من الكفر وعندكم القدرة صالحة للكفر كما هي صالحة للإيمان وإذا كان ذلك إعانة على الكفر لم يكن أحسن .
ومن الدليل على بطلان قولهم قول الله تعالى ذلكم الله ربكم خالق كل شيء فتمدح بالاختراع والإبداع ولو كان غيره خالق مبدعا لبطل التمدح من حيث أنه يصير خاصا بأنه الخالق لأفعاله دون أفعال غيره والعبد أيضا يقول وأنا خالق كل شيء ويريد به أفعال نفسه فبطل التمدح .
ويستدل بكل آية فيها تمدح مثل قوله تعالى والله على كل شيء قدير ولا معنى لذلك عند المعتزلة لأنه يقدر على أفعال نفسه دون أفعال عبيده والعبد كذلك يقدر على أفعال نفسه .
ومن الدليل عليهم قوله تعالى أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار .
والمعتزلة أثبتوا الشركاء له حيث أثبتوا الخلق لأنفسهم .
شبههم في هذه المسألة قالوا العاقل يميز بين مقدوره ومقدور غيره ويفرق بين الحركة الواقعة بإرادته واختياره وبين حركة المرتعش بأن مقدوره يقع على قصد حسه صوابه حسب قصده وما لا يكون مقدوره لا يقع على حسب قصده ولو كان فعله غير واقع به لما كان على وفق إرادته كلونه وصورته وسائر صفاته