( شيب ) الشَّيْبُ مَعْرُوفٌ قَلِيلُه وكَثِيرُه بَياضُ الشَّعَر والمَشِيبُ مِثْلُه ورُبَّما سُمِّيَ الشَّعَرُ نَفْسُه شيْباً شَابَ يَشِيبُ شَيْباً ومَشِيباً وشَيبةً وهو أَشْيَبُ على غيرِ قياسٍ لأَنَّ هذا النعت إِنما يكونُ من باب فَعِلَ يَفعَلُ ولا فَعْلاءَ له قيلَ الشَّيْبُ بياضُ الشَّعَر ويقال عَلاهُ الشَّيْبُ ويقال رَجلٌ أَشْيَبُ ولا يقال امْرَأَةٌ شَيْباءُ لا تُنْعَتُ به المَرْأَةُ اكْتَفوا بالشَّمْطاءِ عَن الشَّيْباءِ وقد يقال شَابَ رَأْسُها والمَشِيبُ دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ الشَّيْبِ من [ ص 513 ] الرِّجالِ قال ابن السكيت في قول عَدِيّ .
تَصْبُو وأَنَّى لَكَ التَّصابي ؟ ... والرأْسُ قَدْ شابَهُ المَشِيبُ .
يعني بَيَّضَه المَشِيبُ وليس معناه خَالَطَه قال ابن برّي هذا البيتُ زَعَم الجوهري أَنه لعَدِيٍّ وهو لعَبِيدِ بنِ الأَبرَصِ وقول الشاعر .
قَدْ رَابَه ولِمِثْلِ ذلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلى السَّوادِ فشَابَهُ .
أَي بَيَّضَ مُسْوَدَّه والأَشْيَبُ المُبْيَضُّ الرأْس وشَيَّبَهُ الحُزْنُ وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه وبرأْسِهِ وأَشابَ رَأْسَه وبِرَأْسِهِ وقَوْمٌ شِيبٌ ويجوز في الشِّعر شُيُبٌ على التَّمامِ هذا قولُ أَهلِ اللغة قال ابن سيده وعِندِي أَنَّ شُيُباً إِنما هو جمعُ شَائِبٍ كما قالوا بازِلٌ وبُزُلٌ أَو جمع شَيُوبٍ على لُغةِ الحجازيِّين كما قالوا دُجاجَةٌ بَيُوضٌ ودُجاجٌ بُيُضٌ وقول الرائد وجَدْتُ عُشْباً وتَعَاشِيب وكَمْأَةً شِيب إِنما يعني به البِيضَ الكِبارَ والشِّيبُ جمعُ أَشْيَبَ والشِّيبُ الجِبالُ يَسْقُطُ عليها الثَّلْجُ فتَشِيبُ به وقول عَدِيٍّ ابنِ زيد .
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ بَاتَ فيهِ ... بَوارِقُ يَرْتَقِينَ رُؤُوسَ شِيبِ .
وقال بعضهم الشِّيبُ ههنا سَحائِبُ بيضٌ واحِدُها أَشْيَبُ وقيل هِيَ جِبالٌ مُبْيَضَّةٌ منَ الثَّلْجِ أَو مِنَ الغُبارِ وقيل شِيبٌ اسمُ جَبَلٍ ذكره الكُمَيْت فقال .
وما فُدُرٌ عَواقِلُ أَحْرَزَتْها ... عَمَاية أَوْ تَضَمَّنَهُنَّ شِيبُ .
وشَيْبٌ شائِبٌ أَرادُوا به المبالغةَ على حَدِّ قَوْلِهِم شِعْرٌ شاعِرٌ ولا فِعْلَ له واشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً نَصْبٌ على التَّمْييز وقيل على المصدر لأَنه حين قال اشْتَعَلَ كأَنه قال شابَ فقال شَيْباً .
وأَشابَ الرَّجُلُ شابَ وَلَدُه وكانت العرب تقولُ للبِكْرِ إِذا زُفَّتْ إِلى زَوْجِها فدَخَلَ بها ولم يَفْتَرِعْها ليلةَ زِفافِها باتت بلَيلةِ حُرَّةٍ وإِن افْتَرَعَها تلك الليلة قالوا باتَتْ بلَيلَةِ شَيْباءَ وقال عُرْوةُ بنُ الوَرْد .
كلَيْلَةِ شَيْباءَ التي لَسْتُ ناسِياً ... ولَيْلَتِنا إِذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ .
فكنت كليلةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ ... بِمَنْعِ الشَّكْرِ أَتْأَمَها القَبِيلُ .
وقيل ياءُ شَيْباءَ بَدلٌ من واوٍ لأَنَّ ماءَ الرَّجُلِ شابَ ماءَ المرأَةِ غيرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهم قالوا بليلةِ شَوْباءَ جَعَلوا هذا بَدلاً لازِماً كعِيدٍ وأَعيادٍ وليلةُ شَيْباءَ آخِرُ ليلةٍ من الشهرِ ويومٌ أَشْيَبُ شَيْبان فيه غَيْمٌ وصُرَّادٌ وبَرْدٌ وشِيبانُ ومِلْحانُ شَهْرا قِماحٍ وهما أَشدُّ شهورِ الشِّتاءِ بَرْداً وهما اللَّذان يقولُ مَن لا يَعْرِفُهما كانونٌ وكانُونُ قال الكميت .
إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبانَ أَو مِلْحانَ واليَوْمُ أَشْهَبُ .
أَي من الثَّلْج هكذا رواه ابن سَلَمة بكسر الشينِ [ ص 514 ] والميم وإِنما سُمِّيا بذلك لابْيضاضِ الأَرض بما عليها من الثَّلْج والصَّقيعِ وهما عند طلوعِ العَقْرَبِ والنَّسْرِ وقول ساعدة .
شابَ الغُرابُ ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عِتابُك يُعْتَبُ .
أَراد طالَ عليك الأَمرُ حتى كان ما لا يكون أَبداً وهو شَيْبُ الغُرابِ وشَيبانُ قَبِيلةٌ وهم الشَّيَابِنة وشَيْبانُ حيٌّ من بَكْرٍ وهما شَيْبانانِ أَحدهما شَيْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ علي بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ والآخَر شيبانُ بنُ ذُهْلِ ابنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة وشَيْبةُ اسمُ رَجُلٍ مِفْتاحُ الكَعْبةِ في وَلَده وهو شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ طلحة بن عبدِالدارِ بن قُصَيٍّ والشِّيبُ بالكسر حكاية صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عند الشُّرْبِ قال ذو الرمة وَوَصَفَ إِبِلاً تَشْرَبُ في حَوْضٍ متَثَلِّمٍ وأَصواتُ مَشافِرِها شِيبْ شِيبْ .
تَدَاعَيْنَ باسمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه من بَصْرةٍ وسِلامِ .
وشِيبا السَّوْط سَيْرانِ في رأْسِه وشِيبُ السَّوْطِ معروف عربي صحيح وشِيبٌ والشِّيبُ وشابةُ جَبَلان معروفان قال أَبو ذؤيب .
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَينَ تُضارعٍ ... وشابةَ بَرْكٌ مِن جُذَامَ لَبِيجُ .
وفي الصحاح شابةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ وقد يجوز أَن تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عن واوٍ لأَنَّ في الكلام ش و ب كما أَن فيه ش ي ب التهذيب شابةُ اسمُ جبلٍ بناحيةِ الحِجاز واللّه سبحانه أَعلم