قال عبد الله بن عمرو يبعث الله تعالى بعد قبض عيسى بن مريم عليه السلام أرواح المؤمنين بتلك الريح الطيبة نارا تخرج من نواحي الأرض تحشر الناس والدواب والذر إلى الشام .
قال كعب ومخرج تلك النار من القسطنطينية نار وكبريت يبلغ لهبها ودخانها السماء فتركد عند الدرب بين جيحان وسيحان ونار أخرى من عدن حتى تبلغ بصرى تقوم إذا قاموا وتسير إذا ساروا وإن الفرات لتجري ماء أول النهار وبالعشي تجري كبريتا ونارا وتخرج نار من نحو المغرب حتى تبلغ العريش وأخرى من نحو المشرق فتبلغ كذا وكذا فتقيم زمانا لا تنطفيء حتى يشك الشاك .
ويقول الجاهل لا جنة ولا نار إلا هذه تجتنب في مسيرها مكة والمدينة والحرم كله حتى تلج الشام تحشر جميع الناس إلا الأعرابيين من قيس في باديتهما يسير أحدهما في أثر الناس حتى يمل فلا يلقى أحدا فيرجع إلى صاحبه فيحدثه فيقبلان جميعا إلى المدينة فيجدانها مملوءة مالا وأغناما وطعاما لا أهل فيها .
فيقولون نقيم في هذا النعمة فيحشران مجروران على وجوههما إلى الشام .
قال فذلك قول معاذ بن جبل يحشرون أثلاثا ثلثا على ظهور الخيل وثلثا يحملون أولادهم على عواتقهم وثلثا على وجوههم مع القردة