أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر . وتَخَابَثَ : أَظْهَرَ الخُبْثَ . وأُخْبَثَهُ غيرُه : عَلَّمَهُ الخُبْثَ وأَفْسَدَهُ . وهو يَتَخَبَّثُ ويَتَخابَثُ . وهو من الأَخَابِثِ : جمْع الأَخْبَثِ يقال : هم أَخَابِثِ النّاسِ . والخَبِيثُ : نَعْتُ كلِّ شَيْءٍ فاسِد . يقال هو خَبِيثُ الطَّعْمِ خَبِيثُ اللَّوْنِ خَبِيثُ الفِعْلِ . والحَرَامُ السُّحْتُ يُسَمَّى خَبِيثاً مثل : الزِّنا والمالِ الحَرامِ والدَّمِ وما أَشْبَهَها مما حَرّمه اللهُ تَعَالى . يقال في الشَّيْءِ الكَرِيهِ الطَّعْمِ والرّائِحَةِ : خَبِيثٌ مثل : الثُّومِ والبَصَلِ والكُرَّاثِ ؛ ولذلك قال سيِّدُنا رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم : " من أَكَلَ من هذِه الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " . والخَبَائِثُ : ما كَانَت العَرَبُ تَستَقْذِرُه ولا تَأْكُلُه مثل : الأَفَاعِي والعَقَارِبِ والبِرَصَة والخَنَافِسِ والوِرْلانِ والفَأْرِ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : أَصْلُ الخُبْثِ في كَلامَ العَرَبِ : المَكْرُوهُ فإِن كانَ من الكلامِ فهو الشَّتْمُ وإِن كانَ من المِلَلِ فهو الكُفْرُ وإِن كَانَ من الطَّعَامِ فهو الحَرَامُ وإِن كان من الشَّرَابِ فهو الضَّارّ ومنه قيل - لما يُرْمَى من مَنْفِىِّ الحَدِيدِ - : الخَبَثُ ومنه الحديث " : إِنَّ الحُمَّى تَنْفِى الذُّنُوبَ كما يَنْفِى الكِيرُ الخَبَثَ " . وخَبَثُ الحَدِيدِ والفِضّة مُحَرّكةً : ما نَفَاه الكِيرُ إِذا أُذِيبَا وهو ما لا خَيْرَ فيهِ ويُكْنَى به عن ذِي البَطْنِ . وفي الحديث : " نَهَى عن كُلِّ دواءٍ خَبِيثٍ " قال ابنُ الأَثِيرِ : هو من جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : النَّجاسَةُ وهو الحَرَامُ كالخَمْرِ والأَرْواثِ والأَبْوالِ كُلّها نَجِسَةٌ خَبِيثَة وتَناوُلُها حرامٌ إِلا ما خَصَّتْه السُّنَّة من أَبوالِ الإِبِلِ عند بعضهم وروثُ ما يُؤكَلُ لحمُه عند آخَرِين والجهة الأُخْرَى : من طَرِيقِ الطَّعْمِ والمَذَاقِ قال : ولا يُنْكَرُ أَن يكون كَرِهَ ذلك لما فيه من المَشَقَّةِ على الطِّبَاع وكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لها ومنه قوله عليه الصّلاةُ والسّلام : " من أَكَلَ " من هذه " الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ لا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " يريدُ الثُّومَ والبَصَلَ والكُرّاتَ وخُبْثُها من جِهَةِ كَرَاهَةِ طَعْمِها ورائِحَتِها ؛ لأَنّها طاهرةٌ . وفي الحديث : " مَهْرُ البَغِيِّ خَبيثٌ وثَمَنُ الكَلْبِ خَبِيثٌ وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبِيثٌ " قال الخَطّابِيّ : قد يَجْمَع الكلامُ بينَ القَرائِنِ في اللَّفْظِ ويُفْرَقُ بينَهَا في المَعْنَى ويُعْرَفُ ذلك من الأَغْرَاضِ والمَقَاصِدِ فأَمّا مَهْرُ البَغِيِّ وثَمَنُ الكَلْبِ فيريد بالخَبِيثِ فيهما الحَرامَ ؛ لأَنّ الكلبَ نَجِسٌ والزّنا حرامٌ وبذْلُ العِوَضِ عليهِ وأَخْذُه حرامٌ وأَما كَسْبُ الحَجّامِ فيُريدُ بالخَبِيثِ فيهِ الكَرَاهِيَةَ ؛ لأَنّ الحِجَامَةَ مُبَاحَةٌ وقد يكون الكَلامُ في الفَصْلِ الواحِدِ بَعْضُه على الوُجُوبِ وبعْضُه على النَّدْبِ وبعضُه على الحَقِيقَةِ وبعضُه على المَجَازِ ويُفْرَقُ بينها بدَلائِلِ الأُصُولِ واعتبارِ معانِيها . وفي الحديث " إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ خَبَثاً " الخَبَثُ بفتحتين : النَّجَسُ . ومن المجاز - في حَدِيثِ هِرَقْل - : " فَأَصْبَحَ يَوْماً وهو خَبِيثُ النَّفْسِ " أَي ثَقِيلُها كَرِيهُ الحَالِ . ومن المجَاز أَيضاً في الحَدِيث : " لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم خَبُثَتْ نَفْسِي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ . وطَعَامٌ مَخْبَثَةٌ : تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ وقيل : هو الّذِي من غَيْرِ حِلِّه . ومن المجاز : هذا مما يُخْبِثُ النَّفْسَ . وليْسَ الإِبْرِيزُ كالخَبَثِ " أَي ليس الجيّد كالرَّدىءِ " . وخَبُثَتْ رائِحَتُه وخَبُثَ طَعْمُه . وكلامٌ خَبِيثٌ . وهي أَخْبَثُ اللُّغَتَيْنِ يراد الرَّداءَةُ والفَسادُ . وأَنا اسْتَخْبَثْتُ هذه اللُّغَةَ . وكُلُّ ذلك من المَجَازِ كذا في الأَساس . ومن المجاز أَيضاً يقال : وُلِد فلانٌ لِخِبْثَةٍ أَي وُلِدَ لغَيْرِ رِشْدَةٍ كذا في اللسان . وأَبُو الطَّيّبِ الخَبِيثُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارة بَطْن من العَرَبِ يقالُ لِوَلَدِه الخُبَثاءُ وهم