وثانيها نسبتهم البدآء إلى الله D وحاش لله من ذلك والعجب من إنكار من أنكر منهم النسخ بعد هذا ولا نكرة في النسخ لأنه فعل من أفعال الله أتبعه بفعل آخر من أفعاله مما قد سبق في علمه كونه كذلك وهذه صفة كل ما في العالم من أفعاله تعالى وأما البداء فمن صفات من يهم بالشيء ثم يبدو له غيره وهذه صفة المخلوقين لا صفة من لم يزل لا يخفى عليه شيء يفعله في المستأنف وثالثها قوله فيها ويملكونها وهذا كذب ظاهر ما ملكوها إلا مدة ثم خرجوا عنها إلى الأبد والله تعالى لا يكذب ولا يخلف وعده .
فصل .
وبعد هذا ذكر أن الله تعالى قال لموسى اذهب وأصعد من هذا الموضع أنت وأمتك التي أخرجت من مصر إلى الأرض التي وعدت بها مقسما إبراهيم وإسحاق ويعقوب لأورثها نسلهم وابعث بين يديك ملكا لا خراج الكنعانيين والأموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين تدخل في أرض تفيض لبنا وعسلا لست أنزل معكم لأنكم أمة قساة الرقاب لئلا تهلك بالطريق فلما سمعت العامة هذا الوعيد الشديد عجبت ولم تأخذ زينتها فقال السيد لموسى قل لبني إسرائيل أنتم أمة قد قست رقابكم سأنزل عليكم مرة وأهلككم فضعوا زينتكم لأعلم ما أفعل بكم وبعد ذلك بفصول قال إن موسى قال لله تعالى إن كنت سيدي عني راضيا فأنا أرغب إليك أن تذهب معنا وبعد ذلك إن الله تعالى قال لموسى سأخرج بنفسي بين يديك .
قال أبو محمد Bه في هذا الفصل كذبتان وتشبيه محقق أما الكذبتان فأحدهما قوله أنه سيبعث بين يدي موسى ملكا لإخراج الأعداء وأما هو تعالى فليس ينزل معهم ثم نزل معهم وهذا كذب لا مخلص منه تعالى الله عن هذا وحاش له من أن يقول سأفعل ثم لا يفعل وأن يقول لا أفعل ثم يفعل والثانية قوله إني سأنزل إليكم مرة وأهلككم ثم لم يفعل حاش لله من هذا وأما التشبيه المحقق فإقتناعه من أن ينزل بنفسه واقتصاره على أن يبعث ملكا لنصرتهم ثم أجاب إلى النزول معهم وهذا ما لا يسوغ فيه ما يسوغ فمن حديث التنزيل من أنه فعل بفعله تعالى لأنه لو كان هذا لكان إرسال الملك أقوى ما يوجد في العالم فإذ قد بطل فقد صح أنه نزول نقلة ولا بد .
فصل .
وفي خلال هذه الفصول قال وكان السيد يكلم موسى مواجهة فما بفم كما يكلم المرء صديقه وأن موسى رغب إلى الله تعالى أن يراه وأن الله تعالى قال له سأدخلك في حجر وأحفظك بيميني حتى أجتاز ثم أرفع يدي وتبصر ورائي لأنك لا تقدر أن ترى وجهي ففي هذين الفصلين تشبيه شنيع قبيح جدا من إثبات آخر بخلاف الوجه وهذا لا مخرج منه .
فصل .
وفي السفر الثالث أن الباري تعالى قال له من ضاجع امرأة عمه أو خاله أو كشف عورة بنته فيحملان جميعا ذنوبهما ويموتان من غير أولاد