سَأْسَأَ بالحمارِ سَأْسَأَةً وسأْساءً بالمدّ : زَجَرَه ليحْتَبِسَ قاله أَبو عمرٍو وقد سَأْسَأْتُ به أَو سَأْسَأَ بالحمار إِذا دعاهُ ليشربَ وقلت له سَأْسَأْ قاله الأَحمرُ وفي المثل : قَرِّبِ الحمارَ من الرَّدْهَةِ ولا تقُلْ له سَأْ . الرَّدهَةُ : نُقرةٌ في صخرةٍ يستنقِعُ فيها الماءُ أَو يمضِيَ أَي زجرتَه ليمْضِيَ قلت له سَأْسَأْ قاله الليث وقد يُذكرُ سَأْ ولا يُكرَّرُ فيكون ثلاثيًّا قال : .
لمْ تَدْرِ ما سَأْ للحَميرِ ولم ... تَضْرِبْ بكَفِّ مُخابِطِ السَّلَمِ ويقال : سَأْ للحمار عند الشُّرْبِ فإن رَوِيَ انطلق وإلاَّ لم يَبْرَحْ قال : ومعنى سأْ اشْرَبْ فإنِّي أُريدُ أَن أَذهبَ بك قال أَبو منصور : والأَصل في سَأْ زجرٌ وتحريكٌ للمُضِيِّ كأَنَّه يحرِّكهُ ليشرَبَ إن كانت له حاجَةٌ في الماءِ مخافَةَ أَن يُصْدِرَهُ وبه بقيَّةُ الظَّمإِ . قال شيخنا : وممَّا بقي على المُؤَلِّف : السِّئْسِيءُ كالضِّئْضيءُ وزناً ومعنًى نقلَه عن ابنِ دِحْيَةَ في التَّنْويه . قلت وفي العُباب : تَسَأْسَأَتْ عليَّ أُمورُكم وتَسَيَّأَتْ أَي اختلفَتْ فلا أَدري أَيُّها أَتبعُ .
س ب أ .
سَبَأَ الخمرَ كجَعَلَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِبَاءً ككتاب ومَسْبَأً : شَرَاها الأَكثر استعمالُ شَرى في معنى البَيْعِ والإخراج نحو قوله تعالى " وشَرَوْهُ بثَمَنٍ بَخْسٍ " أَي باعوه ولذا فسَّره في الصحاح والعباب باشتراها لأنَّه المعروف في معنى الأَخذ والإدخال نحو " إِنَّ اللهَ اشْتَرَى " وإن كانَ كلٌّ من شَرى وباعَ يُستعمل في المعنيين وكذا فسَّره ابنُ الأَثير أيضاً وزاد الجوهريّ والصاغانيُّ قيداً آخَرَ وهو ليشربَها قال إبراهيمُ بنُ عليِّ بن مُحمَّد بن سَلَمة بن عامرِ بن هَرْمَةَ : .
خَوْدٌ تُعاطِيكَ بعدَ رَقْدَتِها ... إِذا يُلاقي العُيُونَ مَهْدَؤُها .
كَأْساً بِفِيها صَهْباءَ مُعْرَقَةً ... يَغْلو بأَيْدي التِّجَارِ مَسْبَؤُها قوله مُعْرَقَةً أَي قليلة المِزاج أَي أنَّها من جَوْدَتِها يَغلو اشْتِراؤها قال الكِسائيُّ : وإذا اشتريتَ الخمرَ لتحْمِلَها إلى بلدٍ آخَر قلت : سَبَيْتُها بلا همزٍ وعلى هذه التفرقةِ مَشاهيرُ اللُّغويِّين إِلاَّ الفيُّوميَّ صاحبَ المصباح فإنَّه قال : ويُقال في الخمر خاصَّةً سَبَأْتُها بالهمز إِذا جلبْتَها من أَرضٍ إلى أَرضٍ فهي سَبيئَةٌ قاله شيخُنا كاسْتَبَأَها ولا يقال ذلك إِلاَّ في الخَمْرِ خاصَّةً قال مالكُ بنُ أَبِي كعبٍ : .
بَعَثْتُ إلى حانُوتِها فاسْتَبَأْتُها ... بغَيْرِ مِكاسٍ في السِّوَامِ ولا غَصْبِ وبيَّاعُها السَّبَّاءُ كعطَّارٍ وقال خالدُ بنُ عبد الله لعُمَر بن يوسفَ الثقفيِّ : يا ابنُ السَّبَّاءِ حكى ذلك أَبو حنيفة . وممَّا أَغفله المُؤَلِّف : سَبَأَ الشَّرابَ إِذا جمعَها وخَبَّأَها قاله أَبو موسى في معنى حديث عُمَرَ Bه أَنَّه دَعا بالجِفَانِ فَسَبَأَ الشَّرابَ فيها . وسَبَأَ الجِلْدَ بالنَّارِ سَبْأً : أَحرقَهُ قاله أَبو زيد وسَبَأَ الرجلُ سَبْأً : جَلَدَ وسَبَأَ سَلَخَ . فيه قَلَقٌ لأَنَّه قول في سَبَأَ الجِلْدَ : أَحرقه وقيل : سلَخَه فالمناسبُ ذِكره تحتَ أَحرقه وانْسَبَأَ الجلدُ انْسَلَخ وانسَبَأَ جِلدُه إِذا تَقَشَّر قال الشاعر : .
" وقدْ نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ وسَبَأَ : صافَحَ قال شيخنا : هو معنى غريبٌ خَلَت عنه زُبُرُ الأَوَّلين . قلت : وهو في العُباب فلا معنى لإنكاره وسَبَأَتِ النَّارُ وكذا السِّيَاطُ كذا في المحكم الجِلْدَ سَبْأً : لذَعَتْه بالذَّال المعجمة والعين المهملة وقيل غَيَّرَته ولوَّحَتْه وكذلك الشَّمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلُّهنَّ يَسْبَأْنَ الإنسانَ أَي يُغَيِّرْنَهُ . وسَبَأٌ كجَبَلٍ يُصرف على إرادة الحيّ قال الشاعر : .
أُضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدانُ من سَبَإٍ ... كأَنَّهم تحتَ دَفَّيْها دَحَاريجُ ويُمنع من الصرف لأنَّه اسم بَلْدَةَ بلقيسَ باليمن كانت تسكُنها كذا ورد في الحديث . قال الشاعر : .
مِن سَبَأَ الحاضِرينَ مَأْرِبَ إذْ ... يَبْنونَ من دونِ سَيْلِها العَرِما