قال أبو محمد وقال سائر أهل الإسلام كل من إعتقد بقلبه إعتقاد الا يشك فيه وقال بلسانه لا إله الإ الله وأن محمد رسول الله وإن كل ما جاء به حق وبرئ من كل دين سوى دين محمد A فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك .
قال أبو محمد فاحتجت الطائفة الأولى بأن قالت قد إتفق الجميع على أن التقليد مذموم وما لم يكن يعرف بإستدلال فإنما هو تقليد لا واسطة بينهما وذكروا قول الله D إ نا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مقتدون وقال تعالى قل أو لو جئنكم بالهدى مما وجدتم عليه آبائكم وقال تعالى أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وقال تعالى وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا وقالوا فذم الله تعالى أتباع الأباء والرؤساء قالوا وبيقين ندرى أنه لا يعلم أحد أى الأمرين أهدى ولا هل يعلم الاباء شيا أو لايعلمون الإ بالدليل وقالوا كل ما لم يكن يصح بدليل فهو دعوى ولا فرق بين الصادق والكاذب بنفس قولهما لكن بالدليل قال الله D قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين قالوا فمن لا برهان له فليس صادقا في قوله وقالوا ما لم يكن علما فهو شك وظن والعلم هو إعتقاد الشئ على ما هو به عن ضرورة أو إستدلال قالوا والديانات لا يعرف صحة الصحيح منها من بطلان الباطل منها بالحواس أصلا فصح أنه لا يعلم ذلك الإ من طريق الإستدلال فإذا لم يكن الإستدلال فليس المرء عالما بما لم يستدل عليه وإذا لم يكن عالما فهو شاك ضال وذكروا قول رسول الله A في مسألة الملك في القبر ما تقول في ها الرجل فأما المؤمن أو الموقن فإنه يقول هو محمد رسول الله قال وأما المنافق أو المرتاب فإنه يقول لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئا فقلته قالوا وقد ذكر الله D الأستدلال على الربوبية والنبوة في غير موضع من كثابه وأمر به وأوجب العلم به والعلم لا يكون الإ عن دليل كما قلنا .
قال أبو محمد هذا كلما موهوا به قد تقصيناه لهم غاية التقصي وكل هذا لا حجة لهم في شئ منه على ما نبين بحول الله وقوته إن شاء الله تعالى لا إله الإ هو بعد أن نقول قولا تصححه المشاهدة أن جمهور هذه الفرقة أبعد من كل من يتمنى إلى البحث والإستدلال عن المعرفة بصحة الدلائل فاعجبوا لهذا وشهدوا على أنفسهم إنهم كانوا كافرين .
قال أبو محمد أما قولهم قد أجمع الجميع على أن التقليد مذموم وإن ما لا يعرف باستدلال فإنما هو أخذ تقليد إذ لا واسطة بينهما فإنهم شغبوا في هذا الإمكان وولبوا فتركوا التقسيم الصحيح ونعم أن التقليد لا يحل البته وإنما التقليد أخذ المرء قول من دون رسول الله A ممن لم يأمرنا الله D باتباعه قط ولا يأخذ قوله بل حرم علينا ذلك ونهانا عنه وأما أخذ المرء قول رسول الله A الذى إفترض علينا طاعته وإلزمنا إتباعه وتصديقه وحذرنا عن مخالفة أمره وتوعدنا على ذلك أشد الوعيد فليس تقليدا بل هو إيمان