يقال : رَجُلٌ هَيْدَبِيُّ الكَلامِ بياءِ النِّسْبَة أَي : كَثيرُه كأَنَّه مأْخوذٌ من : هَيْدَب السَّحاب وقَيَّده الصّاغانيُّ : كَبِيرُهُ بالمُوحَّدَة . والهُدَبِيَّةُ كعُرَنيَّة مقْتَضاه أَنْ يكونَ بضَمٍّ ففَتْح وبعدَ المُوَحَّدَة ياءٌ مشدَّدةُ وضبطه ياقوت محركةً وقال : كأَنَّه نِسْبَةٌ إِلى الهَدَب وهو أَغصانُ الأَرْطَي ونحوِهَا ممّا لا وَرَقَ له وضبطه الصاغَانيُّ أَيضاً هكذا : مَاءَةٌ قُرْبَ السَّوارِقيَّة . في المعجم : قالَ عَرّام : إِذا جاوزتَ عينَ النّازِيَةِ وَرَدْت ماءَةً يقالُ لها الهَدَبيَّة وهي ثلاثُ آبار ليس عليهنّ مَزارعُ ولا نَخْلٌ ولا شَجَرٌ . وهي بِقاعٌ كَبيرة تكون ثلاثةَ فراسِخَ في طولِ ما شاء اللهُ وهي لبني خُفَاف بينَ حَرَّتَيْنِ سَوْداوَيْن وليس ماؤُهم بالعَذْبِ وأَكثرُ ما عندَهَا من النَّبَاتِ الحَمْضُ ثُمّ تَنتهي إِلى السَّوارِقيّة على ثلاثة أَمَيْال منها وهي قرية غَنّاءُ كبيرةٌ من أَعمالِ المَدينة على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسَّلام . الهُدْبَةُ بضَمّ فسكون وكَهُمَزَة الأَخِيرة عن كُرَاع : طائرٌ وفي اللسان : طُوَيْئرٌ أَغْبَرُ يُشْبِهُ الهامَةَ إِلاّ أَنّهُ أَصغُر منها . وفي الأَساس : قال الجاحظ . ليس للعرب اسْمٌ لِما لا يبصرُ باللَّيْل وهو الَّذي يقالُ له شَبْكُور أَكثرَ من أَن يقولُوا : به هُدَبِدٌ . وابْنُ الهَيْدَبَي : شاعِرٌ من شعراءِ العرب . وهُدْبَةُ بْنُ خَالدٍ القَيْسيّ ويُعْرَفُ بهَدَّاب ككتَّانٍ : مُحَدِّثٍ . وفاتَهُ : الحُسَيْنُ بن هَدَّاب المُقِري الضَّرِيرِ مات سنة 562 . وَزَيْدُ بن ثابِتِ بْن هَدّاب الوَرّاق عن الْمُبارَك بن كامل مات سنة 617 . وهُدْبَةُ بْنُ الخَشْرَمِ بْنِ كُرَيْز من بني ذُبْيانَ بْنِ الحارِثِ بن سَعِيد ابْن زيد أَخِي عُذْرَةَ بنِ زَيْد شاعرٌ قتله سَعيدُ بن العاص وَاليِ المدينةِ لأَمْر جَرى بينَهُ وبينَ زِيادةَ بن زَيْد الشّاعر فحصل بينَهما المُهاجاة ثُمّ تقاتَلا فقتله انظر قصَّتَهُما في كتاب البَلاذُرِيّ . وممّا يستدرك عليه : أُذُنٌ هَدْبَاءُ أَي : متدلِّيَة مسترخيَةٌ . وهو في حديث المُغيرة . ولِحيةٌ هَدْباءُ : مُسْتَرْسِلَة وكذا عُثْنُونٌ هَدِبٌ وهو مجاز . ومنه أَيضاً : نَسْرٌ أَهْدَبُ : إِذا كان سابِغَ الرِّيش . والهُدْبَةُ أَيضاً : القطْعَةُ والطّائفة . ودمَقْسٌ مهَدِبٌ : طويلُ شَعَر النّاصِيَة . والهُدْبَانُ من جياد الخيلِ عندَهم وينقَسمُ إِلى بيوت . قالَ الأَزهريُّ : والعَبَلُ مثلُ الهَدَبِ سواءٌ . والأَهدابُ - في قول أَبي ذُؤَيْبٍ : .
يَسْتَنُّ في عُرُض الصَّحْرَاءِ فائرُهُ ... كَأَنَّهُ سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ الأَكْتَافُ قاله ابْنُ سيدَهْ وأَنكره . وفي التَّهذيب : أَهْدَب الشَّجَرُ : إِذا خَرَج هُدْبُه . وذكر الجوهريُّ وابْنُ منظورٍ هنا الهِنْدَبَ والهنْدَبَا وسيأْتي في كلام المُصَنِّف فيما بعدُ . وفي الأَساسِ في المَجَاز : وضَرَبَه فبَدَا هُدْبُ بَطْنِهِ أَي : ثَرْبُهُ هكذا وجَدتُه وهو خطأَ وصوابُه هُرْب بالرّاءِ كما سيأْتي في موضعه .
ه ذ ب .
هذَبَهُ يَهْذِبُه هَذْباً قَطَعهُ كَهَدبَهُ بالدّال الُمهْملة ولم يذكُرْه ابْنُ منظور والجوْهَرِيُّ وهو في الأَساس هَذَبَه : نَقَّاهُ في الصَّحِاح : التَّهْذيبُ كالتَّنقية وأَخْلَصَهُ وقيل : أَصْلَحَهُ هذَبَهُ يَهْذِبُهُ هَذْباً كهَذَّبَهُ تَهذيباً . هَذَبَ النَّخْلَةَ : نَقَّيَ عَنْها اللِّيفِ . قال شيخُنا نقلاً عن أَهل الاشتقاق : أَصلُ التَّهْذيبِ والهَذْبِ : تَنْقيَةُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف لتَزيدَ نُمُوّاً وحُسْناً ثمّ استعملوه في تنقيةِ كلّ شَيٍّ وإِصلاحه وتخليصه من الشّوَائب حتَّى صار حقيقةً عُرْفيَّةً في ذلك ثُمّ استعملوه في تَنْقيحِ الشِّعْرِ وتَزْيينه وتَخْلِيصه ممّا يَشينُهُ عندَ الفُصَحاء وأَهْل اللِّسَان . انتهى . قلتُ . والصحيح ما في اللِّسَان : أَنّ أَصلَ التَّهْذيب تنقيةُ الحنظَل من شَحْمه ومعَالَجَةُ حَبِّه حتى تَذهَبَ مَرارتُه ويَطيبَ ؛ ومنه قولُ أَوْس : .
أَلَمْ تَرَيا إِذْ جِئتُمَا أَنَّ لَحْمَها ... بهِ طَعْمُ شَرْيٍ لَمْ يُهّذَّبْ وحَنْظَلِ