( ربب ) الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق لا شريك له وهو رَبُّ الأَرْبابِ ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ إِلاّ بالإِضافةِ قال ويقال الرَّبُّ بالأَلِف واللام لغيرِ اللّهِ وقد قالوه في الجاهلية للمَلِكِ قال الحرث ابن حِلِّزة .
وهو الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلى يَوْ ... مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ .
والاسْم الرِّبابةُ قال .
يا هِنْدُ أَسْقاكِ بلا حِسابَهْ ... سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ .
والرُّبوبِيَّة كالرِّبابة وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ منسوبٌ إِلى الرَّبِّ على غير قياس وحكى أَحمد بن يحيى لا وَرَبْيِكَ لا أَفْعَل قال يريدُ لا وَرَبِّكَ فأَبْدَلَ الباءَ ياءً لأَجْل التضعيف وربُّ كلِّ شيءٍ مالِكُه ومُسْتَحِقُّه وقيل صاحبُه ويقال فلانٌ رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً فهو رَبُّه يقال هو رَبُّ الدابةِ ورَبُّ الدارِ وفلانٌ رَبُّ البيتِ وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ ويقال رَبٌّ مُشَدَّد ورَبٌ مخفَّف وأَنشد المفضل .
وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه ... رَبٌ غيرُ مَنْ يُعْطِي الحُظوظَ ويَرْزُقُ .
وفي حديث أَشراط الساعة وأَن تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّها أَو رَبَّتَها قال الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّر والمُرَبِّي والقَيِّمِ والمُنْعِمِ قال ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه عزّ وجلّ وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِيفَ فقيلَ ربُّ كذا قال وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى [ ص 400 ] وليس بالكثيرِ ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر قال وأَراد به في هذا الحديثِ المَوْلَى أَو السَّيِّد يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً فيكون كالمَوْلى لها لأَنَّه في الحَسَب كأَبيه أَراد أَنَّ السَّبْي يَكْثُر والنِّعْمة تظْهَر في الناس فتكثُر السَّراري وفي حديث إِجابةِ المُؤَذِّنِ اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِبَها وقيل المتَمِّمَ لَها والزائدَ في أَهلها والعملِ بها والإِجابة لها وفي حديث أَبي هريرة رضي اللّه عنه لا يَقُل المَمْلُوكُ لسَيِّده ربِّي كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له لمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ فأَما قوله تعالى اذْكُرْني عند ربك فإِنه خاطَبَهم على المُتَعارَفِ عندهم وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به ومنه قَولُ السامِرِيّ وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل حتى يَلْقاها رَبُّها فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِيها إِليها وجَعْلُهم أَرْباباً لها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ وفي حديث عروةَ بن مسعود رضي اللّه عنه لمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه دَخل منزله فأَنكَر قَومُه دُخُولَه قبلَ أَن يأْتِيَ الربَّةَ يعني اللاَّتَ وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِيفٌ بالطائفِ وفي حديث وَفْدِ ثَقِيفٍ كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ يُضاهِئُونَ به بَيْتَ اللّه تعالى فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه المُغِيرةُ وقوله عزّ وجلّ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيةً مَرْضِيَّةً فادْخُلي في عَبْدي فيمن قرأَ به فمعناه واللّه أَعلم ارْجِعِي إِلى صاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ منه فادخُلي فيه والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ وقوله عزّ وجلّ إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ قال الزجاج إِن العزيز صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ قال ويجوز أَنْ يكونَ اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ والرَّبِيبُ المَلِكُ قال امرؤُ القيس .
فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِيبِهم ... ولا آذَنُوا جاراً فَيَظْعَنَ سالمَا .
أَي مَلِكَهُمْ ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً مَلَكَه وطالَتْ مَرَبَّتُهم الناسَ ورِبابَتُهم أَي مَمْلَكَتُهم قال علقمةُ بن عَبَدةَ .
وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعتُ رُبوبُ ( 1 ) .
( 1 قوله « وكنت امرأً إلخ » كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي ) .
ويُروى رَبُوب وعندي أَنه اسم للجمع .
