لفظة السُّكُرُّجَة . وهو في حديث أَنس " لا آكُلُ في سُكُرُّجَةٍ " . قال عياض في " المشارِق " وتابعه ابن قُرْقُول في " المطالع " : هي بضمّ السين والكاف والرّاءِ مشدّدة وفتح الجيم ؛ كذا قيدنا . وقال ابنُ مَكِّيّ : صوابه بفتح الراءِ : قِصَاعٌ يُؤكَل فيها صِغارٌ وليست بعربيّة وهي كُبْرَى وصُغْرَى : الكُبْرَى تَحْمِلُ سِتَّ أَوَاقٍ والصُغْرَى ثَلاَثَ أَواقٍ وقيل : أَرْبَعَ مَثَاقيلَ وقيل : ما بينَ ثُلْثَىْ أُوقِيّة . ومعنى ذلك أَنّ العربَ كانَتْ تَسْتَعْمِلُهَا في الكَوَامِخِ وأَشباهَها من الجَوَارِشِ على المَوائد حَوْلَ الأَطعمةِ للتَّشهِّي والهَضْمِ . فأَخبر أَنّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم لم يأْكل على هذه الصِّفةِ قطُّ . وقال الداووديّ : هي القَصْعةُ الصغيرةُ المَدْهُونةُ . ومثلُه كلامُ ابنِ منظورٍ وابنِ الأَثير وغيرهم وهو يَرْجِع إِلى ما ذَكَرنا . فكان ينبغي الإِشارة إِليه .
سلج .
" سَلِجَ اللَّقْمَةَ كسَمِعَ " يَسْلَجُها " سَلْجاً " بفتح فسكون " وسَلَجَاناً " محرَّكَة : " بَلِعَها " . وكذلك سَلِجَ الطَّعَامَ مثل سَرَطَه سَرْطاً . وقيل : السَّلَجَانُ : الأَكْلُ السَّريعُ . ومنه المثل : " الأَخْذُ سَلَجَان والقَضَاءُ لِيّان " أَي إِذا أَخَذَ الرَّجُلُ الدَّيْنَ أَكَله فإِذا أَرادَ صاحبُ الدَّيْنِ حَقَّه لَوَاه به أَي مَطَلَه ؟ أَورده الجَوهريّ والزَّمَخْشَرِيّ وغيرهما .
وقد سَلِجَت الإِبِلُ تَسْلَج اسْتَطْلَقَتْ بُطُونُها عن أَكْلِ السُّلَّجِ بضمّ فتشديد وهو نَباتٌ يأْتي ذِكْرُه قريباً " كَسَلَجَ كنَصَر " يَسْلُج بالضمّ سُلُوجاً . وقال أبو حَنيفَة : سَلِجَتْ بالكسر لا غَيْرُ . قال شَمِرٌ : وهو أَجْوَدُ . والجوهريُّ اقتصرَ على الفَتْح .
وروى أَبو تُرابٍ عن بعض أَعرابِ قَيْسٍ : " سَلَجَ الفَيْصلُ النَّاقَةَ " ومَلَجَها : إِذا " رَضَِعَها " نقله ابن منظور .
والسِّلِّجَان " بكسر السّين فلام مشدّدة مكسورة " كصِلِّيَان : الحُلْقومُ " يقال : رَماه اللهُ في سِلِّجانه .
والسُّلَّجَانْ بضمّ السّينِ فلام مشدّدة مضمومة " كقُمَّحان : نَباتٌ " تَرعاه الإِبلُ " كالسُّلَّج كقُبَّرٍ " والسَّلِيجَة وهو نَبْت رِخْوٌ من دِقِّ الشَّجرِ . ويقال : السُّلَّجَان : ضَرْبٌ منه .
وقال أَبو حَنيفَةَ : السُّلَّجُ : شَجَرٌ ضِخامٌ كأَذْنَابِ الضِّبَابِ أَخضرُ له شَوْكٌ وهو حَمْضٌ . وفي التهذيب : والسُّلَّج . من الحَمْضِ الذي لا يَزَالُ أَخْضَرَ في القَيْظ والرَّبيعِ وهي خَوَّارَة . قال الأَزهريّ : مَنْبِتُه القِيعَانُ ولهُ ثَمَرٌ فِي أَطرافه حِدَّةٌ ويكون أَخضرَ في الرَّبِيع ثم يَهِيجُ فيَصْفَرُّ . قال : ولا يُعَدّ من شجرِ الحَمْض .
وتَسَلَّجَ الشَّرَابَ واسْتَلَجَه : أَلَحَّ في شُرْبِه . وعن اللِّحْيَانيّ : تَركْتُه يَتَزلَّجُ النَّبيذَ ويَتَسلَّجه أَي يُلِحّ في شُرْبِه .
واسْتَلَجه : " كأَنَّه مَلأَ به سِلِّجَانَه " أَي حُلقومَه .
والسَّلاَليجُ : الدُّلْبُ الطِّوالُ . والدُّلْبُ : شجَرٌ مَعْرُوفٌ .
والسَّلِيجَة : السَّاجَة التي يُشَقُّ منها البابُ قاله أَبو حَنيفةَ الدِّينوريّ .
" والسِّلَّجْنُ " بكسر السّين وتشديد اللامِ المفتوحة وسكون الجيم " كسِنَّخْفٍ : الكَعْكُ " . فالنُّون زائدة وصرَّح غيرُ واحدٍ بأَنها أَصليّة كالفاءِ في وَزْنه ؛ قاله شيخنا . والسَّلْج والسَّجْل : العَطَاءُ أَحدهما مقلوب عن الآخرِ . والسُّلَج " كصُرَد : أَصْدَافٌ بَحْرِيّة فيها شيءٌ يُؤْكَل " .
" وطَعَامٌ سَلِيجٌ " كأَمير " وسَلَجْلَجٌ كسَفَرْجَل و " سُلَجْلِجٌ مثل " قُذَعْمِلٍ " أَي " طَيِّبٌ يُتَسَلَّجُ أَي يُبْتَلَع " سَهْلُ المَسَاغِ بلا عُسْر .
ومما يستدرك عليه : أَبيضُ سَلْجَجُ : هو السيفُ الماضي الذي يَقطَع الضَّرِيبَةَ بسُهولة ؛ قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض . وأَنشد قَولَ حَسّان Bه في يوم بَدْرٍ : .
زَيْنِ النَّدِيِّ مُعاوِدٍ يومَ الوَغَى ... ضَرْبَ الكُماةِ بكلِّ أَبيضَ سَلْجَج مَأْخوذٌ من سَلْجِ اللُّقمة ضاعَفوا الجِيمَ كما ضاعَفوا دالَ مَهْدَد ولم يُدْغِمُوه لأَنهم أَلحقوه بجَعْفَر .
سلبج .
ومما يستدرك عليه :