هكذا أَنشده ابنُ دُريْد عن عبدِ الرّحمن بن عبدِ الله عن عمّه الأَصمعيّ . الحُثُّ " : الخُبْزُ القَفَارُ " عن أَبي عُبَيْد . " ومَا لَمْ يُلَتَّ من السَّوِيقِ " يقال : سَوِيقٌ حُثٌّ أَي ليس بِدَقِيقِ الطَّخْنِ وقيل : غيرُ مَلْتُوت وكُحْلٌ حُثٌّ مِثلُهُ وكذلك مِسْكٌ حُثٌّ وأَنشد ابنُ الأَعْرابيَ .
" إِنَّ بأَعْلاكِ لَمِسْكاً حُثّاً " وحَثْحَثَ " المِيلَ في العَيْنِ " : حرَّكَ " . والحَثْحَثَةُ : الحَرَكَةُ المُتَدَارِكةُ يقال : حَثْحَثُوا ذلك الأَمَر ثمّ تَرَكُوهُ أَي حَرَّكُوه . وحَيَّةٌ حَثْحَاثٌ ونَضْنَاضٌ : ذو حرَكَةٍ دَائِمة وفي حَدِيث سَطِيح .
" كأَنَّما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ أَي حُثَّ وأُسْرِعَ . حَثْحَثَ " البَرْقُ : اضْطَرَبَ " وخَصّ بعضُهم به اضطرابَ البَرْقِ " في السَّحابِ " وانْتِخَالَ المَطَرِ أَو البَرَدِ أَو الثَّلْجِ من غيرِ انْهِمَارٍ . " والأَحَثُّ : ع " في بلادِ هُذَيْلٍ ولهم فيه يومٌ مَشْهُورٌ قال أَبو قِلابَةَ الهُذَلِيّ : .
يا دارُ أَعْرِفُهَا وَحْشاً مَنَازِلُها ... بَيْنَ القَوَائِمِ مِن رَهْطٍ فأَلْبَانِ .
فدِمْنَةٍ برُحَيَّاتِ الأَحَثِّ إِلى ... ضَوْجَىْ دُفَاقٍ كسَحْقِ المَلْبَسِ الفانِي ومما يستدرك عليه : الحِثَاثَةٌ بالكسر : الحَرُّ والخُشُونَةُ يَجِدُهُمَا الإِنْسَانُ في عَيْنَيْهِ قال راوِيَةُ أَمالِي ثَعْلَب : لم يَعْرِفُهَا أَبو العَبّاس . وتَمْرٌ حٌثٌّ : لا يَلْزَقُ بعضُهُ بِبَعْضٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ قال : وجاءَنَا بِتَمْرٍ فَذِّ وفَضٍّ وحُثٍّ أَي لا يَلْزَقُ بعضُه بِبَعْضٍ . وفَرَسٌ جَوادُ المَحَثَّةِ أَي إِذا حُثَّ جاءَه جَرْىٌ بعدَ جَرْىٍ . وحُثَّ الرَّجُلُ بالضّم : لُغَةٌ في جُثَّ بالجيم أَي ذُعِر فهو مَحْثُوثٌ : مَذْعُور . والحِثَاثُ ككِتَابٍ : مَوضِعٌ من أَعْرَاضِ المدِينَةِ . والحُثُّ بالضَّمّ : من مَنَازِل بَني غِفَارٍ بالحِجَاز .
ح - د - ث .
" حَدَثَ " الشيءُ يَحْدُثُ " حُدُوثاً " بالضّمّ " وحَدَاثَةً " بالفَتْحِ : " نَقِيضُ قَدُمَ " والحَدِيثُ : نَقِيضُ القَدِيمِ والحُدُوثُ : نَقِيضُ القُدْمَةِ " وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ " كأَنَّه إِتْبَاعٌ ومثله كثِيرٌ . وفي الصّحاح : لا يُضَمُّ حَدُثَ في شْيءٍ من الكلامِ إِلا في هذا المَوْضِعِ وذلك لِمكَانِ قَدُمَ على الأزْدِواجِ وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُودٍ " أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وهو يُصَلّى فَلَمْ يَرُدَّ عليهِ السّلام قال : فأَخَذَنِي ما قَدُمَ ومَا حَدُثَ " يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ يقال : حَدَثَ الشَّيْءُ فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ للأزْدِوَاج . والحُدُوثُ : كونُ شْيءٍ لم يَكُنْ وأَحْدَثَهُ اللهُ فهو مَحْدَثٌ وحَدِيثٌ وكذلك استَحْدَثَهُ وفي الصّحاح : اسْتَحْدثَتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيداً . " وحِدْثانُ الأَمْرِ بالكسْرِ : أَوَّلُه وابْتِداؤُه كحَدَاثَتِه " يقال : أَخَذَ الأَمْرَ بِحِدْثَانِهِ وحدَاثَتِه أَي بأَوَّلِهِ وابْتِدائِه وفي حديثِ عائِشَةَ Bها " لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها " والمُرادُ به قُرْبُ عَهْدِهم بالكُفْرِ والخُرُوجِ منه والدُّخُول في الإِسلامِ وأَنَّهُ لم يَتَمَكَّنِ الدَّينُ في قُلُوبِهِم فإِن هَدَمْتُ الكَعْبَةَ وغيَّرْتُهَا رُبَّمَا نَفَرُوا من ذلك . وحدَاثَةُ السِّنِّ : كِنَايَةٌ عن الشَّبَابِ وأَوَّلِ العُمُرِ . الحدثانُ " من الدَّهْرِ : نُوَبُهُ " وما يَحْدُثُ منه " كحَوَادِثِه " واحِدُها حادِث " وأَحْدَاثُه " واحِدُهَا حَدَثٌ . وقال الأَزْهَرِيّ : الحَدَثُ من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ : شِبْهُ النَّازِلَةِ . وقال ابنُ منظور : فأَمّا قولُ الأَعْشَى : .
فإِمّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّة ... فإِنّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا فإِنه حذف للضَّرُورَة وذلك لِمَكَان الحَاجَةِ إِلى الرِّدْفِ . وأَمّا أَبُو عليٍّ الفَارِسِيّ فذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوَادِثَ مَوضعَ الحَدَثَانِ كما وَضَعَ الآخَرُ الحَدَثَانَ مَوْضعَ الحَوَادِثِ في قوله :