فلا تَعْذِلي في حُنْدُجٍ إِنَّ حُنْدُجاً ... ولَيْثَ عِفِرِّينٍ إِلىّ سَواءُ وسيأْتِي ذِكْرُه في حرف الرّاءِ إِن شاءَ الله تعالى .
ومما يستدرك عليه : لاَيَثَه إِذا زايَلَه مُزايَلَةً قال الشاعر : .
" شَكْسٌ إِذا لاَ يَثْتَهُ لَيْثِيُّ ويقال : لايَثَهُ أَي عامَلَهُ مُعَامَلَةَ اللَّيْثِ أَو فاخَرَه بالشَّبَهِ باللَّيْثِ . واللَّيْثُ : أَنْ يكونَ في الأَرْضِ يَبِيسٌ فيُصِيبَه مَطَرٌ فينْبُتَ فيكونَ نِصْفُه أَخضَرَ ونصفُه أَصفَرَ . ومكان مَلِيثٌ ومَلُوثٌ وكذلك الرأْسُ إِذا كان بعضُ شَعَرِه أَسوَدَ وبعضُه أَبْيَضَ وهذا ذكرَه المصنِّف في ل و ث وهو بالواو وبالياءَ . واللِّيثُ بالكسر : نَبَاتٌ مُلْتَفٌّ صارت الواو ياءً لكسرةِ ما قبلها وقد تقدّم .
فصل الميم مع المثلثة .
م - ت - ث .
" مَتُّوثٌ كسَفُّودٍ " أَهمله الجَوْهريّ وهو " قَلْعَةٌ بينَ وَاسِطَ والأَهْوَازِ " منها علىّ بنُ زِيادٍ رَوَي له الخَطيبُ . وقال ابن الأَثير : مَتُّوثُ : بلدَةٌ بين قُرْقُوبَ وكُوَرِ الأَهواز . وَمَتْثَى : أَبو يُونُسَ عليه السلامُ سُرْيَانيّة أَخبر بذلك أَبو العلاءِ قال ابنُ سِيدهَ : والمعروف مَتَّى وقد تقدَّم .
م - ث - ث .
" مَثَّ " العَظْمُ : سال ما فيه من الوَدَكِ . ومَثَّ " النِّحْىُ " بالكسر وهو الزِّقُّ يَمُثُّ مَثّاً " : رَشَحَ " وقِيلَ : نَتَح قال الجوهريّ : ولا يقال فيه : نَضَحَ وروى في حديث عُمَرَ : " يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيثِ " . ومَثَّ الحَمِيتُ : رَشحَ " كَمَثْمَثَ " ووُجدَ في بعض النّسخ " تَمَثمثَ وفي حديث آخَرَ : " أَنَّ رَجُلاً جاء إِلى عُمَرَ يَسْأَلُه قال : هَلَكْتُ قال : أَهَلَكْتَ وأَنْتَ تَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ ؟ " أَي تَرْشَحُ من السِّمَنِ ويروى بالنون . مَثَّ " اليَدَ " والأَصابِعَ بالمِنْدِيلِ أَو بالحَشِيشِ ونحوِه مَثّاً : " مَسَحَها " لغة في مَشَّ وفي حديث أَنَسٍ : " كانَ له مِنْدِيلٌ يَمُثَّ بِهِ المَاءَ إِذا تَوَضَّأَ " أَي يَمْسَحُ به أَثرَ الماءِ ويُنَشِّفُه وقيل : كلّ ما مَسَحْتَه فقدْ مَثَثْتَه مَثّاً وكذلك مَشَشْتَه قال امرؤ القيس : .
نَمُثُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا ... إِذا نَحْنُ قُمْنَا عن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ ويورى نَمُشُّ . مَثَّ " الشَّارِبَ " إِذا " أَطْعَمَه " شيئاً : " دَسِماً " وعن ابن سِيدَهَ : مَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثّاً : أَصابَهُ الدَّسَمُ فرأَيتَ له وَبِيصاً . قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ أَنّ مَثَّ ونَثَّ بمعنىً واحدٍ وسيأْتي ذِكْرُ نثّ وقال أَبو زيد : مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّه مَثّاً إِذا أَصابَهُ دَسَمٌ فمَسَحَه بيَدَيْهِ ويُرَى أَثرُ الدَّسَمِ عليهِ . قال أَبو تُرابٍ : سَمِعتُ أَبا مِحْجَنٍ الضَّبابِيَّ يقول : مَثَّ " الجُرْحَ " ومَشَّهُ أَي " نَفَى عنه غَثِيثَتَه " . وقال أَبُو ترابٍ أَيضاً : سَمِعتُ واقِعاً يقول : مَثَّ الجُرْحَ ونَثَّه إِذا أَدْهَنَه وقال ذلك عَرّام . قال شيخُنا : ووقع في رَوْضِ السُّهَيْلّي - في خبرِ أَبرهة - : كلّما سَقَطَتْ منهُ أُنْمُلَةٌ تَبِعَتْهَا مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحاً ودَماً قال السُّهَيْلّي : " أَلْفَيْتُه " في نسخةِ الشيخ : تَمُثّ وتَمِثّ بالضّمّ والكسر فعلى رِوايَةِ الضّمّ يكون الفِعْلُ مُتَعَدِّيا وقَيْحاً : مفعولُه وعلى روايَة الكسر يكون غيرَ متعّدٍ وقَيْحاً تمييزٌ في قولِ أَكثرهم وهو نظير تَصَبَّبَ عَرَقاً وتَفَقَّأَ شَحْماً وكذلك كان شيخُنا أَبو الحسن بن الطَّرَاوَةِ يقول في مثلِ هذا انتهى . " وَمَثْمَثَ " الرَّجُلُ إِذا " أَشْبَعَ الفَتِيلَةَ بالدُّهْنِ " . وفي نسخةٍ : من الدُّهْنِ . مَثْمَثَ مَثْمَثَةً " : خَلَّطَ " يُقال : مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطَه . مَثْمَثَ أَيضاً : " تَعْتَعَ وحَرَّكَ " مثْل مَزْمَزَ عن الأَصمعيّ يقال : أَخذَه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه إِذا حرَّكَه وأَقْبَلَ به وأَدْبَرَ . مَثْمَثَ : " غَطَّ في الماءِ و " قال الشاعر : .
" ثُمّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتحْثَاثَا .
" نَكَفْتُ حَيثُ مَثْمَثَ المِثْماثَا