( حسم ) الحَسْمُ القطع حَسَمَهُ يَحْسِمُهُ حَسْماً فانْحَسَمََ قَطعه وحَسَمَ العِرْقَ قطعه ثم كواهُ لئلا يسيل دَمُهُ وهو الحَسْمُ وحَسَمَ الداءَ قطعه بالدواء وفي الحديث عليكم بالصوم فإنه مَحْسَمةٌ للعِرْق ومَذْهَبَةٌ للأَشَرِ أَي مقطعة للنكاح وقال الأَزهري أَي مَجْفَرة مَقْطعة للباهِ والحُسامُ السيف القاطع وسيف حُسامٌ قاطع وكذلك مُدْيَةٌ حُسامٌ كما قالوا مُدْيَةٌ هُذام وجُرازٌ حكاه سيبويه وقول أَبي خِراش الهذلي ولولا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ حُسامَ الحَدِّ مَذْروباً خَشيبا يَعْني سيفاً حديدَ الحدِّ ويروى حُسامَ السيفِ أَي طَرَفَهُ وخشيباً أَي مَصْقولاً وحُسامُ السيف طرَفُهُ الذي يُضْرَبُ به سمي بذلك لأَنه يَحْسِمُ .
( * قوله « لأنه يحسم إلخ » عبارة المحكم لأنه يحسم العدو عما يريد من بلوغ عداوته وقيل سمي بذلك لأنه يحسم الدم إلخ ) الدم أَي يسبقه فكأَنه يكويه والحَسْمُ المنع وحَسَمَه الشيءَ يَحْسِمُهُ حَسْماً منعه إياه والمَحْسُومُ الذي حُسِمَ رَضاعُه وغِذاؤُه أَي قُطِعَ ويقال للصبي السَّيِّء الغذاء مَحسُومٌ وتقول حَسَمَتْه الرَّضاعَ أُمُّه تَحْسِمُهُ حَسْماً ويقال أَنا أَحْسِمُ على فلان الأَمر أَي أَقطعه عليه لا يَظْفَرُ منه بشيء وفي الحديث أَنه أُتيَ بسارق فقال اقْطعوه ثم احْسِموه أَي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم والمَحْسومُ السَّيِّءُ الغِذاء ومن أَمثالهم وَلْغُ جُرَيٍّ كان مَحْسوماً يقال عند استكثار الحريص من الشيء لم يكن يَقْدِرُ عليه فقَدَرَ عليه أَو عند أَمره بالإستكثار حين قَدَرَ والحُسُوم الشُّؤْمُ وأَيام حُسومٌ وصفت بالمصدر تقطع الخيرَ أَو تمنعه وقد تضاف والصفة أَعلى وفي التنزيل سَخَّرَها عليهم سبعَ ليالٍ وثمانيةَ أَيامٍ حُسوماً وقيل الأَيام الحُسومُ الدائمة في الشر خاصةً وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية التي تلوناها وقيل هي المُتَواليةُ قال ابن سيده وأُراه المتوالية في الشر خاصةً قال الفراء الحُسومُ التِّباعُ إذا تَتابع الشيءُ فلم ينقطع أَولهُ عن آخره قيل له حُسومٌ وقال ابن عرفة في قوله ثمانية أَيام حُسوماً أَي متتابعة قال أَبو منصور أَراد متتابعة لم يُقطع أَوله عن آخره كما يُتابَعُ الكَيُّ على المقطوع ليَحْسِمَ دمَهُ أَي يقطعه ثم قيل لكل شيء تُوبِعَ حاسِمٌ وجمعه حُسومٌ مثل شاهِدٍ وشُهودٍ ويقال اقطعوه ثم احْسِموهُ أَي اقطعوا عنه الدم بالكي والحَسْمُ كَيُّ العِرْقِ بالنار وفي حديث سَعْدٍ أَنه كواه في أَكْحَلِهِ ثم حَسَمَهُ أَي قطع الدم عنه بالكَيّ الجوهري يقال الليالي الحُسُومُ لأنها تَحْسِمُ الخير عن أَهلها قيل إنما أُخِذَ من حَسْمِ الداء إذا كُوِيَ صاحبُه لأَنه يُحْمَى يُكوى بالمِكْواة ثم يتابَعُ ذلك عليه وقال الزجاج الذي توجِبُه اللغةُ في معنى قوله حُسوماً أَي تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَي تُذْهبهم وتُفْنيهم قال الأَزهري وهذا كقوله عز وعلا فقُطِعَ دابرُ القومِ الذين ظلموا وقال يونس الحُسُومُ يورِثُ الحُشومَ وقال الحُسومُ الدُّؤوبُ قال والحُشومُ الإعْياءُ ويقال هذه ليالي الحُسوم تَحْسِمُ الخيرَ عن أَهلها كما حُسِمَ عن عاد في قوله D ثمانية أَيام حُسوماً أَي شُؤْماً عليهم ونَحْساً والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً الآدَمُ .
( * قوله « جميعاً الآدم » الذي في المحكم الضخم الآدم ) وبه سمي الرجل حَيْسُماناً والحَيْسُمانُ اسم رجل من خزاعة ومنه قول الشاعر وعَرَّدَ عَنّا الحَيْسُمانُ بن حابس الجوهري وحِسْمَى بالكسر أَرض بالبادية فيها جبال شَواهِقُ مُلسُ الجوانب لا يكاد القَتامُ يفارقها وفي حديث أَبي هريرة لتُخْرِجَنَّكم الرُّومُ منها كَفْراً كَفْراً إلى سُنْبُكٍ من الأَرض قيل وما ذاك السُّنْبُكُ ؟ قال حِسْمى جُذامَ ابن سيده حِسْمى موضع باليمن وقيل قبيلة جُذامَ قال ابن الأَعرابي إذا لم يَذْكُرْ كُثَيِّرٌ غَيْقَةَ فحِسْمَى وإذا ذَكَرَ غَيْقَة فَحَسْنا .
( * قوله « فحسنا » بالفتح ثم السكون ونون وألف مقصورة وكتابته بالياء أولى لأنه رباعيّ قال ابن حبيب حسنى جبل قرب ينبع وكلام ابن الأَعرابي غامض لا يُدرى إلى أي قولٍ قاله كثيّر يعود ) .
وأَنشد الجوهري للنابغة فأَصبَحَ عاقِلاً بجبال حِسْمَى دِقاقَ التُّرْبِ مُحْتَزِمَ القَتامِ قال ابن بري أَي حِسْمى قد أَحاط به القَتامُ كالحزام له وفي الحديث فَلَهُ مثل قُورِ حِسْمَى حِسْمى بالكسر والقصر اسم بلد جُذام والقُور جمع قارةٍ وهي دون الجبل أَبو عمرو الأَحْسَمُ الرجلُ البازِل القاطع للأُمور وقال ابن الأَعرابي الحَيْسَمُ الرجل القاطع للأُمور الكيِّس وقال ثعلب حِسَْى وحُسُمٌ وذو حُسُمٍ وحُسَمٌ وحاسِمٌ مواضع بالبادية قال النابغة عَفا حُسُمٌ من فَرْتَنا فالفَوارِعُ فجَنْبا أَريكٍ فالتِّلاعُ الدَّوافِعُ وقال مُهَلْهِلٌ أَليْلَتَنا بذي حُسُمٍ أَنِيري إذا أَنْتِ انقضيْتِ فلا تَحُوري