وفي التَّهْذِيب السَّكْتَةُ في الصَّلاةِ أَنْ تَسْكُتَ بعدَ الافتتاح وهي تُسْتَحَبُّ وكذلك السَّكْتَة بعدَ الفَرَاغ من الفاتحة . وفي الحديث : " ما تقولُ في إِسْكَاتَتِكْ ؟ " قال ابنُ الأَثِيرِ : هي إِفْعَالةٌ من السُّكُوت معناه . سُكُوتٌ يَقْتَضِي بعدَه كَلاماً أَو قِراءَةً مع قِصَرِ المُدَّة . وقيل : أَراد بهذا السُّكوت ترْك رفْعِ الصَّوْتِ بالكلام أَلاَ تراه قال : ما تقولُ في إِسكاتَتِك ؟ أي سُكُوتِكَ عن الجَهْرِ دُونَ السُّكُوتِ عن القِراءَةِ والقول . وسَكَت الغَضبُ مثل سَكَن : فَتَرَ . وفي التَّنْزيل العزيز : " ولمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الغَضبُ " . وقال الزَّجّاج معناه : ولمَّا سَكَنَ . وقيل : لمَّا سَكَتَ مُوسى عن الغَضبِ على القَلْب كما قالُوا أَدْخلْتُ القَلَنْسُوَة في رَأْسِي والمَعْنى أَدْخلْتُ رَأْسي في القلَنسُوَة . قال : والقوْل الأَوّل الذي معناهُ سَكنَ هو قولُ أَهلِ العربية قال : ويقالُ سَكَتَ الرّجل يَسْكُتُ سَكْتاً : إِذا سَكَنَ . وسَكَت يَسْكُتُ سُكُوتاً وسَكْتاً : إِذا قَطَعَ الكلامَ ونقلَهُ شيخُنا عن بحْر أَبي حَيّان ولكن ادَّعى في سَكَت الرَّجُلُ أَنَّ مصدره السَّكُوتُ فقط وأَوردَ به على المؤلف حيثُ لم يمييز بينهما مع أنَّ المنقول عن الأَئمة خَلافُ ذلك كما قدَّمْنا . وسَكَتَ الحَرُّ : اشْتَدَّ ورَكدَتِ الرِّيحُ . وأَسْكَتَتْ حَرَكَتُه : سَكَنَتْ . وأَسْكَتَ عن الشَّيْءِ : أَعرضَ . وفي الأَساس : تَكلّمَ ثُمّ سَكَتَ وإِذا أُفْحِمَ قِيل : أُسْكِتَ . وللحُبْلَى صَرْخَةٌ ثمّ سَكْتَة . هذه هاءُ السَّكْتِ . ومن المَجَاز : فلانٌ سَكَيْتُ الحَلْبَةِ للمُتخلِّفِ في صَنْعَتِه . وسَكْتَانُ كعُثْمَانَ : قَريةٌ ببُخَارى منها : أَبو سَعِيدٍ سُفْيَانُ بنُ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ الزّاهد محدّث . وسُكْتانُ أَيضاً ويقال : سُجْتَانُ بالجيم : بلدٌ بالمغْرِب وإِليه نُسِبَ عِيسى الكتّانِيّ شيخ مشايخَ مَشايِخِنا . وآلُ باسكوتة : جماعة باليَمَن .
س ل ت