" وَقَدْ خَنِثَ " الرَّجُلُ " كَفَرِحَ " خَنَثاً فهو خَنِثٌ . " وتَخَنَّثَ " في كلامِه . وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ : فَعَلَ فِعْلَ المُخَنَّثِ . وتَخَنَّثَ الرَّجُلُ وغيْرُه : سَقَطَ من الضَّعْفِ . " وانْخَنَثَ : " تَثَنَّى وتَكَسَّر والأَنْثى خَنِثَةٌ . وفي حَدِيثِ عَائِشَة أَنّهَا ذَكَرَتْ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيْه وسلَّمَ ووفاتَه قالت : " فانْخَنَثَ في حِجْرِي فما شَعَرْتُ حتّى قُبِضَ " أَي فانْثَنَى وانْكَسَر ؛ لاسْتِرْخَاءِ أَعْضَائِهِ صَلَّى الله عليه وسَلّم عندَ المَوْتِ . وانْخَنَثَتْ عُنُقُه : مالَتْ . الخِنْثُ " بالكَسْرِ : الجَمَاعَةُ المُتَفَرِّقَةُ " يقال : رأَيْتُ خِنْثاً من النّاسِ . " وباطِنُ الشِّدْقِ عندَ الأَضْرَاسِ " من فَوْقُ وأَسْفَلُ نقله الصّاغَانيّ . " وخَنَّثَه تَخْنِيثاً : عَطَفَه فتَخَنَّثَ " تَعَطَّفَ " ومِنْه المُخَنَّثُ " ضُبِطَ بصيغةِ اسم الفاعِلِ واسمِ المَفْعُولِ معاً ؛ للِينه وتَكَسُّره . وفي المِصْباح : واسمُ الفاعِلُ مُخَنِّث بالكسر واسمُ المَفْعُولِ مُخَنَّثٌ أَي على القياس . وقال بعض الأَئمة : خَنَّثَ الرَّجُلُ كلامَه - بالتَّثْقِيلِ - إِذا شَبَّهَهُ بكلام النِّسَاءِ لِيناً ورَخَامَةً فالرَّجُلُ مُخَنِّثٌ بالكَسْرِ . قال شيخُنَا : ورأَيْتُ في بعضِ شروح البُخَارِيّ أَنّ المُخَنّثَ إِذا كانَ المرادُ منه المُتَكَسِّر الأَعضاءِ المُتَشَبِّه بالنّسَاءِ في الانثِناء والتَّكَسُّرِ والكلامِ فهو بفتح النون وكسرها وأَمّا إِذا أُريدَ الذي يَفْعَلُ الفاحِشَةَ فإِنّمَا هو بالفَتْحِ فَقَط ثم قال : والظّاهر أَنّه تَفَقُّهٌ وأَخْذٌ من مثلِ هذَا الكلامِ الذي نَقَلَه في المِصْباح وإِلا فالتَّخْنِيثُ الذي هو فِعْل الفاحِشَةِ لا تَعْرفُه العَرَبُ وليس في شْيءٍ من كلامِهِم ولا هو المَقْصُودُ من الحَدِيثِ انتهى . " ويقال له : " أَي للمُخَنّثِ " خُنَاثَةُ " بالضّم على الصّواب كما ضبطَه الصاغانيّ . وفَهِم شيخُنَا من تقريرِ المِصْباحِ أَنّه بالكسر كأَنّها من الحِرَفِ والصّنائعِ وليس كما فهمه " وخُنَيْثَةُ " بالضّم مُصغَّراً . " وخَنَثَه يَخْنِثُه " بالكسر " : هَزِىءَ بِهِ " وفي الأَسَاس : خَنَثَ له بأَنْفِهِ كأَنَّه يَهْزَأُ بهِ . خَنَثَ فَمَ " السِّقاء " : ثَنَى فَاهُ و " كَسَرَهُ إِلى خَارِجٍ فشَرِبَ مِنْه كاخْتَنَثَهُ " وإِن كسَرَه إِلى داخل فقد قَبَعَهُ . وانْخَنَثَت القِرْبَةُ : تَثَنَّتْ . وَخَنَثها يَخْنِثُهَا خَنْثاً فانْخَنَثَتْ وخَنَّثَها واخْتَنَثَها وفي الحديث " أَنَّه صلَّى الله عليه وسلّم نَهَى عن اخْتِناثِ الأَسْقِيَةِ " . وقال الليث : خَنَثْتُ السِّقَاءَ والجُوَالِقَ إِذا عَطَفْتَه . وقال غيرُه : يقالُ : خَنَثَ سِقَاءَه : ثَنَى فاهُ فأَخْرَج أَدَمَتَه وهي الدّاخِلَةُ ورُوِىَ عن ابن عُمَرَ " أَنّه كانَ يَشْرَبُ من الإِدَاوَةِ ولا يُخْتَنِثُها ويُسَمِّيها نَفْعَةَ " سَمَّاهَا بالمَرَّةِ من النَّفع ولم يَصْرِفْهَا للعَلَمِيَّة والتَّأْنِيثِ . وقيل : خَنَث فمَ السِّقاءِ إِذا قَلَبَ فَمَه داخِلاً كانَ أَو خَارِجاً وكلُّ قَلْبٍ يقالُ له : خَنْثٌ . وأَصلُ الاخْتِناثِ التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّى . منه " الخُنْثَى " سُمِّيَتِ المَرْأَةُ لكونِها لَيِّنَةً تَتَثَنَّى وهو الّذِي لا يَخْلُصُ لذَكرٍ ولا أُنْثَى وجعله كُرَاع وَصْفاً فقالَ : رَجُلٌ خُنْثَى : له ما لِلذَّكَرِ والأُنْثَى . وقيل : الخُنْثَى : " مَنْ لَهُ ما لِلرِّجال والنَّسَاءِ جَميعاً " . وفي المصباح : هو الذي خُلِقَ له فَرْجُ الرّجُلِ وفَرْجُ المَرْأَةِ . قال شيخُنا : وعند الفُقَهَاءِ : هو مَنْ لَهُ ما لَهُمَان أَو مَنْ عَدِمَ الفَرْجَيْنِ معاً فإِنّهُمْ قالُوا : إِنّه خُنْثَى وبعضُهُم قال الخُنْثَى حَقِيقَةً مَن له فَرْجَانِ ومَنْ لا فَرْجَ له بالكُلِّيَّةِ أُلْحِقَ بالخُنْثَى في أَحكامِه فهو خُنْثَى مجازاً فتَأَمَّل . خَنَاثَي " كحبَالَي و " خِنَاثٌ مثْل " إِناثٍ " قال : .
لعَمْرُك ما الخِنَاثُ بنُو قُشَيْرٍ ... بنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ الخُنْثَي " : فَرَسُ عَمْرِو بنِ عَمْرِو بنِ عُدَس كزُفَر طلَبَه عليها مِرْدَاسُ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيّ يومَ جَبَلَةَ ففَاتَ فقال مِرْداس :