لا محدث له ولا مدبر ثم القائلون بإثبات الحقائق وأن العالم لم يزل وأن له مدبرا لم يزل ثم القائلون بإثبات الحقائق فبعضهم قال إن العالم لم يزل وبعضهم قال هو محدث واتفقوا على أن له مدبرين لم يزالوا وأنهم أكثر من واحد واختلفوا في عددهم ثم القائلين بإثبات الحقائق وأن العالم محدث وأن له خالقا واحدا لم يزل وأبطلوا النبوات كلها ثم القائلون بإثبات الحقائق وأن العالم محدث وأن له خالقا واحدا لم يزل وأثبتوا النبوات إلا أنها خالفوا في بعضها فأقروا ببعض الأنبياء عليهم السلام وأنكروا بعضهم .
قال أبو محمد Bه وقد تحدث في خلال هذه الأقوال أراء هي منتجة من هذه الرؤوس مركبة منها فمنها ما قد قالت به طوائف من الناس مثل ما ذهبت إليه فرق من الأمم من القول بتناسخ الأرواح أو القول بتواتر النبوات في كل وقت أو أن في كل نوع من أنواع الحيوان أنبياء ومثل ما قد ذهب إليه جماعة القائلين به وناظرتهم عليه من القول بأن العالم محدث وأن له مدبرا لم يزل إلا أن النفس والمكان المطلق وهو الخلاء والزمان المطلق لم يزل معه .
قال أبو محمد وهذا قول قد ناظرني عليه عبد الله بن خلف ابن مروان الأنصاري وعبد الله بن محمد السلمي الكاتب ومحمد بن علي بن أبي الحسين الأصبحي الطبيب وهو قول يؤثر عن محمد بن زكريا الرازي الطبيب ولنا عليه فيه كتاب مفرد في نقض كتابه في ذلك وهو المعروف بالعلم الإلهي ومثل ما ذهب إليه قوم من أن الفلك لم يزل وأنه غير الله تعالى وأنه هو المدبر للعالم الفاعل له إجلالا بزعمهم لله عن أن يوصف بأنه فعل شيئا من الأشياء وقد كنى بعضهم عن ذلك بالعرش .
ومنها ما لا نعلم أن أحدا قال به إلا أنه مما لا يؤمن أن يقول به قائل من المخالفين عند تضييق الحجج عليهم فليجئون إليها فلا بد إن شاء الله تعالى من ذكر ما يقتضيه مساق الكلام منها وذلك مثل القول بأن العالم محدث ولا محدث له فلا بد بحول الله تعالى من إثبات المحدث بعد الكلام في إثبات الحدوث وبالله تعالى التوفيق والعون لا إله إلا هو باب مختصر جامع في ماهية البراهين الجامعة الموصلة إلى معرفة الحق في كل ما اختلف فيه الناس وكيفية إقامتها .
قال أبو محمد Bه هذا باب قد أحكماه في كتابنا الموسوم