" خَرَجَ خُرُوجاً " نقيض دَخَلَ دُخُولاً " ومَخْرَجاً " بالفتح مَصدرٌ أَيضاً فهو خارِجٌ وخَرُوجٌ وخَرَّاجٌ وقد أَخْرَجَه وخَرَجَ به . " والمَخْرَجُ أَيضاً : مَوْضِعُه " أَي الخُرُوجِ يقال : خَرَجَ مَخْرَجاً حَسَناً وهذا مَخْرَجُه ويكون مَكاناً وزَماناً فإِن القاعدة أَنّ كلَّ فِعْلٍ ثُلاثىٍّ يكون مُضارعُه غيرَ مكسورٍ يأْتي منه المصدر والمَكَان والزَّمَان على المَفْعَل بالفَتْح إِلاّ ما شَذَّ كالمَطْلِع والمَشْرِقِ مما جاءَ بالوَجْهَيْنِ وما كان مضارِعُه مكسوراً ففيه تفصيلٌ : المَصْدَر بالفتح والزّمانُ والمكانُ بالكسر وما عدَاه شَذَّ كما بُسِط في الصَّرْف ونَقلَه شيخنا . المُخْرَجُ " بالضَّمِّ " قد يكون " مَصْدَر " قولِكَ " أَخْرَجَهُ " أَي المصدر المِيمىّ قد يكون " اسْم المَعْفُولِ " به على الأَصل " واسْم المَكَانِ " أَي يَدُلُّ عليه والزّمان أَيضاً دالاًّ على الوقْتِ كمانَبَّه عليه الجوهرىُّ وغيرُه وصرَّحَ به أَئمَّةُ الصَّرْف ومنه " أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ " وقيل في " بِسْم الله مَجْراهَا ومُرْسَاهَا " بالضَّمّ إِنّه مصدَرٌ أَو زَمانٌ أَو مَكَانٌ والأَوّل هو الأَوْجَهُ " لأَنَّ الفِعْلَ إِذَا جَاوَزَ الثَّلاثةَ " رُبَاعِيّاً كان أَو خُمَاسِيّاً أَو سُداسيّاً " فالمِيمُ منه مَضْمُومٌ " هكذا في النُّسخ وفي نُسخ الصّحاح وذلك الفِعْلُ المُتَجَاوِزُ عن الثَّلاثةِ سَوَاءُ كان تجاوُزُه عل جِهَةِ الأَصالةِ كدَحْرَج " تَقُولُ هذا مُدَحْرَجُنَا " أَو بالزّيادة كأَكْرَم وباقى أَبْنَيةِ المَزِيد فإِن ما زَاد على الثَّلاثةِ مَفعولُه بصيغةِ مُضارِعه المبنىِّ للمجهولِ ويكون مَصْدَراً ومكاناً وزماناً قِيَاسيّاً فاسمُ المَفعولِ ممّا زادَ على الثَّلاثةِ بجميعِ أَنواعِه يُسْتَعْمَلُ على أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : مَفْعُولاً على الأَصْلِ ومَصدراً وظَرْفاً بنوعَيه على ما قُرِّرَ في الصَّرْف . " والخَرْجُ : الإِتَاوَةُ " تُؤْخذُ مِن أَموالِ النّاسِ " كالخَرَاج " وهما واحدٌ لِشَىءٍ يُخْرِجُه القَوْمُ في السَّنَةِ من مالِهم بقَدْرٍ مَعلومٍ . وقال الزَّجَّاجُ : الخَرْجُ المَصْدَرُ . والخَرَاجُ اسْمٌ لِمَا يُخْرَجُ وقد وَرَدَا معاً في القرآن " ويُضَمَّانِ " والفتح فيهما أَشهرُ قال الله تعالى " أَم تَسْأَلهم خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّك خَيْرٌ " قال الزَّجّاج : الخَرَاجُ : الْفَىْءُ والخَرْجُ : الضَّرِيبَةُ والجِزْيَةُ وقُرِىءَ " أَمْ تَسْأَلُهُمُ خَرَاجاً " وقال الفَرَّاءُ : معناه أَم تَسأَلهم أَجْراً على ما جِئْتَ به فأَجْرُ رَبِّكَ وثَوابُه خَيْرٌ . وهذا الذي أَنكره شيخُنا في شَرْحِه وقال : ما إِخَالُه عَرَبيّاً ثم قال : وأَمّا الخَرَاجُ الذي وَظَّفَه سيِّدُنا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضى الله عنه علَى السَّواد وأَرْضِ الفَىْءِ فإِن مَعناه الغَلَّةُ أَيضاً لأَنه أَمَرَ بِمِساحةِ السَّوَادِ ودَفْعِها إِلى الفَلاَّحِين الذين كانُوا فيه على غَلَّة يُؤَدُّونَها كُلَّ سَنَةٍ ولذلك سُمِّى خَرَاجاً ثمّ قِيلَ بعدَ ذلك للبلادِ التي افتُتِحَتْ صُلْحاً ووُظِّفَ ما صُولِحُوا علَيْه على أَراضِيهِم : خَرَاجِيَّةٌ لأَن تلك الوَظيفةَ أَشبَهَتِ الخَرَاجَ الذي أُلْزِمَ الفَلاَّحُونَ وهو الغَلَّةُ لأَن جُمْلَةَ مَعْنَى الخَراجِ الغَلَّةُ وقيل للْجِزْيَةِ التي ضُرِبَتْ علَى رِقَابِ أَهلِ الذِّمَّة : خَرَاجٌ لأَنه كالغَلَّة الوَاجبةِ عليهم . وفي الأَساس : ويقال للجِزْيَةِ : الخَرَاجُ فيقال : أَدَّى خَراجَ أَرْضِه والذِّمِّىُ خَرَاجَ رَأْسِه . وعن ابن الأَعْرَابيّ : الخَرْجُ على الرؤُوس والخَرَاجُ على الأَرضَينَ . وقال الرَّافِعيّ : أَصلُ الخَراجِ ما يَضْرِبُه السَّيِّدُ على عَبده ضَرِيبَةً يُؤَدِّيها إِليه فيُسَمَّى الحاصلُ منه خَرَاجاً . وقال القاضي : الخَراجُ اسمُ ما يَخْرُجُ من الأَرْض ثم استُعْمل في مَنَافِع الأَملاك كرَيْع الأَرَضينَ وغَلَّةِ العَبيدِ والحَيَوَانات . ومن المَجَاز : في حديث أَبي مُوسى " مثلُ الأُتْرُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُهَا طَيِّبٌ خَرَاجُهَا " أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا تَشِبِيهاً بالخَرَاجِ الذي يَقَعُ عَلَى الأَرَضِينَ وغيرِها . " ج " الخَرَاجِ " أَخْرَاجٌ