( نفث ) النَّفْثُ أَقلُّ من التَّفْل لأَن التفل لا يكون إِلاَّ معه شيء من الريق والنفثُ شبيه بالنفخ وقيل هو التفل بعينه نَفَثَ الرَّاقي وفي المحكم نَفَثَ يَنْفِثُ ويَنْفُثُ نَفْثاً ونَفَثاناً وفي الحديث أَن النبي A قال إِنَّ رُوحَ القُدُس نَفَثَ في رُوعي وقال إِنّ نَفْساً لن تَموتَ حتى تَسْتوفِيَ رزقها فاتَّقوا الله وأَجملوا في الطلب قال أَبو عبيد هو كالنَّفْثِ بالفم شبيهٌ بالنفخ يعني جبريلَ أَي أَوْحى وأَلقى والحيَّةُ تَنْفُثُ السمَّ حين تَنْكُزُ والجُرْحُ يَنْفُثُ الدمَ إِذا أَظهره وَسمٌّ نَفِيثٌ ودم نَفِيثٌ إِذا نَفَثَه الجرحُ قال صخر الغيّ مَتى ما تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها على أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ وفي الحديث أَنّ زَيْنَبَ بنتَ رسولُ الله A أَنْفَرَ بها المشركون بعيرَها حتى سقطت فَنَفَثَتِ الدماءَ مَكانَها وأَلقت ما في بطنها أِي سالَ دمُها وأَما قوله في الحديث في افتتاح الصلاة اللهمَّ إِني أَعوذ بك من الشيطان الرجيم من هَمْزِهِ ونَفْثِهِ ونَفْخِهِ فأَما الهمز والنفخ فمذكوران في موضعهما وأَما النفث فتفسيره في الحديث أَنه الشِّعْرُ قال أَبو عبيد وإِنما سمي النَّفْثُ شِعْراً .
( * قوله « وإنما سمي النفث شعراً إلخ » هكذا في الأصل والأنسب أن يقول وإنما سمي الشعر نفثاً ) لأَنه كالشيء يَنْفُثُه الإِنسانُ من فيه مِثل الرُّقْية وفي الحديث أَنه قرأَ المُعَوِّذتين على نَفْسِهِ ونَفَثَ وفي حديث المغيرة مِئْناثٌ كأَنها نُفاثٌ أَي تَنْفُثُ البناتَ نَفْثاً قال ابن الأَثير قال الخطابي لا أَعلم النُّفاثَ في شيء غير النَّفْثِ قال ولا موضع لها ههنا قال ابن الأَثير يحتمل أَن يكون شبَّه كثرة مجيئها بالبنات بكثرة النَّفْثِ وتَواتُرِه وسُرْعَتِهِ وقوله D ومن شر النَّفَّاثاتِ في العُقَد هنّ السَّواحِرُ والنَّوافِثُ السواحر حين يَنْفُثْنَ في العُقَد بلا ريق والنُّفاثَةُ بالضم ما تَنْفُثُه من فيك والنُّفاثَةُ الشَّظِيَّةٌ من السواك تَبْقى في فم الرجل فَيَنْفُثُها يقال لوسأَلني نُفاثةَ سِواكٍ من سِواكي هذا ما أَعطيته يعني ما يَتَشَظَّى من السواك فيبقى في الفم فينفيه صاحبه وفي حديث النجاشي والله ما يزيد عيسى على ما تقول مِثْلَ هذه النُّفاثَةِ وفي المَثَلِ لا بد للمَصْدور أَن يَنْفُِث وهو يَنْفُِثُ عليَّ غَضَباً أَي كأَنه يَنْفُخ من شدّة غضبه والقِدْرُ تَنْفُثُ وذلك في أَول غَلَيانها وبَنُو نُفاثَةَ حَيٌّ وفي الصحاح قوم من العرب