قال ابنُ بَرِّيّ : وصوابه " واسْتَمَرّ عَزِيمِي " . " والمُنْبَعِثُ " على صيغة اسم الفاعل : رَجُلٌ " من الصَّحابَةِ وكان اسمُه مُضْطَجِعاً فغَيَّرهُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ " تَفَاؤُلاً وذلك في نَوْبةِ الطّائِف وهو من عَبِيدِهِم هَرَبَ كأَبِي بَكْرَةَ . " وبُعَاثٌ بالعَيْن " المهملة " وبالغَيْن " المعجمة " كغُرَاب ويُثَلَّث : ع بِقُربِ المَدينةِ " على مِيلَيْنِ منها كما في نسخة وهذا لا يصحّ وفي بعضها على لَيْلَتَيْنِ من المدينة وقد صَرّح به عِيَاضٌ وابنُ قَرْقُول والفَيُّومِيّ وأَهلُ الغَرِيبِ أَجمع قال شيخنا : وجَزمَ الأَكثرُ بأَنّه ليس في بابه إِلا الضَّمّ كغُراب في المصباح : بُعَاث كغُراب : موضعٌ بالمدينة وتأْنيثه أَكثر و " يومُه م " معروف أَي من أَيّامِ الأَوْسِ والخَزْرَجِ بين المَبْعَث والهِجْرَةِ وكان الظَّفَرُ للأَوْس . قال الأَزهريّ : وذَكَرَهُ ابن المُظَفَّر هذا في كتاب العَيْن فجعله يوم بُغاث وصَحَّفَه وما كان الخَليلُ - رحِمَه الله - لِيَخْفَى عليه يومُ بُعاث لأَنه من مشاهِيرِ أيامِ العَربِ وإِنما صَحّفه اللَّيْثُ وعَزاه إِلى خَلِيلِ نَفْسِه وهو لسانُه واللهُ أَعلم . وفي حديثِ عائِشَةَ رضِيَ اللهُ عنها " وعِنْدَهَا جارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِما قِيلَ يومَ بُعَاثٍ " وهو هذَا اليَوْم . وبُعاثٌ : اسمُ حِصْنٍ للأَوْس . قلت : وهكذا ذكره أَبو علّي القالِي في العَيْنِ المُهْمَلة كغُرَاب وقال : هكذا سَمِعْناه من مشايخنا أَيضاً وهي عِبارَةُ ابنِ دُرَيْد بعَيْنِهَا ووافقهُ البَكْرِيّ وصاحِبُ المشارق وحكى أَبو عُبَيْدَة فيه الإِعْجَام عن الخلِيل وضبطه الأَصِيلِيّ بالوَجْهَيْنِ وبالمُعْجَمَة عندَ القابِسِيّ وهو خطأٌ . قال شيخُنا : فهؤلاءِ كلّهم مُجْمِعُون على ضمّ الباءِ ولا قاتل بغير الضمّ فقولُ المصنّف : ويُثلَّث غير صحيح . في حديث عُمرَ Bه " لمّا صَالحَ نَصارَي الشَّامِ كَتبُوا له ؛ أَن لا نُحْدِث كَنيسَةً ولا قَلِيَّةً ولا نُخْرِج سَعَانِينَ ولا بَاعُوثاً " " البَاعُوثُ : اسْتِسْقاءُ النَّصَارَى " وهو اسمٌ سُرْيَانّي وقيل : هو بالغيْنِ المُعْجَمَة والتّاءِ المنقوطة فوقها نُقْطتان وقد تقدّم الإِشارةُ إِليه .
ومما يستدرك عليه : البَعْثُ : الرَّسولُ والجمع البُعْثانُ . والبَعْث : القوْمُ المُشْخَصُون وفي حديقة القِيامة : " يا آدمُ ابْعَثْ بَعْثَ النّارِ " أَي المبعوثَ إِليها من أَهلِها وهو من بابِ تسميةِ المَفْعُولِ بالمَصْدَر وهو البَعِيثُ وجمع البَعْثِ بُعُوث وجمع البَعِيثِ بُعُثٌ قال : .
ولكِنَّ البُعُوثَ جَرَتْ عَليْنا ... فصِرْنا بَيْن تَطْوِيحٍ وغُرْمِ وَبَعَثه على الشَّيْءِ : حَمَله على فِعْلِه . وبَعَثَ عَليْهِم البَلاءَ : أَحَلَّهُ وفي التَّنْزِيل " بَعَثْنا عَليْكُمْ عِبَاداً لنا أُولِى بَأْسٍ شدِيدٍ " وانْبَعَثَ في السَّيْرِ أَي أَسْرَعَ . وقُرِىءَ " يَا وَيْلنا مِنْ بَعْثِنا مِنْ مَرْقدِنا " أَي من بَعْثِ اللهِ إِيّانا من مَرْقدِنا . والتَّبْعَاتُ : تَفْعَالٌ من بَعَثَه إِذا أَثارَهُ أَنْشدَ ابنُ الأَعْرَابيّ : .
" أَصْدَرَهَا عن كثْرَةِ الدَّآثِ .
" صاحِبُ ليْلٍ خَرِشِ التَّبْعاثِ وباعيثا : مَوضِعٌ معروف .
ب - غ - ث