وإِنه لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَمَمْلُوكٌ والعِبادُ مَرْبُوبونَ للّهِ عزّ وجلّ أَي مَمْلُوكونَ ورَبَبْتُ القومَ سُسْتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم وقال أَبو نصر هو من الرُّبُوبِيَّةِ والعرب تقول لأَنْ يَرُبَّنِي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِي فلان يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِي وسَيِّداً يَمْلِكُنِي وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين فقال أَبو سفيانَ غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ فأَجابه صفوانُ وقال بِفِيكَ الكِثْكِثُ لأَنْ يَرُبَّنِي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ ابن الأَنباري الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام يكون الرَّبُّ المالِكَ ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع [ ص 401 ] قال اللّه تعالى فيَسْقِي ربَّه خَمْراً أَي سَيِّدَه ويكون الرَّبُّ المُصْلِحَ رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه وأَنشد .
يَرُبُّ الذي يأْتِي منَ العُرْفِ أَنه ... إِذا سُئِلَ المَعْرُوفَ زادَ وتَمَّما .
وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير رضي اللّه عنهم لأَن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِي غيرُهم أَي يكونون عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين يعني بني أُمَيَّةَ فإِنهم إِلى ابنِ عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير يقال رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرضَ ادَّعَى أَنه رَبُّهما والرَّبَّةُ كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِمَذْحِج وبني الحَرث بن كَعْب يُعَظِّمها الناسُ ودارٌ رَبَّةٌ ضَخْمةٌ قال حسان بن ثابت .
وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ ... وأَوْسِيَّةٍ لي في ذراهُنَّ والِدُ .
ورَبَّ ولَدَه والصَّبِيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً ورَبَّبَه تَرْبِيباً وتَرِبَّةً عن اللحياني بمعنى رَبَّاه وفي الحديث لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها أَي تَحْفَظُها وتُراعِيها وتُرَبِّيها كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه وفي حديث ابن ذي يزن أُسْدٌ تُرَبِّبُ في الغَيْضاتِ أَشْبالا أَي تُرَبِّي وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ بالتكرير الذي فيه وتَرَبَّبَه وارْتَبَّه ورَبَّاه تَرْبِيَةً على تَحْويلِ التَّضْعيفِ وتَرَبَّاه على تحويل التضعيف أَيضاً أَحسَنَ القِيامَ عليه وَوَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةَ كان ابْنَه أَو لم يكن وأَنشد اللحياني .
تُرَبِّبُهُ من آلِ دُودانَ شَلّةٌ ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لا تُضيعُ سِخَالَها .
وزعم ابن دريد أَنَّ رَبِبْتُه لغةٌ قال وكذلك كل طِفْل من الحيوان غير الإِنسان وكان ينشد هذا البيت كان لنا وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ كسر حرف المُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو قال وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل والصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِيبٌ وكذلك الفرس والمَرْبُوب المُرَبَّى وقول سَلامَة بن جندل .
ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ .
يجوز أَن يكون أَراد بمربوب الصبيّ وأَن يكون أَراد به الفَرَس ويروى مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ والأَسْفَى الخفيفُ الناصِيَةِ والأَقْنَى الذي في أَنفِه احْديدابٌ والسَّغِلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ والسَّكْنُ أَهلُ الدار والقَفِيُّ والقَفِيَّةُ ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِيُّ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله وهو .
مِنْ كلِّ حَتٍّ إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ ... صافِي الأَديمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوب .
الحَتُّ السَّريعُ واليَعْبُوب الفرسُ الكريمُ وهو الواسعُ الجَِرْي وقال أَحمد بن يَحيى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلّى اللّه عليه وسلّم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلّى اللّه عليه وسلّم كأَنه جمعُ رَبِيبٍ فَعِيلٍ بمعنى [ ص 402 ] .
فاعل وقولُ حَسَّانَ بن ثابت .
ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لنا ... يَوْمَ الخُروجِ بِساحَةِ القَصْرِ .
مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ صافيةٍ ... مِمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ .
يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ والحائرُ مُجْتَمَعُ الماءِ ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ والهاءُ العائدةُ على مِمَّا محذوفةٌ تقديره مِمَّا تَرَبَّبَه حائرُ البحرِ يقال رَبَّبَه وتَرَبَّبَه بمعنى والرَّبَبُ ما رَبَّبَه الطّينُ عن ثعلب وأَنشد في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر والرَّبِيبةُ واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها وغَنمٌ ربائِبُ تُرْبَطُ قَريباً مِن البُيُوتِ وتُعْلَفُ لا تُسامُ هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِي أَنه لا صَدَقةَ فيها قال ابن الأَثير في حديث النخعي ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ الرَّبائبُ الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ وليست بِسائمةٍ واحدتها رَبِيبَةٌ بمعنى مَرْبُوبَةٍ لأَن صاحِبَها يَرُبُّها وفي حديث عائشة رضي اللّه عنها كان لنا جِيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها وفي حديث عمر رضي اللّه عنه لا تَأْخُذِ الأَكُولَة ولا الرُّبَّى ولا الماخضَ قال ابن الأَثير هي التي تُرَبَّى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة وجمعها رُبابٌ بالضم وفي الحديث أَيضاً ما بَقِيَ في غَنَمِي إِلاّ فَحْلٌ أَو شاةٌ رُبَّى والسَّحَابُ يَرُبُّ المَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ والرَّبابُ بالفتح سَحابٌ أَبيضُ وقيل هو السَّحابُ واحِدَتُه رَبابةٌ وقيل هو السَّحابُ المُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب قال ابن بري وهذا القول هو المَعْرُوفُ وقد يكون أَبيضَ وقد يكون أَسْودَ وفي حديث النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء قال أَبو .
عبيد الرَّبابةُ بالفتح السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً .
وجمعها رَبابٌ وبها سمّيت المَرْأَةُ الرَّبابَ قال الشاعر .
سَقَى دارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى ... مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبابِ ثَخِينُ .
وفي حديث ابن الزبير رضي اللّه عنهما أَحْدَقَ بِكُم رَبابه قال .
الأَصمعي أَحسنُ بيت قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه قال ابن بري ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ .
إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام ... فَأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ .
أَجَشَّ مُلِثّاً غَزيرَ السَّحاب ... هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ .
تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب ... وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ .
كأَنَّ الرَّبابَ دُوَيْنَ السَّحاب ... نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ .
والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّيهِ والمَرَبُّ [ ص 403 ] الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَرًى قال ذو الرمة .
خَناطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ ... مَرَبٍّ نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ .
وهي المَرَبَّةُ والمِرْبابُ وقيل المِرْبابُ من الأَرضِين التي كَثُرَ نَبْتُها ونَأْمَتُها وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ والمَرَبُّ المَحَلُّ ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ والتَّرَبُّبُ الاجْتِماعُ ومَكانٌ مَرَبٌّ بالفتح مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ قال ذو الرمة .
بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ ... بِأَجرَعَ مِحْلالٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ .
قال ومن ثَمَّ قيل للرّبابِ رِبابٌ لأَنهم تَجَمَّعوا وقال أَبو عبيد سُمُّوا رباباً لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ فأَكلوا منه وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم وتَحالفُوا عليه وهم تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ والرِّبابُ أَحْياء ضَبّةَ سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت رُبِّيٌّ بالضم فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد كما تقول في المساجِد مَسْجِدِيٌّ إِلا أَن تكون سميت به رجلاً فلا تَرُدَّه إِلى الواحد كما تقول في أَنْمارٍ أَنْمارِيٌّ وفي كِلابٍ كِلابِيٌّ قال هذا قول سيبويه وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم قال الأَصمعي سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ وتَعاقَدُوا وتَحالَفُوا عليه وقال ثعلب سُموا ( 1 ) .
( 1 قوله « وقال ثعلب سموا إلخ » عبارة المحكم وقال ثعلب سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة ( أي بالكسر ) على فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اه أي بالضم ) .
رِباباً بكسر الراءِ لأَنهم تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً وهم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْل وتَيْمٌ وعَدِيٌّ .
( يتبع )