الهُلْبُ بالضَّمِّ : الشَّعَرُ كُلُّه أَو ما غَلُظَ مِنْهُ أَي : من الشَّعَر مطلقاً ومثلَه قال الجوهَريّ . وجَزَم السُّهَيْليُّ في الرَّوْض بأَنّه الخَشِنُ من الشَّعَر وزاد الأَزْهريّ : كشعَرِ ذَنَبِ النّاقة أَو شَعَرٌ الذَّنَبِ وحْدَهُ أَو شَعَرُ الخِنْزيرِ الّذي يُخْرَزُ بِه واحدتُهُ هُلْبَةٌ . وبالتَّحْرِيكِ : كَثْرَةُ الشَّعَرِ وهو أَهْلَبُ . والأَهْلَبُ : الفَرَسُ الكَثِيرُ الهُلْبِ . ورجلٌ أَهْلَبُ : غَلِيظُ الشَّعَرِ . وفي التَّهذيب : رجلٌ أَهْلَبُ : إِذا كان شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً . والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَرِ الرّأْسِ والجَسَدِ .
والهُلْبُ أَيضاً : الشَّعَرُ النّابتُ على أَجْفانِ العَين . والهُلْبُ : الشَّعَرُ تَنْتِفُهُ من الذَّنَب واحدتُه هُلْبةٌ . والهُلَبُ : الأَذنابُ والأَعرَافُ المنتوفَة . وهَلَبَهُ أَي : الفَرَسَ هَلْباً : نَتَف هُلْبَهُ كهَلَّبهُ تهليباً فَتَهلَّبَ وانْهَلَبَ فهو مَهلوبٌ ومُهَلَّبٌ . وفَرَسٌ مَهْلُوبٌ : مَجزوزُ الهُلْبٌ كما في الأَساس . وفي اللّسان : أَي مُسْتَأْصلُ شَعَرِ الذَّنَبِ . وفي حديث أَنس : " لا تّهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيْلِ " أَي : لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْعِ .
هَلَبَت السَّماءُ القَوْمَ : إِذا بَلَّتْهُم بالنَّدَى أَو نحوِ ذلك أَو مَطَرَتْهُم مَطَرَاً مُتَتَابِعاً وبهما فُسِّرَ ما جاءَ في حديثِ خالدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ : " ما مِن عَمَلي شْيٌ أًرْجَى عندي عنهُ : " ما مِن عَمَلي شَيْءٌ أَرْجَى عندي بعدَ لا إِله إِلاّ اللهُ من لَيْلَةِ بِتُّهَا وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي والسَّماءُ تَهْلُبُني " أَي : تَبُلُّني وتُمْطِرُني . وقد هَلَبَتْنَا السَّماءُ : إِذا أَمْطَرَت بجَوْدٍ . وفي التَّهْذِيب : يُقَال : أَهْلَبَتْنا السَّماءُ إِذا بَلَّتْهم بشَيْءٍ من نَدىً أَو نحوِ ذلك . والهَلْبُ : تَتابعُ القَطْر قال رُؤْبَةُ .
والمُذْرِياتُ بالذَّوارِي حَصْبَا ... بها جُلالاً ودُقاقاً هَلْبَا وهو التَّتابُعُ والمّرُّ ومنه يُقالُ هَلَبَ الفَرَسُ إِذا تابَعَ الجَرْيَ كأَهْلَبَ فيهما .
ويُقَال : أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهلاباً وأَلْهَبَ إِلْهاباً وعَدْوِه ذُو أَهالِيبَ . والهَلُوبُ : المُتَقَرِّبَةُ من زَوْجِهَا والمُحِبَّةُ له المُقْصِيَةُ غيرَهُ المتباعدةُ عنه . الهَلُوبُ أَيضاً المُتَجَنِّبَةُ منه أَي : من زوجها والمُتَقَرِّبة من خِلِّها والمُقْصِيَةُ زَوْجَها ضِدٌّ . وفي حديث عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ : " رَحِمَ اللهُ الهَلُوبَ " بالمَعْنَى الأَوّل " ولَعَن اللهُ الهَلُوبَ " بالمعنى الثّاني وذلك من هَلَبْتُهُ بِلسَاني : إِذا نِلْتُ منه نَيْلاً شديداً ؛ لأَنّ المّرْأَةَ تَنَالُ إِمّا من زوجها وإِما من خدْنِهَا . فَترحَّمَ على الأُولى ولعنَ الثّانيةَ . وعن ابْن الأَعْرَابيّ : الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودة أُخِذَت من اليوم الهَلاّبِ : إِذا كان مَطَرُهُ سَهْلاً لَيِّناً دائماً غيرَ مُؤْذٍ . والصِّفَةُ المذمومةُ أُخِذَت من اليوم الهَلاّب : إِذا كان مَطَرُهُ ذا رَعْدٍ وبَرْقٍ وأَهْوال وهَدْمٍ للمنازِل . وأُهْلُوبٌ كأُسْلُوب : فَرَسُ دَهْرِ بالضَّمّ بْنِ عَمْرٍو أَو فَرَسُ رَبِيعَةَ بنِ عَمْرِو وفي التكملة فَرس دهر بن عمرو بنِ رَبيعةَ الكِلاَبيّ . وفي المُحْكَم : له أُهْلُوبٌ أَي : الْتهابٌ في العَدْوِ وغيرِه مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لُغَةٌ فيه . قال ابْنُ سِيدَهْ : الهَلاّبُ كَشَدَّادٍ : الرِّيحُ الباردَةُ مع مَطَرٍ وهو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ على فَعّالٍ كالحَبّاب والقَذّافِ قال أَبو زُبَيْدٍ : .
هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً ... مَحْطُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْيَاباَ .
تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزَالٍ تحتَ سِدْرَتِهِ ... أَحَسَّ يَوْماً من المَشتَاةِ هَلاّبا