السَّكْتُ والسُّكُوتُ : خِلافُ النُّطْقِ . قال شيخُنا : وفي عِبَارة المُصنِّف تفسيرُ الشَّيْءِ بنفسه لَفْظًا ومعْنًى وهو غيرُ مُتَعَارَف بينَ أَهلِ اللِّسان ولو فَسَّره بالصَّمْتِ كما في المصباح أَو قال : هو معروفٌ لكان أَوْلَى . قلتُ : وبما عَبَّرْنا يَنْدَفِعْ الإِيرادُ المذكور كما هو ظاهر . وقد سَكَتَ يَسْكُتُ سَكْتاً وسُكُوتاً كالسُّكَاتِ بالضَّمِّ والسَّاكُوتَةِ فاعُولَة من السَّكْتِ . وأَخَذَه سَكْتٌ وسَكْتَةٌ وسُكَاتٌ وسَاكٌوتَةٌ . ورجلٌ ساكِتٌ وسَكٌوتٌ وساكٌوتٌ . السَّكْتُ : الرجلُ الكَثِيرُ السُّكُوتِ كالسِّكْتِيتِ بالكسر وياءٍ بينَ تَاءَيْن . قال أَبو زَيْد : سمِعْتُ رجُلاً من قَيْسٍ يقول : هذا رَجُلٌ سِكْتيتُ بمعنى السِّكِّيت كسِكِّين . ورَجُلُ سِكِّيتٌ بَيِّنُ السّاكوتَةِ والسُّكُوتِ : إِذا كان كثيرَ السُّكُوت كذلك السُّكَّيْتُ والسُّكُيْتُ مُصغَّراً مُشدَّداً ومُخَفَّفاً رواهُما أَبو عمْرٍو . والسَّاكُوتُ والسّاكُوتَةُ يُقَالُ : رَجُلُ ساكُوتٌ وساكُوتَةٌ : إِذا كان قليلَ الكلامِ من غير عِيٍّ فإِذا تَكَلَّمَ أَحْسَنَ . قال اللَّيْثُ : يقال : سَكَتَ الصّائِتُ يَسْكُتُ سُكُوتاً : إِذا صَمَتَ قال شيخُنَا عن بعض المُحَقِّقينَ : إِنّ السُّكوتَ هو تَرْكُ الكلامِ مع القُدْرةِ عليه . قالوا : وبالقيد الأَخير يُفارقُ الصَّمْتَ فإِنّ القدرَة على التَّكَلُّم لا تُعْتَبر فيه قاله ابنُ كمال باشا وأَصلُه للرَّاغب الأَصْبَهانيّ فإِنّه قال في مُفرداته : الصَّمْتُ أَبلغُ من السَّكُوت لأَنَّه قد يُستعملُ فيما لا قُوَّةَ له على النُّطْقِ ولذا قيل لِما لا نُطْقَ له : الصّامتُ والمُصْمَت ؛ والسُّكُوتُ يقالُ لما لَهُ نُطْقٌ فيَتْرُكُ استعمالَه . قال شيخُنَا : فإِطلاقُ الفَيُّومِيّ في المصباح - كغيرِه - أَحَدَهُما على الآخَر من الإِطلاقات اللُّغَوِيّة العامَّة . السَّكْتُ : من أُصول الأَلحَان شبْهُ تَنَفُّسٍ يُرادُ بذلك الفَصْلُ بَيْنَ نَغَمَتَيْنِ بِلاَ تَنَفُّس كذا في التَّهْذيب كالسَّكْتَة سَكَت يَسْكُت سَكُوتاً وأَسْكَتَ . وقيلَ : تَكلَّمَ الرَّجُلُ ثم سَكَتَ بغيرِ أَلِفٍ . وأَسْكَتَ : إِذا انْقَطَعَ كَلامُهُ فلَمْ يَتَكَلَّمْ ؛ وأَنشد : .
" قَدْ رَابَنِي أَنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا .
" لو كان مَعْنِيًّا بَنَا لَهَيَّتَا والسَّكْتَةُ بالفَتْح : داءٌ وهو المشهور بين الأَطِبّاءِ . وقد صرَّح به الجَوْهَرِيُّ وغيرُهُ . وقال بعض أَربابِ الحَواشِي : هي بالكسر ؛ لأَنه هَيْئته . قلت : وهو غير صحيحٍ لِمُخَالَفَتِه النُّقُولَ . السُّكْتَة بالضَّمِّ : ما أَسْكَتّ به صَبِياًّ أَو غَيْرَهُ . وقال اللِّحْيَانيّ مالَهُ سِكْتَةٌ لِعيالِه وسُكْتَةٌ أَي ما يُطْعِمُهم فيُسْكِتَهم به وإِليه أَشارَ المصنّف بقوله : وبَقيَّةٌ تَبْقَى في الوِعَاءِ أَي : من الطَّعَام . السُّكَيْتُ كالكُمُيْت وقد يُشّدَّدُ فيقال : السُّكَّيْتُ وهو الّذي يجيءُ آخِرِ خَيْلِ الحَلْبَةِ من العَشْرِ المَعْدُودَات وهو القاشُور والفِسْكِلُ أيضاً وما جاءَ بعدَهُ لا يُعْتَدُّ به كذا في الصِّحاح . وأَوَّلُهُ المُجَلِّي ثم المُصَلِّي ثم المُسَلِّي ثُمّ التّالي ثم المُرْتَاحُ فالعَاطِفُ فالحَظِيُّ فالمُؤَمَّلُ فاللَّطِيمُ . وفي اللِّسَان : قال سِيبَوَيْهِ : سُكَيْتٌ : ترخيم سَكَّيْتٍ يعني أَنَّ تصغيرَ سُكَّيْت إِنّما هو سُكَيْكِيتٌ فإِذا رُخِّمَ حُذِفت زائدتاه . وسَكَتَ الفَرَسُ : جاءَ سُكَيْتَا . وَرَمَاهُ اللهُ بسَكَاتَةٍ وسَكَاتٍ بضمِّهما . قاله أَبو زَيْدٍ ولم يُفَسِّرْه . قال ابنُ سِيدَهْ : وعندي أَنّ يُسْكِتُهُ أَو بأَمْرٍ يَسْكُتُ منه . وهو عَلَى سَكَاتِ الأَمْرِ بالضَّمّ : أَي مُشْرِفٌ على قَضَائِه . وكنتُ على سَكَاتِ هذه الحاجَةِ : أَي على شَرَفٍ من إِدراكِها . كذا في اللّسان . والسُّكَاتُ بالضّمّ من الحَيَّاتِ : ما يَلْدَغُ قبلَ أَنْ يُشْعَرَ بِهِ وهو مَجازٌ . وحَيّةٌ سَكُوتٌ وسُكَاتٌ : إِذا لم يَشْعُرُ به الملسوعُ حتّى يَلْسَعَهُ وأَنشد يَذْكُرُ رجُلاً داهِيَةً : .
فما تَزْدَرِي منْ حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ ... سُكَاتٍ إِذا ما عَضَّ ليس بأْدْرَدَا