( رتب ) رَتَبَ الشيءُ يَرْتُبُ رتُوباً وتَرَتَّبَ ثبت فلم يتحرّك يقال رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَي انْتَصَبَ انْتِصابَه ورَتَّبَه تَرتِيباً أَثْبَتَه وفي حديث لقمان بن عاد رَتَبَ رُتُوبَ الكَعْبِ أَيْ انْتَصَب كما يَنْتَصِبُ الكَعْبُ إِذا رَمَيْتَه وصفه بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النَّفْس ومنه حديث ابن الزبير رضي اللّه عنهما كان يُصَلّي في المسجدِ [ ص 410 ] الحرام وأَحجارُ المَنْجَنِيقِ تَمُرُّ على أُذُنِه وما يَلْتَفِتُ كأَنه كَعْبٌ راتِبٌ وعَيْشٌ راتِبٌ ثابِتٌ دائمٌ وأَمْرٌ راتِبٌ أَي دارٌّ ثابِت قال ابن جني يقال ما زِلْتُ على هذا راتِباً وراتِماً أَي مُقيماً قال فالظاهر من أَمر هذه الميم أَن تكون بدلاً من الباءِ لأَنه لم يُسمع في هذا الموضع رَتَمَ مثل رَتَب قال وتحتمل الميم عندي في هذا أَن تكون أَصلاً غير بدل من الرَّتِيمَة وسيأْتي ذكرها والتُّرْتُبُ والتُّرْتَبُ كلُّه الشيءُ المُقِيم الثابِتُ والتُّرْتُبُ الأَمْرُ الثابِتُ وأَمْرٌ تُرْتَبٌ على تُفْعَلٍ بضم التاءِ وفتح العين أَي ثابت قال زيادة ابن زيد العُذْرِيّ وهو ابن أُخْت هُدْبةَ .
مَلَكْنا ولَمْ نُمْلَكْ وقُدْنا ولَمْ نُقَدْ ... وكان لنَا حَقّاً على الناسِ تُرْتَبا .
وفي كان ضمير أَي وكان ذلك فينا حَقّاً راتِباً وهذا البيت مذكور في أَكثر الكتب وكان لنا فَضْلٌ ( 1 ) على الناسِ تُرْتَبا .
( 1 قوله « وكان لنا فضل » هو هكذا في الصحاح وقال الصاغاني والصواب في الاعراب فضلاً ) .
أَي جميعاً وتاءُ تُرْتَبٍ الأُولى زائدة لأَنه ليس في الأُصول مثل جُعْفَرٍ والاشتقاقُ يَشهد به لأَنه من الشيءِ الرَّاتِب والتُّرْتَبُ العَبْدُ يَتوارَثُه ثلاثةٌ لثَباتِه في الرِّقِّ وإِقامَتِه فيه والتُّرْتَبُ التُّرابُ ( 2 ) .
( 2 قوله « والترتب التراب » في التكملة هو بضم التاءَين كالعبد السوء ثم قال فيها والترتب الأبد والترتب بمعنى الجميع بفتح التاء الثانية فيهما ) لثَباتِه وطُولِ بَقائه هاتانِ الأَخيرتان عن ثعلب والتُّرْتُبُ بضم التاءَين العبد السوء ورَتَبَ الرجلُ يَرْتُبُ رَتْباً انْتَصَبَ ورَتَبَ الكَعْبُ رُتُوباً انْتَصَبَ وثَبَتَ وأَرْتَبَ الغُلامُ الكَعْبَ إِرتاباً أَثْبَتَه التهذيب عن ابن الأَعرابي أَرْتَبَ الرجلُ إِذا سأَل بعدَ غِنًى وأَرْتَبَ الرجلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً فهو راتِبٌ وأَنشد .
وإِذا يَهُبُّ من المَنامِ رأَيتَه ... كرُتُوبِ كَعْبِ الساقِ ليسَ بزُمَّلِ .
وصَفَه بالشَّهامةِ وحِدَّةِ النفسِ يقول هو أَبداً مُسْتَيْقِظٌ مُنْتَصِبٌ والرَّتَبَةُ الواحدة من رَتَباتِ الدَّرَجِ والرُّتْبةُ والمَرْتَبةُ المَنْزِلةُ عند المُلوكِ ونحوها وفي الحديث مَن ماتَ على مَرْتَبةٍ من هذه المَراتِبِ بُعِثَ عليها المَرْتَبةُ المَنْزِلةُ الرَّفِيعةُ أَراد بها الغَزْوَ والحجَّ ونحوهما من العبادات الشاقة وهي مَفْعلة مِن رتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً والمَراتِبُ جَمْعُها قال الأَصمعي والمَرْتبةُ المَرْقَبةُ وهي أَعْلَى الجَبَل وقال الخليل المَراتِبُ في الجَبل والصَّحارِي هي الأَعْلامُ التي تُرَتَّبُ فيها العُيُونُ والرُّقَباءُ والرَّتَبُ الصُّخُورُ المُتقارِبةُ وبعضُها أَرفعُ من بعض واحدتها رَتَبةٌ وحكيت عن يعقوب بضم الراءِ وفتح التاءِ وفي حديث حذيفة قال يومَ الدَّارِ أَما انه سيكُونُ لها وقَفَاتٌ ومَراتِبُ فمن ماتَ في وقَفاتِها خيرٌ ممَّن ماتَ في مَراتِبها المَراتِبُ مَضايِقُ الأَوْدية في حُزُونةٍ والرَّتَبُ ما أَشرفَ من الأَرضِ كالبَرْزَخِ [ ص 411 ] يقال رَتَبةٌ ورَتَبٌ كقولك دَرَجةٌ ودَرَجٌ والرَّتَبُ عَتَبُ الدَّرَجِ والرَّتَب الشدّةُ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي .
تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حتى هَزَّ خِلْفَتَه ... ترَوُّحُ البَرْدِ ما في عَيْشِه رَتَبُ .
أَي تَقَيَّظ هذا الثورُ الرَّمْل حتى هَزَّ خِلْفَتَه وهو النباتُ الذي يكون في أَدبارِ القَيْظِ وقوله ما في عَيْشِه رَتَب أَي هو في لِينٍ من العيشِ والرَّتْباءُ الناقةُ المُنْتَصِبةُ في سَيْرِها والرَّتَبُ غِلَظُ العَيْشِ وشِدَّتُه وما في عَيْشِه رَتَبٌ ولا عَتَبٌ أَي ليس فيه غِلَظٌ ولا شِدّةٌ أَي هو أَمْلَسُ وما في هذا الأَمر رَتَبٌ ولا عَتَبٌ أَي عَناءٌ وشِدّةٌ وفي التهذيب أَي هو سَهْلٌ مُستقِيمٌ قال أَبو منصور هو بمعنى النَّصَب والتَّعَب وكذلك المَرْتبةُ وكلُّ مَقامٍ شديدٍ مَرْتَبةٌ قال الشماخ .
ومَرْتبة لا يُسْتَقالُ بها الرَّدَى ... تلاقى بها حِلْمِي عن الجَهْلِ حاجز .
والرَّتَبُ الفَوْتُ بين الخِنْصِرِ والبِنْصِر وكذلك بين البِنْصِر والوُسْطَى وقيل ما بين السَّبَّابة والوُسْطَى وقد تسكن