وفي الحديث : فَأُتِيَ بثلاثةِ أقْرَصَة على بَتِّيًّ ؛ أي : منْديلٍ من صُوفٍ ونَحْوِهِ والصَّوابُ بُنِّيًّ بالضَّمّ أي بضم الموحَّدة وبالنُّون المكسورة مع تشديدها وآخِرُه ياءٌ مشدَّدة أي طَبَقٍ أو نَبِيٍّ بتقديم النُّونِ على الموحَّدَة أي : مائدَةٍ من خُوصٍ . قال شيخنا : الذي ذكرَهُ يأهلُ الغَريب : فوُضِعت على نَبِيٍّ كغَنِيّ وفسَّروه بالأرْض المرتفعة وهو الصَّوابُ الذي عليه أكثَرُ أئمّة الغَريب وعليه اقتصر ابن الأثيرِ وغيره . وأمّا ما ذكره المصنِّف من الاحتمالات فإنّها ليست بثَبتٍ . وأبو الحَسَنِ عليُّ بنُ عبد الله بنِ شَاذانَ بنِ البُتَتِيِّ القَصّار كعُرَنِيّ بالضّمّ هكذا في نسختنا ومثلُه في أنساب البُلْبَيْسيّ نقلاً عن الذَّهَبِيّ وشَذَّ شيخُنا فضبطه كعَرَبِيٍّ محرَّكَةً خلاف العجمِيّ : مُقْرِئٌ مُجِيدٌ خَتَم في نَهَارٍ واحِد أرْبَعَ خَتَماتٍ إلاّ ثُمْناً مع إفهامِ التِّلاوَةِ ذكره الحافظ الذَّهَبيُّ ولم يُبيِّنِ النِّسبةَ وزاد الحافظُ تلميذُ المصنِّف : ذكره ابنُ النَّجّار وأن قراءَتَه تلك كانت على أبي شُجاعِ بن المقرون بمَحْضَرِ جمعٍ من القُرّاءِ مات سنة 607 وقد ضبطه ابنُ الصّابونِيّ بمُثَلَّثَة قبلَ ياءِ النَّسَب . قُلتُ : وهذا من قبيل طَيِّ الزَّمان . وهذه الغريبة وإن لم تتعلَّقْ باللُّغَة فقد أوردها في بحره المحيط لئلاً يَخْلُوَ عن النُّكَت والنَّوادِر : ومما يتعلَّقُ بالمادَّةِ : قولُهُم تَصَدَّق فلانٌ صَدَقَةً بَتَاتاً وبَتَّةً بَتْلَةً : إذا قَطَعَهَا المُتَصدِّقُ بها من ماله فهي بائنةٌ من صاحبها قد انقطعت منه . وفي النِّهابة : صدَقَةٌ بَتَّةٌ أي : مُنقطِعِةٌ عن الإمْلاك . وفي الحديث : " لا صِيَامَ لِمَنْ لم يَبِتَّ الصِّيامَ من اللَّيْل " وذلك من الجَزم والقَطع بالنِّيَّة ومعناه : لا صيامَ لِمَنْ لم يَنْوِه قبل الفجر فيَجْزمْه ويَقْطَعْهُ من الوقت الذي لا صومَ فيه وهو اللَّيْل . وأصلُه من البَتِّ : القَطْعِ يُقال : بَتَّ الحاكمُ القَضاءَ على فُلانٍ : إذا قَطَعَهُ وفَصَلَهُ وسُمِّيَت النِّيَّةُ بَتًّا لأنَّها تَفْصِلُ بينَ الفِطْر والصَّوْم . وفي الحديث : " أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النّساءِ " أي : اقطعوا الأمرَ فيه وأحكموه بشرائطه وهو تَعريضٌ بالنَّهْيِ عن نِكاحِ المُتْعَة ؛ لأنّه نِكاحٌ غيرُ مَبتوتٍ مُقَدَّرٌ بمُدّة . وأبَتَّ يَمِينَهُ : أمْضاها وبَتَّتْ هي : وَجَبَتْ بُتوتاً . وهي يَمينٌ باتَّةٌ . وحَلَفَ على ذلك يَمِيناً بّتًّا وبَتَّةً وبَتَاتً . ويقال : أَعْطَيْتُهُ هذه القَطيعةَ بَتًّا بَتْلاً . وأَبَتَّ الرَّجُلُ بَعيرَهُ من شِدَّة السَّيْر . ولا تُبِتَّهُ حَتَّى يَمْطُوَهُ السَّيْرُ . والمَطْوُ : الجِدُّ في السَّيْر . وأَبَتْ بَعيرَهُ : قَطعَه بالسَّيْر . والمُنْبَتُّ في الحديث : الذي أَتْعَبَ دابَّتَهُ حتّى أَعْطَبَ ظهرَه فبَقِيَ مُنْقَطَعاً به . ويقال للرَّجُل إذا انقطَع في سفَرِه وعُطِبَتْ راحِلَتُه : صار مُنْبَتًّا ؛ ومنه قولُ مُطَرِّفٍ : " إنَّ المُنْبَتَّ لا أرْضاً قَطَعَ ولا ظَهْراً أبْقَى " . وقال غيرُه : يقالُ إذا انْقُطِعَ به في سَفَرِه وعَطِبَتْ راحِلَتُهُ : قدانبَتَّ من البَتِّ : القَطْعِ وهو مُطاوِعُ بَتَّ يقال : بَتَّهُ وأَبَتَّهُ ؛ يُريدُ أنَّه بَقِيَ في طريقه عاجزاً عن مَقْصِدِه ولم يَقْضِ وَطَرَهُ وقد أعطبَ ظَهرَهُ . وبَتَّ به وبتَّ عليه الشَّهادة وأَبتَّها : قطعَ عليه بها وألزَمَه إيّاها . وقال اللَّيْثُ : يقالُ انقطَعَ فُلانٌ عن فُلانٍ فانْبَتَّ حَبْلُه عنه أي : انقطَع وِصالُه وانقبَضَ ؛ وأنشد : .
فَحَلَّ في جُشَمٍ وانْبَتَّ مُنْقَبِضاً ... بحَبْلِهِ من ذَوِي الغُرِّ الغَطارِيفِ ب ج خ س ت .
بَاجَخُسْت بالجيم بعدَ الألف ثمّ خاء : قريةٌ بمَرْوَ على أربع فراسِخَ ؛ منها : أبو سَهْلٍ النُّعْمانِيُّ الأكَّارُ عابِدٌ صالح كتب عنه السَّمْعانيّ .
ب ج س ت .
وبِجِسْتانُ بالكسر : قَريةُ بنواحِي نَيْسابَورَ منها أبو القاسمِ المُوَفَّقُ ابنُ محمّدِ بن أحمدَ المَيْدانيُّ من أصحاب مُحَمَّدِ بن كَرّام . رَوى وحَدَّثَ .
ب ح ت