كان له أدنى فهم فهذا هو الحق لا ما تدعيه النصارى من الكذب البحت في أن الملوك دخلوا دينهم طوعا وقد كذبوا في ذلك لأن أول ملك تنصر قسطنطين باني القسطنطينية بعد نحو ثلاثمائة عام من رفع المسيح عليه السلام فأي معجزة صحت عنده بعد هذه المدة وإنما نصرته أمه لأنها كانت نصرانية بنت نصراني تعشقها أبوه فتزوجها هذا أمر لا تناكر بين النصارى فيه والنشأة لا خفاء بما تؤثره في الإنسان وأما من أتبع النبي A فإنهم أتبعوه إذ بلغهم خبره في حياته عليه السلام للآيات التي كانت له بحضرة جميع أصحابه كإعجاز القرآن وانشقاق القمر ودعاء اليهود إلى تمني الموت وأخبارهم بعجزهم عن ذلك وأنهم لا يتمنونه أصلا والإنذار بالغيوب ونبعان عين تبوك فهي كذلك إلى اليوم ونبعان الماء من بين أصابعه بحضرة العسكر وإطعامه النفر الكثير من طعام يسير مرارا جمة بحضرة الجموع وإخباره يأكل الأرضة كل ما في الصحيفة المكتوبة على بني هاشم وبني عبد المطلب حاشى أسماء الله تعالى فقط وانظاره بمصارع أهل بدر بحضرة الجيش موضعا موضعا ولنور الواقع في سوط الطفيل بن عمرو الدوسي وحنين الجذع بحضرة جميعهم ودفع أربد عنه قضاء غرماء جابر من تمر يسير مشى بجنبه وتزويد عمر وأربعمائة راكب من تمر يسير بقي بجنبه ورميه هو إذن بتراب عم عيونهم وخروجه بحضرة مائة من قريش وهم لا يرونه ودخول الغار وهم عليه لا يرونه وفتح الباب في حجر صلد في جنب الغار لم يكن فيه قط ولو كان هنالك يومئذ لما أمكنه الاختفاء فيه لأنه ليس بين البابين إلا أقل من ثمانية أذرع وهو ظاهر إلى اليوم كل عام وكل حين يزوره أهل الأرض من المسلمين ولو رام الباب الثاني في ذلك الحجر أهل الأرض ما قدروا على إزاحته سالما عن مكانه ولو كان ذلك الباب هنالك يومئذ لرآه الطالبون له بلا مؤونة لأنهم لم يكونوا إلا جموع قريش لعلهم ميثون كثيرة وآثار رأسه المقدس في ذلك الحجر وآثار كتفيه ومعصمه وظاهر يده باق إلى اليوم فعل الله تعالى منقول نقل الكواف جيلا عن جيل ورمي الجمار الذي ترميه ما لا يحصيه إلا الله تعالى كل عام ثم لا يزيد حجمه في ذلك الموضع ورمي الله تعالى جيش ابرهة صاحب الفيل إذ غزا مكة عام مولده A بالحجارة المنكرة بأيدي طير منكرة ونزلت في ذلك سورة من القرآن متلوة إلى اليوم وكان ذلك ببركته عليه السلام وانذاراته وشكوى البعير إليه وإبراء عيني علي من الرمد بحضرة الجماعات في ساعة وسوخ قوائم فرس سراقة إذ تبعه ودور الشاة التي لا لبن لها مرارا وتسبيح الطعام وكلام الذئب ومجيئه وقوله للحكم إذ حكى مشيته كن كذلك فلم يزل يرتعش إلى أن مات وعائه للمطر قاتي للوقت وفي الصحو فانجلى للوقت وظهور جبريل عليه السلام مرتين مرة في صورة دحية ثم أتى دحية بحضرة الناس وأخرى في صورة رجل لم يعرفه أحد ولا رؤى بعدها وقوله إذ خطب بنت ابن عوف بن الحارث ابن عوف بن أبي حارسة المزني فقال له أبوها أن بها بياضا فقال لتكن كذلك فبرصت في الوقت وهي أم شبيب بن البرصاء الشاعر المشهور غير هذا كثير جدا مع ما ذكرنا من أن أول من تنصر