قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فشُرِّجَ لَحْمُها ... بالنَّيِّ فَهْيَ تَثُوخُ فيها الإصبعُ أي خُلِطَ لَحْمُها بالشَّحْم . و " تَشرَّجَ اللَّحمُ بالشَّحمِ : تَدَاخَلَ " ونصُّ الصحاحِ وغيره : " تداخلا " معناه : قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفرس التي تَقَدَّمَ ذكرهما في بيتٍ قبلَه . وهو : .
تَغْدُو به خَوْضاءُ يَقْطَع جَرْيُها ... حَلَقَ الرِّحالةِ فهْيَ رِخْوٌ تَمْرَعُ ومعنى شُرَّجَ لحمُهَا : جُعِل فيه لونان من الشَّحم واللّحم . والنَّيّ : الشحم . وقوله : فهي تثوخ فيها الإصبع : أي لو أدخل أحدٌ إصبعه في لحمها لدخل لكثرة لحمها وشحمها . والخَوْصَاءُ : غائرةُ العينينِ . وحَلَقُ الرِّحالةِ : الإبْزيمُ . والرِّحالة : سَرْجٌ يُعمَل من جُلودِ . وتَمْزَعُ : تُسْرِع .
" ودابَّةٌ أَشْرَجُ بَيِّنَة الشَّرَجِ " : إذا كانت " إحدى خُصْيَيْه أعظم من الأُخرى " ومثله في الصحاح . وفي الأساس : رجلٌ أشْرَجُ : له خُصْيَةٌ واحدة .
ومما يستدرك عليه : عن ابن الأعرابي : شَرِجَ : إذا سَمِنَ سِمَناً حَسَناً . وشَرِجَ : إذا فَهِمَ .
وفي المصباح : الشَّرَجَ بفتحتين : مَجْمَعُ حَلْقَة الدُّبُرِ الذي يَنْطَبق .
" وقال ابن القَطّاع : الشَّرْج كفَلْس : ما بين الدُّبُر والأُنْثَيَيْنِ . ودعوى شيخنا أنه في الصحاح وعجيبٌ إهمالُ المصنف إياه غريبٌ فإني تصفَّحت نسخة الصحاح في مادته فلم أجده . نعمْ مرَّ للمصنف في أول المادة : الشَّرَجُ : فَرْجُ المرأةِ ولكن هذا غير ذلك .
وشَرْجَة : موضعٌ . وأنشد : .
لمَنْ طَلَلٌ تَضَمَّنَه أُثالُ ... فشَرْجَةُ فالمَرَانَةُ فالحِبالُ وشَرِيج كأميرٍ : قريةٌ بالمَهْجَم بالمين . منها أحمد بن الأَحْوَسِ الفقيه تَرْجَمه الجَنَديّ وغيره .
والشَّيْرَجُ مثال صَيْقَل وزَيْنَب : دُهْنُ السِّمْسِم وربما قيل للدُّهن الأبيض وللعصير قبلَ أن يتغير تشبيهاً به لصفائه . وهو ملحق بباب فَعْلَل نحو جَعْفَر . ولا يجوز كسرُ الشين . والعَوَامّ ينطقون به بإهمال السين . مكسورة . وهو مُعرّب . وقد سَبقَت الإشارةُ إليه في السين .
وفي الأساس : ومن المجاز : المرءُ بين شَرِيجَيْ غمٍّ وسرور وأشْرَجَ صَدْرَه عليه .
ش ط ر ج .
" الشِّطْرَنْج " كسر الشين فيه أجود " ولا يُفتَح " أوله " " ليكون من باب جِرْدَحْلٍ . هكذا صرح الواحدي " : لُعْبَةٌ م " أي معروفة " والسين لغة فيه من الشَّطارة " أو المُشاطَرة راجعٌ للأول " أو من التَّسطير " راجع للثاني صرح به ابن هشام اللخمي في فصيحه " أو " فارسي " مُعَرَّبٌ " من : صدرنك أي الحيلة أو من : شدرنج أي مَن اشْتَغَلَ به ذَهَبَ عَناؤُه باطلاً أو من : شطرنج أي ساحل التعب الأخير من الناموس وكل ذلك احتمالاتٌ . قال شيخنا : ودعوى الاشتقاق فيه أو كونه مأخوذاً من مادة من المواد قد رده ابن السَّرّاج وتَعَقَّبه بما لا غبار عليه لأن كُلاً من المادتين المأخوذ منهما بعضٌ لأصله الذي أريد أخذه من تلك المادة فتأمل . ثم ما نفاه المصنف من فتحه أثبته غيره وجزم به الحريري وغيره وقالوا : الفتح لُغَةٌ ثابتةٌ ولا يضُرُّها مُخالَفةُ أوزانِ العربِ لأنه عجميٌّ مَعَرَّب فلا يجيءُ على قواعدِ العرب من كل وجه . وقال ابن بَرِّيّ في حواشي الصحاح : الأسماءُ العجمية لا تشتَقُّ من الأسماء العريبة والشّطْرنج خُماسيّ واشتقاقه من شطر أو سكر يوجب كونها ثلاثية فتكون النون والجيم زائدتين وهذا بَيِّنُ الفساد . ومثله في المُزْهر للجلال فليُرَاجع .
" والشِّيطَرَجُ بكسر الشين " وسكون التحتية وفتح الطاءِ والراءِ : " دواءٌ م " أي معروف عند الأطباء " مُعَرَّب " عن " جِيتَرك بالهنديّة " استعملها العرب " نافعٌ لِوجَعِ المفاصل والبَرَصِ والبَهَقِ " .
ش ف ر ج .
" الشُّفَارِج كعُلابطٍ " نقله الجوهري عن يَعقوبَ : وهو " الطَّبَقُ " يُجعَل " فيه الفَيْخَاتُ والسُّكُرُّجات " تَقَدّم بيانُها فارسي " مُعرَّب " وهو الذي يُسميه الناس " بِيشْبَارِج " بكسر الموحدة وسكون التحتية والشين وفتح الموحدة وبعدها ألف وكسر الراء وفتحها . وقد ذكره ابن الجواليقي في كتابه المعرّب وقال : هي ألوان اللّحْم في الطَّبائِخ . وفي هامس الصحاح : ووجدته في كتاب المحيط : الشَّفارِيج : جمع الشُّفارِج من الأطعمة .
ش ف ج