خفية وفي السر بحضرة النزر القليل الذين اتبعوه ومثل هذا لا تقوم به حجة على المخالف أو تحقيق الكذب على المسيح في أنه يخبر أنهم لا يرون آية وهو يريهم الآيات .
لا بد من إحداهما .
والفصل الثاني وهو الطامة الكبرى حكايتهم عن المسيح أنه قال عن نفسه كما بقي يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام بلياليها كذلك يبقى هو في جوف الأرض ثلاثة أيام بلياليها وهذه كذبة شنيعة لا حيلة فيها لأنهم مجمعون وفي جميع أناجيلهم أنه دفن قرب مغيب الشمس من يوم الجمعة مع دخول ليلة السبت وقام من القبر قبل الفجر من ليلة الأحد فلم يبق في جوف الأرض إلا ليلة وبعض أخرى ويوما ويسيرا من يوم ثان فقط وهذه كذبة لا خفاء بها فيما أخبر به المسيح لا بد منها أو كذب أصحاب الأناجيل وهم أهل الكذب وحسبنا الله .
فصل .
وفي الباب الثالث عشر من إنجيل متى أن المسيح قال يشبه ملكوت السماء بحبة خردل ألقاها رجل في فدانه وهي أدق الزراريع كلها فإذا نبتت استعلت على جميع البقول والزراريع حتى ينزل في أغصانها طير السماء ويسكن إليها .
قال أبو محمد حاشى للمسيح عليه السلام أن يقول هذا الكلام لكن النذل الذي قاله كان قليل البصارة بالفلاحة وقد رأينا نبات الخردل ورأينا من رآه في البلاد البعيدة فما رأينا قط ولاأخبرنا من رأى شيئا منه يمكن أن يقف عليه طائر ومثل هذه المسامحات لا تقع لنبي أصلا فكيف لله D .
فصل .
وفي آخر الباب المذكور أن المسيح رجع إلى بلاده وجعل يوصي جماعتهم بوصايا يعجبون منها وكانوا يقولون من أين أوتي هذه العلوم وهذه القدرة أما هذا ابن الحداد وأمه مريم وأخوته يعقوب ويوسف وشمعون ويهوذا وأخوته أما هؤلاء كلهم عندنا فمن أين أوتي هذا وكانوا يشكون فيه فقال لهم يسوع ليس يعدم النبي حرمته إلا في بيته وبلده ولتشككهم وكفرهم لم يطلع في ذلك الموضع عجايب كثيرة .
وفي الباب الخامس من إنجيل مارقش قال وكانت الجماعة تسمع منه وتعجب منه العجب الشديد من وصيته ويقولون من أين أوتي هذا وما هذه الحكمة التي رزقها ومن أين هذه الأعاجيب التي ظهرت على يديه أليس هو ابن حداد وابن مريم أخو يوسف ويعقوب وشمعون ويهوذا أليس أخواته هن ها هنا معنا وكان يقول لهم يسوع ليس