العَبِيثَةُ " طَعامٌ يُطْبَخُ وفيه جَرَادٌ " . وعَبَثَ الأَقِطَ يَعْبِثُه عَبْثاً : جَفَّفَه في الشَّمْسِ وقيل : عَبَثَه : خَلَطَه بالسَّمْنِ وهي العَبِيثَةُ والعَبِيثُ . والعَبِيثَةُ أَيضاً : الأَقِطُ يُدَقُّ مع التَّمْرِ فتُؤْكَل وتُشْرَبُ . ويقال : جاءَ بِعَبِيثَةٍ في وِعَائِهِ وهي البُرُّ والشَّعِيرُ يُخْلَطانِ مَعاً . " وعَبِيثَةُ النّاسِ : أَخْلاَطُهُم " ليسوا من أَبٍ واحِدٍ قال : .
" عَبِيثَةٌ من جُشَمٍ وجَرْمِ كل ذلك مُشْتَقٌّ من العَبْثِ وتقول : إِنّ فُلاناً لَفِي عَبِيثَةٍ من النّاسِ ولَوِيثَةٍ من النّاسِ وهُمُ الّذِين لَيْسُوا من أَبٍ واحِدٍ تَهَبَّشُوا من أَماكِنَ شَتَّى . " والعِبِّيثُ كسِكِّينٍ " : الرَّجُلُ " الكَثِيرُ العَبَثِ " . العَبِيثُ " : كلَطِيفٍ " : المَصْلُ في لغة وهو " رَيْحَانٌ " وفي التّكْملة : ضَرْبٌ من الرَّياحِين . " والعَوْبَثُ " كجَوْهَرٍ " : شِعْبٌ " وفي اللسان : موضِعٌ قال رؤبة : .
أَسْرَى وقَتْلَى في غُثَاءِ المُغْتَثِى ... بِشِعْبِ تَنْبُوكٍ وشِعْبِ العَوْبَثِ " وعَوْبَثانُ بن زَاهِرِ بنِ مُرادِ " بنِ مُذْحِجٍ " : جَد بَدَّاءَ بنِ عامِرٍ " ذَكَرَه ابنُ حَبِيب . وعَوْبَثانُ بنُ مُرَادٍ : أَخو زَاهِرِ بنِ مُرادٍ هذا . " وهو عَبِيثَةٌ " أَي " مُؤْتَشَبٌ في نَسَبِه خَلْطٌ " كذا عن أَبي عُبَيْدَةَ وهو مَجاز .
ومما يستدرك عليه : العَبْثَةُ بالتسكين : المَرَّةُ الواحِدَةُ . وَعَبَثْتُ الأَقِطَ ومِثْتُه ودُفْتُه وغَبَثْتُه بالغين لغة فيه . والعَبِيثَةُ : الغَنَمُ المُخْتَلِطَةُ يقال : مَرَرْنا على غَنَمِ بنِي فُلانٍ عَبِيثَةً واحِدَةً أَي اخْتَلَطَ بعضُهَا ببعضٍ وقال غيره : وظَلَّتِ الغَنَمُ عَبِيثَةً وَاحِدَةً وَبَكِيلَةً واحِدَةً وهو أَنَّ الغَنَمَ إِذا لَقِيَتْ غَنَمَاً أُخرَى دَخَلَتْ فيها واخْتَلَطَ بعضُها ببعْضٍ وهو مَثَلٌ وأَصْلُه من الأَقِطِ والسَّوِيقِ يُبْكَلُ بالسَّمْنِ فيُؤْكَلُ . وأَما قول السَّعْدِيّ : .
" إِذا مَا الخَصِيفُ العَوْبَثَانِيُّ ساءَناتَرَكْنَاهُ واخْتَرْنَا السَّدِيفَ المُسَرْهَدَا فيُقَال : إِنّ العَوْبَثَانِيّ دَقِيقٌ وسَمْنٌ وتَمْرٌ يُخْلَطُ باللَّبَنِ الحَلِيبِ . قال ابنُ بَرُىُّ : هذا البَيْتُ لناشِرَةَ بنِ مالِكٍ يَرُدُّ علَى المُخَبَّلِ السَّعْدِيّ وكان المًخَبَّلُ قد عَيَّرَه باللَّبَنِ . والخَصِيفُ : اللَّبَنُ الحَلِيبُ يُصَبّ عليه الرّائِبُ وسيذكر في خ ص ف إِن شاءَ الله تعالى .
ع - ث - ث .
" العُثَّةُ : بالضم : سُوسَةٌ " أَو الأَرَضَةُ التي " تَلْحَسُ الصُّوفَ ج عُثٌّ " بالضّمّ وعُثَتٌ كصُرَدٍ . " وعَثَّتِ الصُّوفَ " والثَّوْبَ تَعُثُّه " عَثّاً " : أَكَلَتْهُ وعُثَّ الصُّوفُ : أَكَلَهُ العُثُّ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العُثُّ : دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فَتَأْكُلُه وأَنشد : .
تَصِيدينَ شُبّانَ الرِّجَالِ بفَاحِمٍ ... غُدَافِ وتَصْطادِينَ عُثّاً وجُدْ جُدَا والجُدْجُدُ أَيضا : دُوَيْبَّةٌ تَعْلَقُ الإِهَابَ فتأْكُلُهُ . وقال ابن دريد : العُثُّ : بغير هاءٍ دَوَابُّ تَقَعُ في الصُّوفِ وذلك على أَنَّ العُثَّ جَمْعٌ وقد يَجوزُ أَنْ يَعْنِيَ بالعُثِّ الوَاحِدَ وعبَّرَ عنه بالدّوابّ لأَنه جِنْسُ معناه الجمْع وإِن كانَ " لفظُه " واحِداً : وسُئل أَعرابِيٌّ عن ابنِه فقال : أُعْطِيهِ كلَّ يومٍ من مالي دانِقاً وإِنّه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في الصُّوفِ في الصَّيْفِ . ربما سُمِّيَت " العَجُوزُ " عُثَّةً وهو مَجاز ؛ لمَا فيها من الفَسَادِ والخُرْقِ كأَنها سُوسَةٌ . العُثَّةُ والعَثَّةُ : " المَرْأَةُ " المَحْقُورَةُ " البَذِيئةُ " الخَامِلَة . " والحَمْقَاءُ " ضاوِيَّةً كانت أَو غيرَ ضَاوِيَّةٍ وجمعها عِثاثٌ . ويقال للمرأَةِ الزَّرِيَّةِ ما هِيَ إِلا عُثَّةٌ . وقال بعضُهُم : امرأَةٌ عَثَّةٌ بالفتح ضَئيلَةُ الجِسْمِ ورَجُلٌ عَثٌّ قال يَصِفُ امرأَةً جَسِيمَةً : .
عَمِيمَةُ ضاحِي الجِلْدِ ليْسَتْ بِعَثَّةٍ ... ولا دِفْنِسٍ يَطْبِي الكِلابَ خِمارُها