قال ابْنُ سِيدَهْ : وعندي أَنه إِنّما هو ظَلِيم شَبَّهَ به فَرسَه أَو بَعيرَه أَلا تَراه قال : هِجَفّ . وهذا من صفة الظَّلِيم . وقال : ظَلَّ في شَرْي طِوَالِ والفَرسُ والبعيرُ لا يأْكُلانِ الشَّرْيَ إِنَّمَا يَهْتَبِدُه النَّعامُ . والشَّرْيُ : شَجرُ الحَنْظَل . وقال ابنُ جِنّي : الشَّرْيُ : شجرٌ تُتَّخذُ منه القِسِيُّ . قال : وقوله : ظَلَّ في شَرْيٍ طِوالِ يريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالاً سَتَرْنَهُ قزادَ استيحاشُه ولو كُنَّ قِصَاراً لسَرّحَ بَصَرَهُ وطابتْ نَفسُه فخَفَّضَ عَدْوَه . كذا في لسان العرب . الحَتُّ أَيضاً : الكريمُ العتيقُ هكذا فسّرَه غيرُ واحد . الحَتُّ : المَيِّتُ من الجَرادِ وج أَحْتاتٌ لا تُجاوزُ به هذا البناءَ حُمِلَ على المُعْتَلِّ لأَنّه تَقرّرَ أَن فَعْلاً بالفتح لا يُجْمَعُ على أَفْعالٍ إِلاّ في أَلفاظ ثلاثة : أَحْمَال وأَزْنَاد وأَفْرَاخ وجاءَت أَلفاظٌ معتلَّةٌ أَو مضاعَفَةٌ تُوجَد مع الاستقراءِ قاله شيخُنا . الحَتُّ : مالا يَلْتَزِقُ من التَّمْرِ يقال : جاءَ بتَمْرٍ حَتٍّ : لا يَلْتَزِقُ بعضُهُ ببعض . الحَتُّ : سَيْفُ أَبِي دُجَانَةَ سِماكِ بنِ خَرَشَةَ الأَنْصارِيّ Bه وسَيْفُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الكِنْدِيّ . الحُتُّ بالضَّمِّ : المَلْتُوتُ من السَّوِيقِ كذا في النُّسَخ . والّذي في التَّكْملة سوِيقٌ حُتٌّ : أَي غير مَلْتُوت . الحُتُّ : قَبِيلَةٌ من كنْدَةَ تُنْسَبُ إِلى بَلَد لا إِلى أَبٍ أَوْ أُمٍّ . وعبارة ابن منظور : ليس بأُمٍّ ولا أَبٍ . الحُتُّ : جَبَلٌ من القَبَلِيَّةِ محرَّكَةً كذا هو مضبوط . وحَتِّ مَبْنيًّأ على الكسر : زَجْرٌ للطَّيْرِ . قال ابْنُ سِيدَهْ : وحَتَّى : حَرْفٌ من حروف الجرِّ كإِلَى ومعناه لِلغَايَةِ كقولك : سِرْتُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ أَي : إِلى اللَّيْل ومثَّلُوا لها أَيضاً بقوله تَعَالى : " لَنْ نبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مَوسَى " و " حَتَّى مَطْلَعِ الفجْرِ " وغيرِهما . تأْتي لِلتَّعْلِيلِ نحو : أَسْلِمْ حتَّى تَدْخُلَ الجَنَّةَ " ولا يَزَالُونَ يُقاتِلَونَكُم حَتَّى يَرُدُّوكُم " أَي : كي يَرُدُّوكُمْ أَقرّه ابْنُ هِشَام وابنُ مالِك وأَبو حَيّان وأَنكره الأَنْدَلُسِيُّ في شرح المفصَّل ونقله الرَّضِيّ وسلّمه وزعموا أَنّها إِنّما تكون دائماً بمعنى إِلى الغائِيَّة . تأْتي بِمَعْنَى إِلاَّ في الاسْتِثْناءِ أَي : لا في الوَصْف ولا في الزِّيادة . هكذا قَيَّدُوا صرَّحَ به ابْنُ هِشَامٍ الخَضْرَاوِيُّ وابْنُ مالك ونقله أَبو البَقَاءِ عن بعضهم وأَدَلُّ الأَمثلة على المُرَادِ ما أَنشده ابنُ مالك من قول الشّاعر : .
لَيْسَ العَطَاءُ من الفُضُولِ سَماحَةً ... حَتَّى تَجُودَ ومَا لَديْكَ قَلِيلُ هو حَرْفٌ يَخْفِضُ عدَّهَا الجماهيرُ من حُروف الجرّ وإِنما تَجُرُّ الظّاهرَ الوَاقِعَ غايَةً لِذِي أَجزاءٍ أَو ما يقوم مَقَامهُ على ما أَوضحُه ابنُ هِشَامٍ في المُغْنِي والتَّوْضِيح وغيرِهما ويَرْفَعُ إِذا وقَعَ في ابتداءِ الكلام . وفي الصِّحاح : وقد تكون حرف ابتداءِ يُستأْنَفُ بها الكلامُ بعدُهَا كما قال : .
فما زَالتِ القَتْلَى تَمُجُّ دِماءَهَا ... بِدجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ وهو قولُ جريرٍ يهجو الأَخطلَ ويذكر إِيقاعَ الجَحّافِ بقومه وبعدَهُ : لنَا الفَضْلُ في الدُّنْيا وأَنْفُك راغِمٌ ونحنُ لكم يومَ القِيامَةِ أَفْضَلُ وفي المُغْنِي : الثّالثُ من وجوه حَتَّى : أَنْ تكونَ حرفَ ابتداءٍ أَي حرفاً تُبْدَاُ بعدَهُ الجُمَلُ أَي : تُستأْنَفُ فتدخل على الجملة الاسميّة ؛ وأَنشد : قولَ جرير السّابقَ وقولَ الفَرَزْدَقِ : .
فوَاعَجباً حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي ... كَأَنَّ أَبَاهَا نَهْشَلٌ ومُجاشِعُ ولا بُدَّ من تقدير محذوفٍ قبلَ حتَّى في هذا البيت أَي : فواعَجَباً : يَسُبُّنِي النّاسُ حتَّى كُلَيْبٌ : وتدخُل على الفعليّة الّتي فعلُها مضارعٌ كقراءَة نافع : " حَتَّى يَقُول الرَّسُولُ " وكقول حَسّانَ : .
يَغْشَوْنَ حَتَّى ما تَهِرُّ كِلابُهُمْ ... لا يَسْأَلُونَ عن السَّوَادِ المُقْبِلِ