( ( ) تابع 1 ) طيب الطِّيبُ على بناء فِعْل والطَّيِّب نعت وفي الصحاح قال مَطايِبُ فهو على غير واحده المستعمل ومن قال أَطايب أَجراه على واحده المستعمل الأَصمعي يُقال أَطْعِمْنا من مطايبها وأَطَايِبها واذكُرْ مَنانَتها وأَنانَتَها وامرأَة حَسَنَة المَعاري والخيلُ تجْري على مَساويها الواحدةُ مَسْواة أَي على ما فيها من السُّوءِ كيفما [ ص 567 ] تكون عليه من هُزالٍ أَو سُقوطٍ منه والمحاسِنُ والمَقالِيدُ لا يُعرف لهذه واحدة وقال الكسائي واحد المَطايِب مَطْيَبٌ وواحد المَعاري مَعْرًى وواحد المَسَاوي مَسْوًى واستعار أَبو حنيفة الأَطايِبَ للكَلإِ فقال وإِذا رَعَتِ السائمةُ أَطايبَ الكَلإِ رَعْياً خفيفاً والطَّابة الخَمْر قال أَبو منصور كأَنها بمعنى طَيِّبة والأَصل طَيِّبةٌ وفي حديث طاووس سُئِلَ عن الطابة تُطْبَخُ على النِّصْفِ الطَّابةُ العَصِيرُ سمي به لطِيبِه وإِصلاحه على النصف هو أَن يُغْلى حتى يَذْهَب نِصْفه والمُطِيبُ والمُسْتَطِيبُ المستنجي مُشتق من الطِّيبِ سمي اسْتِطَابة لأَنه يَطِيبُ جَسَدُه بذلك مما عليه من الخبث والاسْتِطَابة الاسْتِنْجاء وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أَنه نَهَى أَن يَسْتَطِيبَ الرجل بيمينه الاستطابةُ والإِطَابةُ كناية عن الاستنجاء وسمي بهما من الطِّيبِ لأَنه يُطِيبُ جَسَدَه بإِزالة ما عليه من الخَبَث بالاستنجاءِ أَي يُطَهِّره ويقال منه استطابَ الرجل فهو مُسْتَطِيب وأَطابَ نَفْسَه فهو مُطِيب قال الأَعشى .
يا رَخَماً قاظَ عَلى مَطْلُوبِ ... يُعْجِلُ كَفَّ الخارِئِ المُطِيبِ ( 1 ) .
( 1 قوله « على مطلوب » كذا بالتهذيب أيضاً ورواه في التكملة على ينخوب ) .
وفي الحديث ابْغِني حَديدَةً أَسْتَطِيبُ بها يريد حَلْقَ العانة .
لأَنه تنظيف وإِزالة أَذىً ابن الأَعرابي أَطابَ الرجلُ واسْتَطابَ إِذا استنجى وأَزالَ الأَذى وأَطابَ إِذا تكلم بكلام طَيِّب وأَطابَ قَدَّمَ طعاماً طَيِّباً وأَطابَ ولَدَ بنين طَيِّبِين وأَطابَ تزَوَّجَ حَلالاً وأَنشدت امرأَة .
لمَا ضَمِنَ الأَحْشاءُ مِنكَ عَلاقةً ... ولا زُرْتَنا إِلا وأَنتَ مُطِيبُ .
أَي متزوّج هذا قالته امرأَة لخِدْنِها قال والحرام عند العُشَّاق أَطْيَب ولذلك قالت ولا زرتنا إِلا وأَنت مُطِيب وطِيبٌ وطَيْبةٌ موضعان وقيل طَيْبةُ وطَابةُ المدينة سماها به النبي صلى اللّه عليه وسلم قال ابن بري قال ابن خالويه سماها النبي صلى اللّه عليه وسلم بعدّةِ أَسماء وهي طَيْبة وطَيِّبَّةُ وطابَةُ والمُطَيَّبة والجابِرةُ والمَجْبورة والحَبِيبة والمُحَبَّبة قال الشاعر فأَصْبحَ مَيْموناً بطَيْبةَ راضِيا ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة بوزن شَيْبة قال ابن الأَثير في الحديث أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ والثَّرْبُ الفساد فنَهى أَن تسمى به وسماها طابةَ وطَيْبةَ وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب بمعنى الطِّيبِ قال وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه ومنه جُعِلَتْ لي الأَرضُ طَيِّبةً طَهُوراً أَي نظيفة غير خبيثة وعِذْقُ ابن طابٍ نخلةٌ بالمدينة وقيل ابنُ طابٍ ضَرْبٌ من الرُّطَبِ هنالك وفي الصحاح وتمر بالمدينة يقال له عِذْقُ ابن طابٍ ورُطَبُ ابن طابٍ قال وعِذْقُ ابن طابٍ وعِذْقُ ابن زَيْدٍ ضَرْبانِ من التمر وفي حديث الرُّؤْيا رأَيتُ كأَننا في دارِ ابنِ زَيْدٍ وأُتِينَا بِرُطَبِ ابنِ طاب قال ابن [ ص 568 ] الأَثير هو نوعٌ من تمر المدينة منسوبٌ إِلى ابن طابٍ رجلٍ من أَهلها وفي حديث جابر وفي يده عُرْجُونُ ابنِ طابٍ والطِّيَابُ نخلة بالبصرة إِذا أَرْطَبَتْ فَتُؤخّر عن اخْتِرافِها تَساقَطَ عن نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ ليس فيها إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق وهو مع ذلك كِبارٌ قال وكذلك إِذا اخْتُرِفَتْ وهي مُنْسَبتَة لم تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ واللّه أَعلم