " ازْدِواجاً للكلام . والمَرَجُ : الفِتْنةُ المُشْكِلةُ وهو مجَازٌ . و " مَرِجَ " الأَمرُ " كفَرِحَ " مَرَجاً فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ : الْتبَسَ واخْتلَطَ . في التنزيل : " فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ " : يقول في ضَلالٍ . وأَمْرٌ مَريجٌ : " مُختلِطٌ " مَجازٌ . وقال أَبو إِسحاقَ : " في أَمرٍ مريج " : مُتلِفِ مُلتبِسٍ عليهم . " وأَمْرَجَتِ النّاقةُ " وهي مُمْرِجٌ : إِذا " أَلقَتْ وَلَدَها " بعد ما صار " غِرْساً ودَماً " . وفي المحكم : إِذا أَلقتْ ماءَ الفَحْلِ بعدما يكون غِرْساً ودَماً . أَمْرَجَ " دَابَّتَه : رعَاهَا " في المَرْجِ كمَرَجَها . أَمْرَجَ " العَهْدَ : لم يَفِ به " وكذا الدَّيْنَ . ومَرَجُ العُهودِ : قِلَّةُ الوفَاءِ بها وهوَ مجاز . المارِجُ : الخِلْطُ . والمارجُ : الشُّعْلَةُ السَّاطِعةُ ذاتُ الَّلهَبِ الشَّديدِ . وقوله تعالى : " وخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ " : مَجاز . قيل : معناه الخِلْطُ . وقيل : معناه الشُّعْلَةُ . كُلّ ذلك من باب الكاهِلِ والغَارِب . وقيل : المارِجُ : الَّهَبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ . وقال الفَرَّاءُ : المارِجُ هنا : نارٌ دونَ الحِجابِ منها هذه الصَّواعِقُ . وقال أَبو عُبيدٍ : " من مَارجٍ " : من خِلْطٍ مِن نارٍ . وفي الصّحاح : " أَي نار بلا دُخَانٍ " خُلِق منها الجَانّ . من المجاز : " المَرْجانُ " بالفتح : " صِغارُ اللَّؤْلُؤِ " أَو نَحْوُه . قال شيخنا : وعليه فقَوْلُه تعالى : " يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ " من عطف الخاصّ على العامّ . وقال بعضُهم : المَرجان : البُسَّذُ وهو جَوْهَرٌ أَحْمَرُ . وفي تهذيب الأَسماءِ واللُّغات : المَرْجَانُ فسَّره الواحِديُّ بِعِظامِ اللُّؤْلُؤِ وأَبو الهيثمِ بصغارِها وآخَرون بخَرَزٍ أَحمَرَ وهو قولُ ابنِ مَسعودٍ وهو المشهور في عُرْفِ النّاس . وقال الطُّرْطُوشيّ : هو عُروقٌ حُمْرٌ تَطْلُعُ في البَحر كأَصابعِ الكَفّ . قال الأَزهريّ : لا أَدري أُرباعيٌّ هو أَم ثُلاثيّ وأَورده في رُباعيّ الجيم . قلت : صَرَّحَ ابنُ القَطَّاع في الأَبنية بأَنه فَعْلاَنٌ من " مرج " كما اقتضاه صَنيع المُصنّف ؛ قاله شيخنا . قال أَبو حَنيفةَ في كتاب النّبات : المَرْجَان : " بَقْلَةُ رِبْعِيَّةُ " تَرتَفع قِيسَ الذِّراعِ لها أَغصانٌ حُمْرٌ ووَرقٌ مُدَوَّرٌ عَريضٌ كَثيفٌ جِدّاً رَطْبٌ رَوِيّ وهي مَلْبَنَةٌ " واحِدتُها بهاءٍ " . " وسَعيدُ بنُ مَرْجَانَةَ : تابِعيّ وهي " أَي مَرْجانَةُ اسمُ " أُمّه و " أَمّا " أَبوه " فإِنه " عبد الله " وهو مولَى قُريش كُنيته أَبو عُثمانَ كان من أَفاضلِ أَهلِ المدينةِ يَرْوِي عن أَبي هُريرةَ وعنه محمّدُ بنُ إِبراهيمَ مات بها سنة 96 ، عن سبع وسبعين ؛ قاله ابن حِبّان . يقال : " نَاقَةٌ مِمْرَاجٌ " إِذا كانَت " عادتُها الإِمراجُ " وهو الإِلقاءُ . مَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه : ضَيَّعَه . و " رجل مِمْراجٌ : يَمْرُجُ أُمورَه " ولا يُحْكِمُها . في التهذيب : " خُوطٌ مَرِيجٌ " : أَي غُصْنٌ مُلْتَوٍ له شُعَبٌ صِغارٌ قد الْتَبَست شَناغِيبُه فبِذلك هو " مُتداخِلٌ في الأَغصان " . وقال الدَّاخِلُ الهُذليّ : .
فَراغَتْ فالْتمَستُ به حَشَاهَا ... فخَرَّ كأَنَّه خُوطٌ مَرِيجُ